خيّمت حالة من الصدمة والذهول والحزن على طرابلس مساء اليوم بعد ورود معلومات عن غرق مركب هجرة قبالة طرطوس السورية، يُقلُّ عدداً من أبناء المدينة وجوارها. وكان قد انطلق من شاطئ المنية قبل يومين، قبل أن يغرق عصر اليوم قبالة طرطوس.
تضاربت المعلومات حول عدد من كانوا على متن القارب، من 55 شخصاً حدّاً أدنى وصولاً إلى 170 شخصاً كحدّ أقصى، يتوزّعون بين جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية.

لكن لطرابلس دوماً حصة. فقد كان على متن القارب، عائلة من آل المانع من منطقة باب الرمل في طرابلس، مؤلفة من أبّ وأمّ إضافة إلى طفلين غرقوا جميعهم، فضلاً عن شخص من المنطقة نفسها يدعى مصطفى مستو غرق مع اثنين مع أولاده. وكذلك، أشخاص من المنية. أمّا عمّار وسام تلاوي من بلدة القرقف في عكّار الذي نجا من الغرق، فإنّ زوجته وأولاده الأربعة لا يزالون في عداد المفقودين.

وفي حين أوقفت مخابرات الجيش شخصين متورّطين في قضية القارب، سادت أجواء غضب واسعة في طرابلس، رافقها إطلاق نار في الهواء في منطقة باب التبّانة، أعادت التذكير ونكء الجراح التي لم تندمل بعد في قضية «قارب الموت» الذي غرق في 23 نيسان الفائت أمام محمية جزر النخل في طرابلس، وفي داخله أكثر من 33 جثة تعذر انتشالهم مع القارب.

و حتى مساء اليوم، تمّ انتشال 34 جثة، فيما أنقذ 14 شخصاً وهم يتلقون العلاج في العناية الفائقة في «مستشفى الباسل» في المدينة.

وتسمتر عمليات البحث عن جثث أو غرقى ومفقودين مقابل منطقة المنطار وأرواد ومواقع عدّة على شاطئ مدينة طرطوس، بعدما تبين أنّ القارب لدى وصوله إلى قبالة شاطئ طرطوس ومع تبدّل حالة الطقس وارتفاع مستوى الأمواج، اختل توازنه ودخلت إليه المياه، كونه يحمل أشخاصاً ومتاعاً فوق طاقته.