قرابة الثانية عشرة من ظهر اليوم، انطلقت تظاهرة مطلبية بدعوة من «التنظيم الشعبي الناصري» وبعض الأحزاب اليسارية في مدينة صيدا، تحت عنوان «صيدا إلى الشارع من أجل الإنقاذ»، وسط هتافات المتظاهرين الذين دعوا إلى النزول إلى الشارع من أجل «التغيير وإنقاذ البلد». التظاهرة التي انطلقت من أمام مصرف لبنان وجابت شارعي «دلاعة» و«ناتاشا» سعد، وصولاً إلى ساحة النجمة، شارك فيها ممثلون عن الأحزاب التقدمية ومعارضون للنظام الطائفي في لبنان، خرجوا رغم الطقس العاصف للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وللمطالبة بدولة مدنية.
وفي ختام التظاهرة، ألقى النائب أسامة سعد كلمة في ساحة النجمة، حيّا فيها المشاركين من «صيدا والزهراني وصور وجزين...»، الذين يريدون «الدولة العادلة لا دولة المزارع والتحاصص والسرقة والفساد»، داعياً في الوقت نفسه المتظاهرين إلى المشاركة في «محطات نضالية قادمة، متواصلة ومتصاعدة» في بيروت الأحد المقبل.
وبرّر سعد خيار اللجوء إلى التظاهر اليوم «لأن السلطة أقفلت أبواب الحوار وأقفلت معها أبواب الحلول لأزمات البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعاية». وهي السلطة التي تخلّت، وفق سعد، عن «مسؤولياتها ولا تسعى إلا إلى مكاسبها الخاصة على حساب مصالح الناس».

في ما يأتي أبرز ما جاء في كلمة سعد:
من نحن؟ نحن الحركة الشعبية الوطنية العابرة للطوائف والمذاهب والمناطق والأحزاب، نحن الشباب، نحن الدماء المتجددة في شرايين الوطن، نحن المستقبل الواعد بوطن حر عزيز وشعب سعيد، نحن المحتجون والمتمردون على الظلم والقهر والاستهتار والتلاعب بمصير وطننا، نحن شعب لبنان الواحد الموحد».
ماذا نريد؟ نريد الدولة العادلة لا دولة المزارع والتحاصص والسرقة والفساد، نريد دولة حقوق الناس، كل الناس في الصحة والتعليم والضمانات الاجتماعية وفرص العمل والمسكن والخدمات والإدارة الشفافة.
نريد دولة الإنتاج والسواعد الكادحة والعقول المبدعة، لا دولة السماسرة والمحاسيب والأزلام. نريد دولة لشعب لبنان، لا دولة الدول شتى. نريد دولة قادرة، منيعة، قوية، مستقرة، لا دولة تتلاعب بأقدارها أهواء السياسيين وأطماعهم وتبعياتهم الخارجية المتعددة.
نريد دولة الكفاءة والنزاهة والإنصاف، لا دولة الواسطة والتمييز الطائفي والمذهبي. نريد دولة القانون لا دولة انتهاك القانون. نريد الدولة المدنية الحديثة، لا دولة التسلط والجمود والعجز.
لماذا نحن في الشارع؟ إلى الشارع لأن السلطة أقفلت أبواب الحوار وأقفلت معها أبواب الحلول لأزمات البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إلى الشارع لأن السلطة بأطرافها المختلفة تخلت عن مسؤولياتها، وهي لا تسعى إلا إلى مكاسبها الخاصة على حساب مصالح الناس.
إلى الشارع لأنه لنا حق التعبير عن أوجاعنا وآلامنا ومعاناتنا (...). إلى الشارع من أجل كسر القيود والقوالب الطائفية والمذهبية والمناطقية والحزبية إلى رحاب الوطنية الجامعة والشعب الواحد الموحد.
هل نستطيع؟ بالتأكيد نعم، أطراف السلطة فاشلون وهاربون من مسؤولياتهم ويتراشقون بالاتهامات، ويستمرون في إدارة الفساد والسرقة والنهب، يعظمون الأمور ويصورون الأزمات المتعددة أنها في غاية الخطورة وأن لبنان في طريق الانهيار.
المستقبل لمن؟ الأمل كبير بالشباب، بإبداعه، بأفكاره الجديدة، الأمل كبير بدولة وطنية، قوية، منيعة، عادلة، ديموقراطية وحديثة.