توسّعت المواجهات العسكرية على الحدود الجنوبية أمس، بعد ردود من حزب الله على قصف العدو الإسرائيلي لقرى جنوبية، وأبرزها شن هجوم بالمُسيّرات الانقضاضية على موقع في الجولان، ما أوقع 18 إصابة في صفوف الجنود بينهم إصابات خطيرة. فيما نعت «المقاومة الإسلامية» ثلاثة مقاومين استشهدوا في قصف على بلدة حولا.فقد بدا أن المقاومة قامت بمسح جديد لمواقع العدو ونقاط انتشاره المستحدثة في أكثر من مكان، ورفعت من وتيرة عملياتها ضدّ الثكنات والمواقع والمستوطنات، بهدف ردع العدو عبر إفهامه بالنار حجم الكلفة التي سيتكبّدها في ما لو شنّ عدواناً واسعاً على لبنان. وفي هذا السياق، كبّدت المقاومة جيش الاحتلال خسائر فادحة، بعد استشهاد عددٍ من مقاوميها باعتداءات إسرائيلية، إذ اعترف الأخير بإصابة 18 في هجوم بطائرة مُسيّرة من لبنان على الجولان، نقلوا إلى مستشفيَيْ «رمبام» في حيفا و«زيف» في صفد.
وسقطت الإصابات بعدما شنّ الحزب «هجوماً جوياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على ‏مقر كتائب المدرعات التابعة للواء 188 في ثكنة راوية، استهدف مبنى القيادة وأماكن ‏تموضع الضباط والجنود»، مؤكداً «إصابتها إصابةً مباشرة واندلاع النيران فيها».‏ كما شنّ الحزب بالأسلحة الثقيلة هجمات على ثكنات حدودية، فاستهدف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة ‏برانيت بصاروخ «بركان» ومقر قيادة «كتيبة السهل» في ثكنة ‏بيت هلل بصاروخ «فلق» والمشغل ‏العسكري التابع لثكنة بيت هلل بصاروخ «فلق». كما قصفت المقاومة مبنى يستخدمه جنود العدو في مستوطنة يرؤون ومبنى آخر في مستوطنة المطلة ومرابض مدفعية في خربة ماعر وموقع رويسة القرن في مزارع شبعا وموقع السماقة في تلال المحتلة.
وكانت المقاومة ضربت أول من أمس حامية موقع بركة ريشا التابع لجيش العدو للمرة الثالثة على التوالي، وأظهر فيديو العملية أن العدو حاول إخفاء مكان التموضع بشادر كبير اخترقه صاروخ «الماس» الموجّه.
ونعى حزب الله المقاومين حسين محمد سويدان من بلدة عدشيت القصير، وجلال علي ضاهر من بلدة حولا، ونصرات حسين شقير من بلدة الصوّانة.
وفيما توحي قيادة الاحتلال بقرب مرحلة التفاوض حول الوضع مع لبنان، نقلت «القناة 12» العبرية عن رئيس أركان الجبهة الشمالية، ساغيف داهان، قوله: «لم نحقّق إنجازات إستراتيجية تقود الطرف الآخر إلى تغيير في طريقة عمله». وقال المحلل العسكري نوعم أمير، لـ«القناة 14» العبرية، إن «هناك شعوراً بأن إسرائيل تبحث عن سلّم للنزول من شجرة الحرب في الشمال. نحن نستعد لسرد قصة إنجازات عظيمة لإقناع الجمهور بأنه لا داعي لحرب في الشمال».
في المقابل، نشر موقع «واللاه» العبري أن مسؤولين كباراً في المؤسسة الأمنية يقدّرون أنه «لإعادة السكان إلى الشمال هناك ثلاثة خيارات رئيسية: تسوية سياسية وصلت إلى طريق مسدود، وإقامة شريط أمني على الأراضي اللبنانية يخضع لمناورات برية، وحرب شاملة على الدولة اللبنانية». ونقل الموقع عن مصادر في المنظومة الأمنية قولها إنه «على خلفية الواقع السياسي والأمني، لا مفر من خوض الحرب، رغم التهديدات الإيرانية بالانضمام إليها».