«يا لبناني وينك وينك، رياض سلامة مهندس دينك»، «يا سلامة ويا جبان، يا خاضع للأمريكان»، «مصرف لبنان، ملك الحيتان»، «نحنا عرفنا شو اللي صار، هيدي الليرة عم تنهار»، هتافات ردّدها المعتصمون عكست توجهّاً نحو اعتماد خطاب مطلبي يرتبط مباشرة بأصل الأزمة الإقتصادية والمعيشية التي فجرّت إنتفاضتهم.
غالبية هؤلاء قالوا إنهم «لاذوا» بمصرف لبنان نظراً لأهمية التصويب على سياساته المالية والنقدية التي ساهمت في مراكمة ثروات المصارف وكبار المودعين على حسابهم من جهة، ولرغبتهم في خلق ساحة رديفة لساحتي رياض الصلح والشهداء، تكون «مُتخصّصة» بمطلب إسقاط حكم المصرف وبمحاكمة الفاسدين والناهبين، وبمثابة منبر للتمرّد على النموذج الإقتصادي القائم: «الضريبة على الأرباح، مش عل العامل والفلّاح» و«ضرايب مش رح ندفع، خلي المصارف تدفع».
إلى ذلك، «حضرت» شعارات لافتة تناولت إذعان المصارف للعقوبات الأميركية: «يا أمريكي إسمع إسمع، شعب بلادي لا ما بيركع»، «لا عقوبات ولا حصار، وتعليمات الإستعمار، المصرف حارمنا الدولار»، حملها عدد من الناشطين المؤيدين لحزب الله ممن كان لهم حضور لافت في التظاهرة.
نجحت التظاهرة في الحفاظ على مُقاربة «الصراع الطبقي» كخلفية للاحتجاجات
إلّا أن الأهم يبقى في نجاح تظاهرة الأمس في الحفاظ على مُقاربة «الصراع الطبقي» الذي يحكم إنتفاضة الشعب حالياً. وما استعراض الهاتفين لتكلفة العرس الذي أقامه إبن سلامة، إلا دليلا على «اللعب» على وتر المعركة الطبقية «غصباً عن كل السياسييّ»، إذ كانت حناجر المعتصمين تُلعلع في كل مرة كان يرفع فيها شعار «بعرس إبنو حطّ ألوف، وهوي بيسرق عل المكشوف».
وفي السياق نفسه، برزت حيازة الرئيس نجيب ميقاتي قروضاً مدعومة للإسكان كنموذج يدلّ على فساد المصارف، فيما لم يغب الرئيس فؤاد السنيورة عن بال المتظاهرين: «يا سنيورة ويا منشار، وين الـ11 مليار»، في إشارة إلى ضرورة استرداد الأموال التي تم نهبها في حكومته إضافة إلى بقية الأموال التي نهبتها المصارف، من أموال الناس. «واحد، اتنين، ثلاثة، نزّلي مصرياتي»، كان الهتاف الأبرز الذي ردّده المتظاهرون بعد «سيمفونية»: «حرامي حرامي، رياض سلامة حرامي»، ليؤكّدوا هدفهم الأهم والمتمثّل بإسقاط سلامة ومحاكمته كواحد من رموز السلطة المطلوب إسقاطها وبإسترداد أموال الشعب المنهوبة لصالح المصارف.