لا معلومات لدى إسرائيل عن أن حزب الله بات يملك سلاحاً كيميائياً، لكنها لا تنكر هذه الفرضية. هذا ما أكده أمس رئيس أركان الجيش الاسرائيلي بني غانتس، الذي عاد وهدد سوريا وحزب الله بأن جيشه جاهز وعلى أتم الاستعداد لمواجهة أي تطور أو حادث يمكن أن يخل بالتوازن الأمني على الجبهة الشمالية.
وأكد غانتس في سياق كلمة ألقاها أمس، في «روش هاعين» الواقعة في وسط فلسطين المحتلة، الخشية الاسرائيلية مما يحدث على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، وإمكان تطور الوضع الامني الى الأسوأ، مشيراً الى أن «الواقع قد تغيّر بشكل خطير ودراماتيكي، حيث تهديد حزب الله لإسرائيل قد تصاعد في الفترة الاخيرة، وسوريا آخذة في التفكك كدولة مع تعزز الارهاب ونمّوه فيها»، لكنه أكد في المقابل أن «الوضع ما زال مستقراً مع لبنان، كما هي الحال منذ سبع سنوات، الأمر الذي يشير الى أن حرب لبنان الثانية (عام 2006) أوجدت منسوباً فاعلاً من الردع».
وحول إمكان أن يكون حزب الله قد تزوّد بسلاح غير تقليدي، أضاف غانتس أنه «لا تتوافر لدينا معلومات عن عبور سلاح كيميائي الى لبنان، لكننا لا نريد أن نستبعد احتمالاً كهذا »، مشيراً الى أنه «في حال نجح حزب الله في امتلاك سلاح كيميائي، فهذا ارتقاء درجة في معادلة الردع» ضد إسرائيل. وكرسالة تهديد وتحذير للبنانيين من تدهور الاوضاع الامنية الى مواجهة شاملة، أكد غانتس أنه «في حال كان عليك أن تختار بين أن تكون إسرائيلياً أو لبنانياً في الحرب المقبلة، فمن الافضل لك أن تكون إسرائيلياً».
وشدد غانتس على يقظة الجيش الاسرائيلي واستعداده لمواجهة التحديات، مشيراً الى أن «الجيش جاهز لاتخاذ كل ما يلزم من خطوات وإجراءات لمواجهة أي عملية نقل سلاح من سوريا الى لبنان، أو تنفيذ اعتداءات ضد إسرائيل من قبل التنظيمات المعادية والمحاذية للحدود».
الى ذلك، لا يبدو أن إسرائيل قد استسلمت أمام امتناع الاتحاد الاوروبي عن تلبية رغباتها في إدراج حزب الله على لائحة التنظيمات الارهابية، إذ أعلنت أمس مساعي جديدة يقودها الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، لحث الدول الاوروبية على مواجهة حزب الله. وبحسب بيان صدر عن مكتبه أمس، يتوجه بيريز في الاسبوع المقبل الى أوروبا في زيارة تستغرق أسبوعاً، يلقي خلالها كلمة أمام البرلمان الاوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، لدفع الأوروبيين إلى اتخاذ القرارات المطلوبة ضد حزب الله.
وبحسب البيان، من المقرر أن يجول بيريز على عدد من الدول الاوروبية، ويلتقي عدداً من قادتها، ومن بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والرئيس البلغاري روزين بليفنيليف. وأشار البيان الى أن «اللقاءات ستتركز على نتائج التحقيقات في الهجوم الإرهابي على بلغاريا، والذي خلص الى أن حزب الله هو المسؤول عن التفجير (في مدينة بورغاس)، إضافة الى المناقشات داخل الاتحاد الاوروبي حول تبعات ذلك».