التجار يخشون توقف مصرف لبنان عن تأمين اعتمادات المحروقات
الأمر نفسه يحصل بالنسبة إلى استيراد المازوت. مناقصتان فشلتا بسبب عدم اكتمال شروط المنافسة. شركة liquigaz وحدها هي التي تقدمت إلى المناقصة. بحسب القانون، يحق للوزارة بعد فشل مناقصتين على التوالي التعاقد مع الشركة المتقدمة للمناقصة. «ليكويغاز» التي تنفذ عقداً حالياً لاستيراد المازوت، كانت تدرك أن أحداً لن يتقدم لمنافستها في المناقصة الجديدة. رفعت سعرها بشكل كبير، وبما يفوق السعر المعمول به حالياً. ولذلك، رفضت الوزارة التعاقد معها. مع ذلك، ثمة تأكيد مستمر من الوزارة أن لا أزمة محروقات في الأفق. لكن القلق صار في مكان آخر. الحديث يزداد عن اقتراب مصرف لبنان من التوقف عن تأمين ٨٥ في المئة من اعتمادات المحروقات (للشركات الخاصة)، بسبب النزف المستمر في احتياطيه من العملات الأجنبية. القلق ليس مبنياً على معلومات مثبتة، لكن أحد العاملين في القطاع يقول إذا كان ما نسمعه شائعات، فإننا ندرك أنها لن تبقى كذلك لفترة طويلة. تلك عبارة تدبّ الذعر في نفوس كثر. فهي مرادفة للانهيار التام. أي أمر من هذا القبيل سيعني وصول سعر صفيحة البنزين إلى ٥٠ ألف ليرة. وهو ما لا يمكن أن يتحمّله المواطن ولا الحكومة. لذلك، فإن الدعم يُفترض أن يبقى بأي شكل كان.
لكن في المقابل، فإن أزمة فقدان المازوت من الأسواق لا تزال ترمي بثقلها على عدد من القطاعات التي يضطر أصحابها إلى شراء المازوت عبر السوق السوداء. ترافق فقدان هذه المادة مع بدء الأسعار العالمية للنفط بالارتفاع. لذلك، كانوا يشترون المازوت على سعر متدن ويخزّنونه إلى حين إعلان جدول أسعار جديد بأسعار أعلى. أصحاب المولدات اتهموا المحطات وشركات النفط بتخزين كميات كبيرة، فيما حمّل أصحاب المحطات المسؤولية للشركات، متهمين إياها بتخزين بضاعتها، وحتى البضاعة التي يتم شراؤها من المنشآت. كان يفترض بأصحاب المولدات أن يكونوا أول من يشتري المازوت من المنشآت. لكن تجمع أصحاب المولدات لم يدخل في «البازار»، كما يقول رئيسه عبدو سعادة، متهماً من يشترون، بشراء كميات للتجارة والتخزين لا لحاجتهم الشخصية.
التخزين أفقد الأسواق هذه المادة الحيوية، فوصل السعر في السوق السوداء إلى ٢٠ ألف ليرة. مع ذلك، يُتوقع أن تنتهي الأزمة قريباً لسببين: الباخرة التي استقدمتها شركة liquigaz لصالح منشآت النفط بدأت بتفريغ حمولتها (جزء من العقد السابق)، والأسعار التي كانت ترتفع في الأسابيع الماضية ستستقر بعد مرور ٤ أسابيع من الارتفاع (جدول الأسعار يحدد على أساس سعر وسطي لأربعة أسابيع)، ما يعني بالتالي انتفاء الحاجة إلى التخزين. وعليه، يتوقع مصدر مطلع أن يشهد السوق قريباً طفرة في المعروض من المازوت.