تستعدّ دار الفتوى في بيروت والمناطق غداً لانتخاب 24 عضواً يشكّلون «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى»، على أن يعيّن مفتي الجمهوريّة، الشيخ عبد اللطيف دريان، بعد إعلان النتائج ثمانية أعضاء إضافيين. وإذا كانت المعركة غائبة عن دائرتَي صيدا وشبعا، بعد فوز المرشحين الـ 4 بالتزكية خلال الأسبوعين الماضيين، أو معركة خافتة في الدوائر الأخرى كعكّار وجبل لبنان والبقاع، فإن «أمّ المعارك» ستكون في بيروت، حيث النتائج غير متوقّعة مع عدم التزام أي طرف بلائحة «الوحدة والنهوض» المؤلفة من 8 أعضاء، والتي كان من المفترض أن تحظى بدعمٍ من دريان وتيّار المستقبل والجماعة الإسلاميّة وعدد من رجال الدين.الشرذمة بين القوى السياسيّة وعلماء الدين كادت أن تُسيطر أيضاً على الانتخابات في دائرة طرابلس والشمال، حيث لم تتمكّن الاتصالات المكوكيّة التي قام بها المفاوضون على مدى الأسابيع الماضية من حلّ الخلافات وتشكيل لائحة جامعة قبل مساء أول من أمس، حينما تمّ الإعلان عن «لائحة الثقة والإنماء» التي تضمّ: أحمد الأمين، بلال بركة، منذر حمزة ووسيم شيخ العرب (عن طرابلس)، أمير رعد وأسامة طراد (عن الضنية) وفايز سيف (عن المنية).
وقد وضع إعلان اللائحة حداً لتكهنات سرت في الآونة الأخيرة باحتمال تشكيل لائحة غير مكتملة، في حين أن «تسكيرها» أتى بعد توافق القوى السياسيّة ودعمها من قبل «تيّار المستقبل» والنواب: فيصل كرامي وجهاد الصمد وأحمد الخير ومفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، ولن يكون رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعيداً عنها.
هذا الائتلاف الذي كان يُراهن المُعارضون على عدم إمكانيّة تحقيقه بلائحة مكتملة، أثار إرباكهم؛ وبعدما كان يراهن النائبان أشرف ريفي وإيهاب مطر، وإلى جانبهما رئيس المحكمة الشّرعية السنّية في طرابلس الشيخ سمير كمال الدين وإمام وخطيب «مسجد السلام» الشيخ بلال بارودي، على إمكانية دخولهم إلى المجلس عبر المقاعد الشاغرة في اللائحة، أصيبوا بخيبة أمل بعد إعلان اللائحة.
وما يزيدهم تشاؤماً هو ترجيح كفّة «لائحة الثقة والإنماء» التي من المتوقّع أن تفوز بكامل أعضائها، بالإضافة إلى عدم قدرة المعارضين على تشكيل لائحة منافسة مكتملة بسبب ضيق الوقت وانسحاب العديد من المرشحين. وهذا ما لا يترك أمام المعارضين إلّا خيارين: تشكيل لائحة غير مكتملة أو الاكتفاء بدعم مرشحين من تحت الطّاولة حتى لا تُحسب الخسارة من «كيسهم»، فيما سيتبنّون أي خرق يحققه أي مرشّح.