وسريعاً، تلاقت مصلحة ميقاتي مع مصلحة مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان الذي أدار «معركة تصفية حسابات» مع المرشّحين الذين لم يُشاركوا في جلسة التمديد له منذ نحو شهر، ووجد المفتي ضالّته في عضو المجلس السّابق الشيخ أمير رعد الذي لم ينفع دعم الصمد وفاعليات الضنيّة لترشيحه، بعدما تعرّض لحملة من رئيس محكمة طرابلس السنّية الشّرعية الشيخ سمير كمال الدين وإمام «مسجد السلام» الشيخ بلال بارودي لخلافات سابقة مرتبطة بانتخابات مفتي طرابلس والشّمال، ونائبي طرابلس أشرف ريفي وإيهاب مطر وآخرين ضمن الهيئة الناخبة في طرابلس ممّن خاضوا الانتخابات تحت عنوان «استعادة المدينة لحجمها التمثيلي في المجلس الشرعي»، وهو ما نتج عنه فوز 5 أعضاء من طرابلس من أصل 7، بعدما كان تمثيلها في الدورتين السابقتين مقتصراً على 4.
فاز 5 أعضاء من طرابلس بعدما اقتصر تمثيلها في الدورتين السابقتين على 4
وفي طرابلس، مُني المفتي محمّد إمام بهزيمة إثر خسارة مرشّحه وسيم شيخ العرب، ولم يتمكّن سوى الحفاظ على مقعدٍ واحد لصالح مرشّحه منذر حمزة. ويشير متابعون إلى أنّ أكثر من طرف تقاطعوا على إلحاق الهزيمة بإمام، على رأسهم دريان الذي عمل خلال الانتخابات على «قصقصة أجنحة» مفتي المناطق كي لا ينافسوه في المرحلة المقبلة. كما انضم إليه أيضاً ميقاتي ونوّاب طرابلس «الذين فضّلوا بدورهم مفتياً ضعيفاً في المدينة»، إضافة إلى بعض المشايخ.
حملات التشطيب المضادّة بدت واضحة أكثر عند فرز أوراق الاقتراع التي تضمّنت خليطاً من المرشحين المنفردين وآخرين من اللائحة الأساسيّة، بالإضافة إلى تصويت أكثر من ربع الناخبين لثلاثة مرشحين أو أقل، من دون الالتزام بالتصويت لـ 7 من أصل 19 مرشحاً.
وأسفرت النتائج عن فوز كلّ من فايز سيف من المنية (المقرّب من النائب أحمد الخير وتيّار المستقبل وميقاتي) بـ99 صوتاً، بلال بركة (تيّار المستقبل) 81 صوتاً، أحمد الأمين (المقرّب من النائب فيصل كرامي) 74 صوتاً، مظهر الحموي (منفرد) 71 صوتاً، أسامة طراد (تيّار المستقبل) 65 صوتاً، منذر حمزة (المقرب من المفتي إمام) 60 صوتاً ووائل زمرلي (منفرد) 60 صوتاً.