كما كل اللبنانيين، التحق أساتذة من الجامعة اللبنانية، وأساتذة من التعليم الثانوي والأساسي الرسمي والتعليم الخاص، وموظفون من الإدارات العامة، بالحراك الشعبي، فرادى، ومن دون أي دعوة من روابطهم أو هيئاتهم النقابية المحسوبة على أحزاب السلطة، على خلفية ان «التوقيت حاسم، والشارع لا ينتظر، وعلينا الامساك بزمام المبادرة للدفاع عن جامعتنا الوطنية، ومدرستنا الرسمية، وعن إدارة عامة تحترم حقوقنا ولا يسيطر عليها الازلام». اجتمع «موظفون مستقلون»، على ما تقول الأستاذة الثانوية النقابية سهام انطون على إطلاق #عصيان_ مدني، اعتبارا من اليوم يقضي بالامتناع عن العودة إلى العمل والبقاء في الشارع حتى بلوغ المرحلة الانتقالية، ومحاسبة الفاسدين ووضعهم في السجون، واسترداد الاموال المنهوبة، واعادة جدولة الدين العام.وسينزل هؤلاء منذ الثامنة صباحا، موعد الدوام الرسمي، الى الساحات بدلا من المدارس والثانويات والجامعة والوزارات والمؤسسات العامة. يستند الحراك الى ان من شارك في الانتفاضة ليس فقط المعارضين الذين يشكلون 10% من المجتمع، انما ايضا الـ30% المؤيدين لأحزاب السلطة من منطلقات طائفية، والـ30% الخائفين والمترددين والـ20% فقراء ومهمشين وبقي في المنزل فقط 10%من المنتسبين لأحزاب السلطة والمنتفعين من سياسات هذا النظام
والموظفون، بحسب انطون، «مهددون كما جميع المواطنين بمستقبلهم ومستقبل اولادهم وتقاعدهم بعد زيادة المحسومات التقاعدية، ويعلنون العصيان ضد تجار المدارس والجامعات والاغنياء الذين راكموا الثروات على حسابهم، وحولوا اقتصاد البلد لخدمتهم، فيما لم ينل الموظفون سوى فتات الفتات». ولفتت إلى واقع تعاونية موظفي الدولة «وكيف باتوا يقبضون مساعداتهم المرضية ومنحهم التعليمية بالقطارة».
شهيب ترك قرار الاقفال للمدارس والجامعات حسب تقديرها للاوضاع


ولم تنتظر رابطة موظفي الادارة العامة 29 الجاري، موعد الاضراب المشترك بين هيئة التنسيق النقابية والاتحاد العمالي العام، وان أكدت رئيستها نوال نصر «اننا معنيون بهذا التحرك، انما استبقت الرابطة ذلك باعلان الاضراب في الادارات العامة ابتداء من الجمعة الماضي وحتى مساء اليوم، مواكبة للحراك الشعبي، وافساحا في المجال امام الموظفين ليشاركوا في المسيرات دفاعا عن قوت محدودي الدخل».
من جهتها، دعت الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية جميع الاساتذة للالتحاق بالانتفاضة الشعبية، لكونهم معنيين مثل كل الفئات الشعبية المتضررة من فرض المزيد من الضرائب والقرارات المجحفة التي تلتهم الحقوق، وإعلان الإضراب اليوم رفضا للسياسات التي تمس جميع الناس.
في سياق متصل، انضم اعضاء في اتحاد لجان الاهل واولياء الامر في لبنان كل في منطقته الى الانتفاضة، تحت عنوان «لا نهوض للمجتمع ما لم يتم إصلاح النظام التربوي»، مطالبين بتطبيق القانون 515، بحيث يصلح للوزارة وأولياء الأمور الواضح والمباشر في الرقابة على حسن سير المدارس الخاصة تربويا وماديا وتعزيز المدارس الرسمية لتصاميم المدارس الخاصة، والإشراف المباشر للوزارة على التعليم الخاص والمطالبة بقطع الحساب للسنوات الماضية وتبيان مصير السلف التي اخذت من الاهالي بحجة اعطاء المعلمين سلسلة الرتب والرواتب، فضلا عن إقرار المجالس التحكيمية التربوية وتمثيل الاتحاد فيها ليدافع عن حقوق الاهالي المغتصبة.
وفي بيان، دعا وزير التربية اكرم شهيب مديري المدارس والثانوية والمعاهد الرسمية والخاصة والجامعات الى تقدير الاوضاع المحيطة مؤسساتهم التربوية واستئناف ريثما تسمح تلك الاوضاع. الا ان الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية وعددا من إدارات المدارس الخاصة أعلنت تعليق الدروس اليوم. وكذلك فعل رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب الذي اعلن توقيف الدروس والامتحانات في الجامعة.