وبحسب أحد رؤساء البلديات، فإن «مكتب الشؤون الإنسانية لليونيفل طلب من البلديات داتا بأسماء النازحين والوجهات التي نزحوا إليها، لكنه لم يضع خطة للتعامل مع النازحين من البلدات الحدودية». وروّج المكتب لإقامة دورات توعية على التعامل مع القذائف الفوسفورية وتأثيرها على المزروعات والمياه، من دون أن يقرّ بأن إسرائيل هي من أطلقتها. وحتى في الاعتراف غير المسبوق لـ«اليونيفل» بأن قوة نيبالية مؤلّلة تعرّضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين في عيترون، فعلى الأرجح أنها لن تتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل كما كانت تفعل ضد جمعية «أخضر بلا حدود».
يأمل القائد الإسباني لاثارو أن يمتصّ غضب الجنوبيين استناداً إلى موقف بلاده من العدوان على غزة
عدوان 2023، أثار جدلاً داخلياً في «اليونيفل» أيضاً، إذ تضمّنت خطة الطوارئ، إلزام الطواقم بالعمل عن بعد باستثناء مجموعة سميت «الطاقم الرئيسي» سُمح لها بالحضور إلى مكاتبها في المقر العام. والغريب أن جميع أفراد الطاقم الرئيسي هم من الأجانب. علماً أن عدد الموظفين اللبنانيين هو 635 في مقابل 84 أجنبياً. وعلى مستوى أعلى، تعاني القيادة من أزمة حكم، إذ بدت خلال الحرب المستعرة بلا دور. لبنانياً، لم يغيّر وجود «اليونيفل» قبل عدوان 2006 أو بعده، في بوصلة المقاومة لتحرير الأرض. أما إسرائيلياً، فالضغط عليها كان كبيراً لدفعها إلى فرض منطقة عازلة والتجسّس على تحركات المقاومة. لكنّ عدوان 2023، أثبت للعدو أن ضغوطه لم تفلح. فانتقم بدوره من «اليونيفل»ورفض تلقّي اتصالات من قيادتها طوال الشهرين الماضيين.
يجد البعض أن «اليونيفل» محرجة مع الجنوبيين ومع إسرائيل على السواء. وهي، محلياً، بدأت بابتكار أفكار لاسترضاء الجنوبيين بعد عودة الاستقرار. وآخر الأفكار «حماية المزارعين على طول الخط الأزرق». وفي إطار التنسيق لمرحلة ما بعد الحرب، عُقد أمس اجتماع تنسيقي بين ضباط من الجيش والقوات الدولية. ويأمل فريق عمل قائد «اليونيفل» الجنرال الإسباني آرولدو لاثارو أن يمتصّ غضب الجنوبيين استناداً إلى موقف بلاده من العدوان على غزة.