في موازاة الإعلان عن استضافة لبنان لبطولة آسيا لكرة اليد، من 6 الى 19 شباط الماضي، انطلقت تحضيرات الاتحاد اللبناني لكرة اليد الجدية بغية مواجهة الحدث عبر خطين متوازيين فنياً وتنظيمياً
ابراهيم وزنه
مع إسدال ستارة البطولة المؤهلة إلى مونديال «اليد» العالمي، كشف المشهد عن فوز لبنان، كعادته، تنظيمياً وفشله فنياً، ليحل منتخبنا الوطني ثامناً بين 12 منتخباً آسيوياً، علماً بأن ما بين الاستضافة وانطلاق البطولة مسافة 4 أشهر.

هل يكفي النجاح التنظيمي والاعلامي؟

من الناحية التنظيمية أجمع المراقبون والمتابعون أن البطولة جاءت مثالية من جوانبها كافة، بشهادة متتبعيها من أعضاء الاتحادين الآسيوي والدولي، وفي هذا السياق قال الإسباني ريمون غلايغو (ممثل الاتحاد الدولي) «تابعت جميع مباريات البطولة ولم أسجّل أي ملاحظة سلبية، ولفتني التقيّد بالمواقيت المعلنة والتحكيم الجيد. حقاً إنها بطولة متميّزة من كافة جوانبها».
وعلى الصعيد الإعلامي، حظيت البطولة بمواكبة لافتة، حيث رافق كل منتخب ثلاثة صحافيين على الاقل، كما حضر عدد كبير من مراسلي الوسائل الإعلامية (المرئية والمقرؤة) الذين وفدوا من دول غير مشاركة. وعن التعاون الإعلامي بين الضيوف والمنظّمين، يعلّق رئيس اللجنة الإعلامية للبطولة إسماعيل الموسوي «عملنا على إيصال المواد والصور إلى البريد الإلكتروني الخاص بكل مؤسسة إعلامية، وسمحنا لجميع المحطات التلفزيونية بتصوير ما يخدم ويدعم برامجها. وهنا لا بد من الإشادة بأداء وتعاون شركة «بروتيم» وتلفزيون الجديد، والحمدلله لم نسمع أي ملاحظة من الزملاء، كما أننا نجحنا في الترويج، ولكن للأسف لم ينسحب النجاح الإعلامي على نتائج المنتخب».

ماذا في النتائج والاسباب؟

فوز وخمس خسائر هي المحصّلة اللبنانية في المشاركة، ومع ذلك فقد ارتقى لبنان درجة على سلّم الترتيب الآسيوي للمنتخبات (من تاسع إلى ثامن). وبالانتقال إلى الحديث عن الأسباب التي أدت إلى حصول الإخفاق الفني نذكر:
■عدم حصول التجانس المثمر بين اللاعبين المحليين والمستقدمين من الخارج، لا بل سادت بينهما أجواء الغيرة وسوء التعاطي.
■الدخول إلى المباريات من دون تركيز، ولطالما حصل التأخر في البداية ومن ثم يعود لاعبونا إلى أجواء المباراة متأخرين، والمباراة مع سوريا ما زالت ماثلة في الاذهان.
■استفحال الأنانية عند بعض اللاعبين.
■وقوع إصابات مبكرة، وهناك من لم يشارك في المباريات.
■المواكبة الجماهيرية، كانت بمثابة سيف ذو حدين، وخصوصاً أنها المرّة الأولى التي يلعب فيها المنتخب أمام مدرجات صاخبة.
■انشغال بعض اللاعبين بتحصيل ما أمكن من الدعم المادي، وهذا الأمر أبعدهم عن مستواهم المعهود وتركيزهم المطلوب.
مع الاشارة الى خسارة المنتخب امام نظيره البحريني في تونس بفارق هدف، لكنه خلال البطولة سقط أمامه بفارق 18 هدفاً؟ ومن باب الانصاف لجهودهما، نشير الى تألق الحارس رولو والضارب جاد بدرا خلال المباريات الست.

غياب الكويت ولّعها!

لا بد من التذكير بأن إبعاد المنتخب الكويتي عن المشاركة رفع من آمال المنتخبات للتأهل إلى مونديال السويد (2011). وفي هذا السياق، نشير إلى أن المنتخب الكوري هو الأول آسيوياً يليه الكويتي، ما يعني أن عدم مشاركة الكويت أشعل التنافس بين 11 منتخباً للحصول على بطاقتين، وهذه الأجواء أسفرت استرخاءً في الدور الأول واستقواء في الدور الثاني، علماً بأن الصدمة اللبنانية كانت أقل وقعاً مما حصل لمنتخبات السعودية وقطر وايران التي لازمها عدم التوفيق مع وفرة الإصابات، فيما الأردني والعراقي أرادا من المشاركة إجراء التغيير في صفوفهما، أما الياباني فأرهقته الأخطاء التكتيكية والاستعجال المصحوب بالتراخي.

... وماذا بعد؟


مصادر آسيوية تتجه لتسمية لبنان لتنظيم بطولة آسيا خلال تشرين
تتطلّع عائلة كرة اليد اللبنانية اليوم إلى استثمار تنظيم البطولة الآسيوية وما رافقها من دعاية وترويج بالإضافة إلى توافر قاعات جيدة جديدة لإحداث نقلة نوعية في اللعبة في القريب العاجل، إنْ على مستوى تفعيل بطولات الفئات العمرية أو استحداث مسابقة تملأ الفراغ الموسمي، وهذا حتماً، سيؤدي إلى توسيع قاعدة اللاعبين ما ينعكس إيجاباً على اللعبة.

التنظيم والاستثمار

على ضوء النجاح التنظيمي للبطولة لمّحت مصادر آسيوية موثوقة بأن النية تتجه لتسمية لبنان بتنظيم بطولة آسيا للأندية الـ13 خلال شهر تشرين الأول المقبل.
حيال ما ذكرنا، لا بد من التأكيد على أن رفع مستوى البطولة المحلية يجب أن يكون أهم من أي كسب تنظيمي حتى لو كان عالمياً، فهل يتجه القيّمون على اللعبة الى استثمار البطولة كرافعة معنوية وفنية لكرة اليد اللبنانية؟


«قمنا بواجبنا واللاعبون قصّروا»

«منذ تكلّفنا باستضافة البطولة تعاقدنا مع المدرب التونسي فتحي شقرون وأطلقنا التمارين المكثّفة بمشاركة 20 لاعباً، ثم أقمنا معسكرين في قبرص وتونس تخللهما مباريات قوية وندّية»...هنا توقف رئيس اتحاد اللعبة عبد الله عاشور عن الكلام ليختم «أمّنّا للاعبينا كل ما يحتاجونه وقلنا لهم جاء دوركم... لكن بعضهم قصّروا».