ابراهيم وزنهكلما اقترب ختام الدوري المحلي لكرة القدم، زاد دخان «التلاعب» انبعاثاً في فضاء اللعبة «الملعوب بها» أصلاً. معادلة معروفة، بل محفوظة، فالفرق المهددة بالسقوط غالباً ما تكون مرغمة على التودد والاتصالات مع الفرق «المرتاحة» في وسط اللائحة، لأن الطلب من فرق المقدّمة محظور لحين جلاء غبار الطموحات وفارق النقاط، ولطالما لجأ الخائفون من إقحامهم في هذا «البازار» إلى إطفاء هواتفهم الخلوية والتواري عن تكاثر اتصالات الـ«private number» من دائرة الفرق المهددة، «نريد نقاط المباراة مقابل كذا»، «حان الوقت لرد الجميل»، «نحن وإياكم في الخط نفسه، فلماذا لا نسعى إلى إسقاط ذلك الفريق؟». عبارات يجري تداولها تحت سقف تبادل المصالح وتوطيد العلاقات أو ترميمها، فيما قلة من المهددين اعتادوا اختصار الطريق الشائك عبر سعيهم إلى إرضاء الحكام، لأن النجاة من خلالهم أقل كلفة وأكثر ستراً. والمضحك المبكي في هذا السياق، لجوء المهددين إلى إطلاق الاتهامات في كل الاتجاهات بغية إبعاد الشبهات عن محاولاتهم لشراء نقاط أو طلب تخاذل.
وبناءً عليه، لن يصدّق أحد أن رئيس الراسينغ جورج فرح استقال بالأمس استنكاراً لغياب عدد من لاعبيه عن التمرين، فلا شك في أن «التمنيات» والضغوط أرهقته، وأوصلته إلى اختراع حجة تبعده عن «البازار» الدائر، وللكلام في الموضوع تتمة... فانتظروا.