مُتجاهلةً الخرق الذي نفذته قواتها قبل أيام في اللبونة، تحت عين القوات الدولية، أعربت إسرائيل أمس عن حرصها على تطبيق الـ 1701، لكن من باب حظر حضور حزب الله بالقرب من الحدود وممارسته أنشطة هناك. الحرص الإسرائيلي عبّر عنه وزير الدفاع، موشيه يعالون، في وقت تحدثت فيه تقارير صحافية عن قلق مشترك بين تل أبيب وواشنطن كان موضع تداول خلال زيارة رئيس الأركان الأميركي، مارتن ديمبسي، إلى إسرائيل قبل أيام، وهو إصرار إيران على تزويد حزب الله بصواريخ «فاتح 110» المزودة بأجهزة توجيه تعمل على الأقمار الصناعية.
وقال يعالون في أعقاب اجتماعه بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تل أبيب أمس، إن إسرائيل تقدر كثيرا دور قوات الأمم المتحدة على الحدود مع سوريا وفي جنوب لبنان، لكنه أشار إلى «أننا نشخص أنشطة لحزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل، بالرغم من أنه بحسب قرار الأمم المتحدة 1701 ممنوع على حزب الله أن يكون حاضراً هناك، ويعمل في هذه المنطقة». وأعاد يعالون اجترار الموقف الإسرائيلي من حزب الله بوصفه «منظمة إرهابية عملت ضدنا في بلغاريا، وقد عرفنا هذا الأمر فورا بعد العملية، وعلينا أن نتعامل معها كعدو»، وإذ أشار إلى وجود «صراع متطور في لبنان بين حزب الله وجهات سنية»، رأى أن «حزب الله هو دولة داخل الدولة، وهو ذراع استراتيجية لإيران في لبنان، ويتلقى السلاح من سوريا وإيران»، مشيرا إلى أن هذا السلاح «هو السلاح الأساسي لإيران ضد إسرائيل في يوم الأمر». وعرض يعالون على الأمين العام للأمم المتحدة خارطة لقرى مأهولة بالسكان في جنوب لبنان، زعم بأن حزب الله يستخدم المنازل فيها لإخفاء السلاح وإقامة التحصينات القتالية وإنشاء مواقع لمنصات صواريخ موجهة نحو إسرائيل. ورأى أن الشرق الأوسط موجود في ذروة زلزال استراتيجي، وسيبقى منطقة عديمة الاستقرار لوقت طويل، لافتاً إلى أن «الأمر الوحيد الثابت في الشرق الأوسط هو عدم الاستقرار. أما بالنسبة إلى الوضع في سوريا، فعلينا أن نكون مستعدين لحرب أهلية ولسنوات طويلة».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» أمس أن كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل بحثتا هذا الأسبوع «قلقاً مشتركاً» يتمثل في إصرار إيران على تزويد حزب الله بمنظومة متقدمة من صواريخ أرض أرض موجهة عبر الـ«جي بي أس» من طراز «فاتح 110». وكتب مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية، عامير رابيبورت، أن هذا الإصرار قائم «برغم التقارير التي تحدثت عن هجمات ضد مخازن أسلحة استراتيجية في سوريا، كان من المفترض أن تنتقل إلى حزب الله».
وبحسب رابيبورت، فإن هذا النوع من الصواريخ يُعد بالنسبة إلى إسرائيل «تهديدا أكبر بأضعاف من ترسانة الأسلحة التي كان يمتلكها حزب الله في حرب لبنان الثانية»، إذ «عوضا عن الكاتيوشا الغبية مع رؤوس متفجرة تزن سبعة كلغ، غالبا لا تصيب هدفها، سيكون في لبنان صواريخ تحمل رؤوساً متفجرة تزن مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة. وذلك فضلا عن أنه يمكن توجيهها على نحو دقيق باتجاه المنشآت الحساسة، مثل شركة الكهرباء أو مطار بن غوريون، وكذلك قواعد الجيش الرئيسية، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع في تل أبيب».
وأشار الكاتب إلى أن «إيران تمتلك شبكة عالمية وضخمة لتهريب السلاح يجري تشغيلها عبر «قوة القدس»، ومن المحتمل أن تُستخدم هذه الشبكة من أجل نقل السلاح إلى حزب الله، المصمم على الحصول عليها». وأضاف رابيبورت إنه «يمكن الافتراض بأن هذا الموضوع كان من بين المواضيع الرئيسية التي أثيرت خلال اللقاءات التي أجراها رئيس الأركان الأميركي، مارتن ديمبسي، في إسرائيل خلال هذا الأسبوع». وكان ديمبسي قد زار إسرائيل بين الثلاثاء والأربعاء في زيارة هي الثالثة له، والتقى خلالها كلا من رئيس الأركان الإسرائيلي، بيني غانتس، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أفيف كوخافي، رئيس شعبة التخطيط، نمرود شيفر، إضافة إلى كل من وزير الدفاع، موشيه يعالون، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.