لطالما بحثت المقاومة الإسلامية عن الطريقة الأجدر لمحاكاة هزيمة العدو الإسرائيلي وانسحابه من لبنان، مخلّفاً وراءه آليات وأسلحة غنمتها المقاومة، وتم استخدامها ضدّه وضدّ العدو الإرهابي في معركة التحرير الثاني. وعملت المقاومة على ترجمة هذه الهزيمة عبر الخطابات والأفلام. لكن ولأوّل مرة، ستتم محاكاة هروب جيش الاحتلال وانسحابه عام 2000، عبر متحف «بعلبك الجهادي»، الذي ستفتتحه المقاومة غداً السبت في فعّاليات خاصّة، ويوم الأحد للإعلاميين ثم للعموم. ويُظهر المتحف الغنائم والأسلحة والذخائر والآليات والعتاد التي غنمتها المقاومة إبان الاحتلال وبعده، يوم فرّ العدو الإسرائيلي وهو في ذروة وأوج قوّته. ويعرض المتحف لبانوراما التحريرين الأول والثاني وصولاً إلى المرحلة الحالية، أي قصّة المقاومة منذ بداياتها إلى اليوم.
(الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية)


(الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية)


(الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية)

استولت المقاومة على الآليات المعروضة في المتحف طيلة أيام المعارك مع العدو الإسرائيلي. ويقول ضابط عمليات في المقاومة الإسلامية: «أعدنا تأهيل وتسليح بعضها واستخدمناه ضدّ الإسرائيلي والعدو التكفيري، ولا نزال نستفيد من بعضها حيث وضعنا عليها أسلحة شرقية أو روسية وأسلحة خاصة. ومنها آليات “سنتريوم - “ “m48” – “m47” أو «الماغاش» وما إلى ذلك».
وإلى جانب الآليات العسكرية والمدرّعات وأسلحة الدفاع الجوّي، تعرض المقاومة في المتحف زوارق بحريّة ومُسيّرات، بعضها قديم والآخر جديد، جرى اختيار نوع كلّ منها بإشارة إلى مراحل محدّدة، لتوجيه رسائل إلى العدو الإسرائيلي، وللقول بأن «المقاومة انتصرت على الحرب العالمية في سوريا مستخدمة هذا السلاح». ويقول الضابط إن من المعروض «ناقلة جند تركية، كنموذج عن ناقلات الجند التركية المدمّرة التي أعطاها التركي للمسلّحين في سوريا، فغنمناها».
ويشير ضابط العمليات إلى أن «جيش الاحتلال يعيش حالة تجدّد لأجياله وتشكيلاته كل خمس سنوات تقريباً، ما يعني أن التشكيلات الرئيسيّة مثل جولاني والمظليين وألوية المدرّعات أي الألوية النظامية، لم تعايش مرحلتَي 2000 و2006، ولا ما بعدهما ولا التهديدات الحالية كما هي، ولو أنها قاتلت بمثل هذه الأسلحة». ويضيف: «لقد انتقل جيش الاحتلال من مرحلة الزهو والانتصار إلى العرض في المتاحف، وهذا مصيرهم المستقبلي». ويختم بأن ما سيجري عرضه «هو جزء ممّا تمتلكه المقاومة، وما طوّرته، والمفاجآت القادمة تحمل ما لا يتوقّعه العدو».