العودة إلى يوميات حرب تموز، سياسياً، تشي بالكثير من الوقائع والمواقف، ما يندى له الجبين وما يستحق التحية. الأخطر لا بل الأشرس، في تلك اللحظة، أن تنجح إسرائيل ومنذ الساعات الأولى للحرب في محاصرة لبنان ومقاومته بموقف دولي وعربي، كانت تعبيراته واضحة بدعوة الصين وروسيا إلى إطلاق سراح الأسيرين الإسرائيليين، من جهة، وتغطية الحرب ضد لبنان سياسياً من جهة أخرى. كان مطلوباً من المقاومة أن تقاتل في الميدان. أن تمنع الإسرائيلي طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً من دخول أول قرية بعد «خلة وردة» وهي عيتا الشعب. أن تمنع الإسرائيلي من رفع علمه في ملعب التحرير في مدينة بنت جبيل، ولو لساعة واحدة، رداً على قول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في احتفال عيد التحرير الأول، في العام ألفين، أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت. القتال بالسياسة، كان أصعب بكثير، بدليل مناقشات مجلس الوزراء، حيث كان يريد البعض من فريق 14 آذار، أن يحوّل لحظة العدوان، إلى لحظة «يؤدب» فيها المقاومة وينتزع منها ما لم يتمكن من انتزاعه في جلسات هيئة الحوار الوطني. في جلسة الثالث عشر من تموز، التي عقدت على دفعتين ظهراً ومساء، أراد الرئيس فؤاد السنيورة أن يحسم قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها. طلب أن يتضمن بيان مجلس الوزراء فقرة تتعلق بحق الدولة اللبنانية وحدها «في القرار والسيطرة على الأراضي اللبنانية»

في الثالث عشر من تموز، عقد مجلس الوزراء جلستين متتاليتين خصّصهما لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي ضد لبنان. في الجلسة الأولى، تمحورت المناقشات حول ورقة وزعها الرئيس فؤاد السنيورة، في مستهل الجلسة، على الوزراء، طالباً إبداء الرأي فيها، قبل أن تتحوّل إلى بيان رسمي يصدر عن الحكومة اللبنانية. في ما يلي أبرز مناقشات الجلسة الأولى، على أن تنشر «الأخبار» مناقشات الجلسة الثانية في عددها الصادر يوم الإثنين المقبل.

فؤاد السنيورة: لنكن واضحين، أنا لا أعرض مشاريع على أي أحد، كائناً من كان، لا عربي ولا غير غربي، قبل أن أعرضه في مجلس الوزراء، أفكار نعم، أفكار تمّ تداولها، أن يؤكد لبنان على احترامه للخط الازرق، وأن يؤكد التزامه بالقرارات الشرعية، وتشديد على أهمية عودة دور الدولة وأنها هي صاحبة القرار. نعم، أما ان نصوصاً قدمت الى احد، كلا، هذا النص جرى وضعه قبل نصف ساعة من وصولنا الى هنا، بيني وبين غازي (العريضي). لم يسبق لأحد أن قرأ هذا البيان، وهو مقترح للبحث هنا، ولم يُملَ علينا، لا من أحد ولا مني، لنكن دقيقين بهذا الموضوع، وانا لا اقول ليس لدي ضمانة فعلياً من قبل احد، اطلاقاً.
طراد حمادة: دولتك (متوجهاً للسنيورة)، المطلوب فاعلية وليس التجريب. عليك كرئيس للحكومة اللبنانيية ان تعمل بنشاط مثل صديقك وعزيزك الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي هذه الفعالية مدخلها أن تكون هناك وحدة وطنية كبيرة ودعم وطني. المقاومة من ضمن وظيفتها الشيء الذي قامت به من اجل غاية شريفة وانسانية ووطنية وهي تحرير اسرى لبنانيين. العدو الصهيوني لديه آلاف الاسرى الفلسطينيين والعرب ولا أحد يحرك ساكنا. اذا مات عسكري أو أسر جندي إسرائيلي يريد ان يخرب العالم. هناك أشخاص لديهم صفة الآلهة وآخرون لديهم صفة عادية. لا نريد القيام بخطاب، مجلس الوزراء بغنى عنه. سماحة السيد (نصرالله) كان واضحا جداً وحدد الهدف، وأعطى الحكومة ورقة قوية، أن تفضلوا واعملوا كمسؤولين عن الشعب اللبناني، ومشاركين في الدفاع عنه وفي حمايته، ولكن لنعمل بدبلوماسية حقيقية، كيف نستطيع أن نضغط على المجتمع الدولي بعلاقاتنا، بحقنا، بموقفنا، أن يتحرك هذا المجتمع الدولي ولو لمرة نادرة، ويوقف العدوان الاسرائيلي عند حده، وبالتالي تبادل الاسرى فيه خدمة انسانية، وفيه حل لإشكال سياسي كبير، هناك اشخاص يريدون أن تبقى هذه المشكلة قائمة، مشكلة الاسرى. إذا المجتمع الدولي يضع حلاً مشكلة الاسرى، يكون قام بحل كبير على مستوى الكثير من المسائل المتعلقة بالموضوع اللبناني.
فؤاد السنيورة: عندما زارتني السفيرة الصينية في بيروت، طلبت منها أن تنسق لي اتصالاً مع وزير الخارجية الصيني. لماذا وزير الخارجية الصيني وليس رئيس الوزراء، لأنني أولاً لا اعرف اذا كان يتكلم باللغة العربية او لا، ولكن وزير الخارجية الصيني إلتقيته في نيويورك، وقبل الجلسة وردني الاتصال منه. انهم يدينون الذي جرى عند الحدود الدولية، يدينون الهجوم الذي تقوم به اسرائيل، هذه الصين، ونحن لا نتكلم عن اميركا ولا فرنسا ولا انكلترا، وهم يطالبون لبنان بالافراج فوراً عن الاسيرين (الإسرائيليين)، هذه الصين التي هي حبيبتنا، اليس كذلك؟ ذات الشيء السوفيات بالامس، عفواً الروس، عقليتنا لا زالت متعلقة بالسوفيات، الدنيا تغيرت. حتى الروس لديهم ذات الموقف. ما اريد اقوله يا اخوان، لقد تسنى لي أن أعمل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكنت معه في عام 1996(حرب عناقيد الغضب) واسمحوا لي أن اقول لكم، والآن قلتها لفخامة الرئيس (إميل لحود) وقلناها بالأمس. نعم ظروف عام 1996 مختلفة كلياً عن الظروف التي نعيشها الآن. في السابق لم يكن هناك 2001 ولا 11 September ولا كل هذه المعارك التي حصلت بالدنيا، ولا ايضاً اننا تخطينا الخط الازرق.
اميل لحود: سأقول لك (للسنورة) بالمشبرح، يكفينا الذي يصلنا من الخارج

في 1996، كنا نحارب من داخل ارض محتلة في بلدنا. كان لدينا قضية، يمكننا الذهاب الى كل واحد ونقول له نحن معتدى علينا. أستطيع أن اقنع نفسي انا وأولادي وأهلي، ماشي الحال، ولكن نريد أن نخاطب المجتمع الدولي بعقله البارد، نريد أن نتكلم معه ونقول له بالطريقة التي يفهم بها، ليس بالطريقة التي أنا أفهم بها فقط، هذا بالحقيقة الوضع الذي يجب أن نحاول فهمه، يا إخوان بالنهاية هذا قرار علينا أن نتخذه جميعاً، وعلينا أن نتحمل المسؤولية عن الذي حصل والذي يمكن أن يحصل، نحن نريد أن نحاول أن نحافظ بأكبر قدر ممكن على وحدتنا الوطنية، وهذه مسألة أساسية، وأنا لا أريد أن أفرّط بها ولا بأي شكل من الأشكال، ولكن أنا بذات الوقت أريد الوصول إلى نقطة أن نمنع حدوث المزيد من التردي، نحن لا نعيش بوضع أننا قادرون، البلد أيضاً منهك، ولا نضع عليه أعباء تؤدي بذات الوقت إلى أوضاع نحن بغنى عنها. إذا كان للحاج محمد (فنيش) وجهة نظر بهذا الموضوع، وأي أحد من الإخوان، لنتداول بها بكل هدوء وبكل موضوعية بعيداً عن التشنج.
محمد فنيش: أعتقد أننا غير مختلفين على الهدف. هدفنا جميعاً أن نحمي البلد، وأن ننقذ البلد، وأن نردع العدوان. نحن الآن في مرحلة مواجهة مع عدوان أبعد بكثير مما حصل، أي أسر جنديين إسرائيليين، ويتطور هذا العدوان باتجاه تحقيق اهداف سياسية خطيرة. طبيعي أن الاسرائيلي يريد دائماً الاستفادة من ظرف ليملي إرادته السياسية. النقاش ليس بالصياغات حتى لا نجادل ونقف عند هذه المفردة أو تلك. إذا أردنا أن نناقش بياناً، ما هو المطلوب، ما معنى هذه الفقرة الرابعة، ماذا يريد أن يعقبها من خطوات عملية، هل سندخل بالخلاف اللبناني – اللبناني في ما يتعلق بموضوع المقاومة، أو موضوع دور الجيش في الجنوب ودور المقاومة؟ إذا كان سيدخلنا هذا الامر بهذا الخلاف، الأولى بنا أن نضع جهودنا الآن لأجل ردع العدوان ومواجهة نوايا إسرائيل، ثم لاحقاً مسائلنا الداخلية وخلافاتنا الداخلية نناقشها سوياً. واضح لدي بالفقرة الرابعة أنها نقطة خلافية كبيرة بالبلد، وأقصد تلك التي لها علاقة بالنقاش حول دور الدولة، النقاش بهذا الموضوع وهناك موضوع مقاومة، ومخاطر تفرضها إسرائيل علينا. ما يحصل اليوم هو أكبر دليل أن إسرائيل لا تلتزم ولا لحظة واحدة، لا بقرارات دولية ولا بغير قرارات دولية. هناك نقطة لها علاقة بالموقف السياسي. لمن يتم توجيهه؟ وهذا الموقف السياسي ما هو مضمونه، وما يليه من خطوات عملية؟ ما أراه أن المضمون السياسي لهذا البند الرابع هو نقطة خلاف كبيرة بالبلد، وستوصل الى خلاف داخلي، والآن، ليس وقت طرح هذه الاشكالات بين بعضنا البعض في حين أننا دخلنا في مواجهة مع العدوان. عليك أن تسمح لي بهذا الموضوع (متوجهاً للسنيورة)، هذا الموضوع هو موضوع يتوقف عليه مدى تلاحم الحكومة، هذا ليس موضوعاً صغيراً، أريد أن أطالب بأن المسائل السياسية من هذا النوع لا يتم طرحها فجأة بهذه الطريقة، بل يجب أن يكون هناك نقاش وتشاور مسبق، ولذلك، أقترح أنه اذا كانت هناك امكانية لتأجيل الجلسة حتى آخذ هذا البيان وأناقشه مع الإخوان في الحزب، وإذا لا توجد امكانية واصرار على النقاش، إسمحوا لي بالانسحاب من الجلسة لأنني لا أستطيع أن اتخذ قراراً بهذا الموضوع.
طلال الساحلي: لم نطلع على النقطة الرابعة، وزّعوها علينا.
إميل لحود: سأقول لك (للسنورة) بالمشبرح، يكفينا الذي يصلنا من الخارج، إذا حدث خلاف داخلي، الثمن سيكون مرتفعاً جداً، أنا من واجباتي كرئيس جمهورية أن أقول لكم ما هي مخاطر ذلك. ستكون أخطر بكثير من إسرائيل والمدافع وكل هذا. أؤكد لكم أن هذا (الحرب) لا يؤثر علينا. الذي يؤثر علينا هو أن نختلف في ما بيننا، ورأينا بالماضي عندما وقفنا مع بعض كيف أن اسرائيل والدنيا بأكملها معها لم تستطع القيام بأي شيء. بالنهاية علينا أن نتخذ قراراً، إما أن نحصّل حقنا اذا لدينا حق وإما أن نرضخ. وأؤكد لكم أننا عندما نرضخ سنخسر كل شيء. ما لم يأخذه الإسرائيلي بالقوة لا نريد أن يأخذه بالحوار والأخذ والرد. كدولة يجب أن نكون مسؤولين عن كل الاراضي اللبنانية لكن هل يا ترى اذا وضع الجيش على الشريط، واعتقد أنا اختصاصي بهذا الموضوع، يكون هناك رادع لإسرائيل؟ كل عمرو كان الجيش على الشريط وعندما يخطر على بالهم كانوا يدخلوا. الآن، هم لا يتجرأون على الدخول إلى أراضينا، والأيام ستثبت، بقدر ما يهددوا بضربنا وطالعة ونازلة، هم لا يتجرأون على الدخول. لماذا؟ لانهم يعلمون أن هناك مقاومة تقف بوجههم، أما أن نعود إلى ما كنا عليه قبلاً، أولاً الجيش اللبناني عندما يكون هناك جيش اقوى منه بكثير لا يمكن أن يقف بوجهه، يمر من فوقنا للقيام بالعمليات التي يريدها، أما بالمقاومة فلا يمكن أن يحصلوا على ما يريدون، وبرغم ما فعلو وطلعو ونزلو لم يتغلبوا علينا. أن نقوم بالتصويت والخروج بقرار، كلا، هذه مسألة تمس بالدولة وبالوطن وبكل شيء، وهي اكبر بكثير مما نعتقد، لأجل ذلك يجب أن نأخذ وقتنا، وإذا هذا الموضوع يطرح الآن ونسير به على التصويت، أنا أيضاً غير راض، أنا أرفع الجلسة، لأجل ذلك نقول إننا لا نريد أن نخرج من هنا مختلفين.
السنيورة: لا نريد أن نرفع الجلسة.
لحود: لا بأس، نفكر أكثر ونعود، يكون كل واحد راجع من يريد أن يراجع، أنا ليس لدي أحد لأراجعه، أقول ضميري، لا أحد يستطيع القول أن أحداً ما تكلم معي بهذا الموضوع، أو يستطيع أن يمون عليّ ليتكلم معي، لا أحد، ولكن اقول لكم واقعاً مررنا به، أصبح الجيش على الحدود بوليس إشارة، ويريدون أن يدقوا الإسفين بين الجيش والمقاومة وأن تدخل الناس ببعضها البعض وعندها، تحتفل إسرائيل.
السنيورة: يشهد الله أنني لم أضع ببالي هذا الموضوع اطلاقاً. يا إخوان، نحن لا نستطيع أن نستمر بأن يأخذ أي شخص، أي جهة، البلد إلى حيث يريد، من دون استشارة الاخرين. هذا هو المبدأ الاساس. أنا شخصياً سأطلب أن يصار الى عقد جلسة سريعة لهيئة الحوار الوطني لهذه الغاية.
لحود: صحيح، اطرحوها بالحوار
السنيورة: اخذ البلد الى الحياة أو الموت دون أن استشير الاخرين، موضوع من هذا النوع، ولو كانت بمثابة فخ. نحن وقعنا فيه OK، ولكن، أمراً عملياً ارادياً اتخذناه ولدينا سوابق وشواهد على أن هذا العمل قد يؤدي إلى مشاكل، إلى أين تأخذون البلد بهذا القرار؟ ليس قراراً جاء فجأة، ليس أنني كنت أسير على الطريق ووقع صدفة حادث معي. كلا، هذا (الأسر) عمل ارادي وهناك سوابق مثل ما حصل في غزة، ومع ذلك، لو أنا أردت أن اقوم بهذا العمل لوحدي كان وقف بوجهي 100 يقولون أنك لست وحيداً بهذا البلد، هذه هي المسألة الاساس. الدولة يجب أن تكون هي صاحبة القرار، وبالتالي اذا كان الهاجس موضوع الجيش، أرجو أن يكون واضحاً ليس ما هو ببالي اطلاقاً. أريد أن أبعث برسالة إلى اللبنانيين وإلى الآخرين وأيضاً إلى كل العالم، إما أن الدولة موجودة وإما أن الدولة غير موجودة، كما أنت تريد أن تكون الدولة غير موجودة غيرك أيضاً يقول إنّ الدولة يجب أن تكون موجودة. السؤال كيف نضبضب البلد، هذا هو بيت القصيد، أرجو أن نأخذ الأمر من هذا المنطلق، لأن هذه رسالة إلى اللبنانيين، حتى يطمئن اللبنانيون والمجتمع الدولي، وأنه في النهاية، الدولة هي صاحبة القرار وليس طرفاً واحداً في البلد.
فنيش: أعتقد أن النص المطروح سيتسبب بمشكلة بين الدولة والمقاومة. الإطار الطبيعي لطرح مواضيع خلافية هو هيئة الحوار، ومن الممكن أن يطرح في الجلسة القادمة للحوار في 29 تموز. لا مشكلة في ذلك، ولكن أن يطرح مجلس الوزراء هذا النص أمامنا وتقول أننا بهذا النص نريد أن نصل إلى أن القرار للدولة، ما معنى ذلك؟ معناه أنت تريد أن تقول أنه ممنوع المقاومة؟
أحمد فتفت: على العكس، وزير الدفاع، عندما وصل إلى هنا قال لي الهيئة يا أحمد ناوي تقاتل، لأنني قلت للصحافة أن دورنا مجابهة العدوان، ولكن كيف نوقف العدوان، السؤال، تكلمنا كثيراً بالوحدة الوطنية، بالتوافق، بالشراكة، بالتعاون، بالتحالف، أي كل هذا كان بالأمس صباحاً. هذا أولاً، ثانياً، سمعنا كلاماً أن ردة الفعل الإسرائيلية متطرفة جداً، وهذا صحيح وعدوانية جداً، النقطة المهمة أنه بنظري يبدو أنها كانت أكبر من المتوقع، بكل صراحة بمكان ما كانت هناك قراءة خاطئة.
فنيش: عند من؟
فتفت: عند المقاومة. أنا أتكلم بصراحة. بالأمس، صباحاً التقيت بنواب من حزب الله وسألتهم وقالوا إن هذه (عملية الأسر) مسألة بسيطة وأنهم (الإسرائيليون) يهولون ولن يقوموا بأي شيء. يقومون بضرب عدد من الجسور ليحاولوا استرجاع الجنود ولن يتجرأوا على القيام باكثر من ذلك، ولكنهم فعلوا اكثر من ذلك بكثير، ضربوا المطار وكل الجسور ويضربون كل لبنان، إذن هناك قراءة خاطئة على الأقل، علماً أنه بالمقاومة مع غزة، الأمور كانت واضحة، ما حصل بغزة يوضح ماذا سيفعل الإسرائيليون وجنودهم.
فنيش: ألا ترى ما يحصل لهم؟

السنيورة: يجب أن يؤكد لبنان على احترامه للخط الازرق والتزامه بالقرارات الشرعية


فتفت: أنا أرى الذي يحصل بنا، وبمستقبل البلد، الموقف والقراءة الخاطئة بالأمس صباحاً، وبالأمس واليوم، كلفتنا مئات ملايين الدولارات ويقول وزير المالية ال Manque gagner أصبح 4 – 5 مليار دولار. نخسر الموسم السياحي وكل الوضع الاقتصادي... أنا أريد أن اتجه إلى الشعب اللبناني اليوم وأقول له إنني أريد أن أتعاون مع العالم لوقف العدوان، إذا كنت أنا مقتنع أنه يمكن عسكرياً ان أوقف العدوان لالغي مجلس الوزراء والغي الجيش اللبناني، واقول ان المقاومة ستتصدى وتنتصر على اسرائيل وتوقف العدوان، بكل صراحة الذي رأيناه حتى الآن أننا ندفع الكثير الكثير وأكثر من طاقتنا بكثير، واكثر من طاقة الشعب اللبناني، هذه ليست هواجسي، فعلاً هذه هواجس قسم كبير جداً من الشعب اللبناني ووددت أن أبعثها رسالة لأنكم تريدون ان تدرسوا الوضع.
فنيش: بكل هدوء، أقبل الاسئلة التي طرحت. لا مشكلة، النقاش سياسي مفتوح. أولاً، الشيء الجوهري هو موضوع المقاومة واستمراريتها، هذه في المقدمة، فاذا كنا غير متفقين على موضوع المقاومة وقضية الأسرى، يصبح النقاش أن هذه العملية مناسبة او غير مناسبة بالتوقيت، اذا هذا هو النقاش، صحيح المقاومة اجتهدت بهذا الموضوع ولديها وجهة نظرها بموضوع التوقيت وبموضوع الاسلوب، هناك وجهة نظر أخرى وليس لدي مانع يا حبذا لو نصل إلى اسلوب نستطيع أن نرى صيغة نشرك فيها القوى السياسية بقرار المقاومة، لا مانع لدي، ولكن الواقع الحالي ليس على هذا النحو، هناك مقاومة لها قيادتها ولها ظروفها الميدانية.
الوزير الراحل بيار الجميل: لكن وقف الحرب أصبح مسؤوليتنا جميعاً.
فنيش: علينا أن نتحمل مسؤوليتنا سوياً، لا مانع لدي إذا تريد أن تتخذ قرار الحرب مع المقاومة. نقول ان الحرب موجودة بالاحتلال الاسرائيلي، بالاعتداءات اليومية كالذي حصل بصيدا (اغتيال الأخوين مجذوب)، الحرب تشن علينا يومياً، يمكننا أن نغمض أعيننا وأن نقول انه ليست هناك اية مشكلة ويمكن أن نقول كلا نريد ان نواجه، هناك أساليب مختلفة.
اميل لحود: إذا سمحتم، الجلسة ستستكمل عند الساعة 6 مساء.
وقبل أن ترفع الجلسة، قرر مجلس الوزراء الموافقة على القرارين التاليين:
1 ــ الموافقة على اعطاء مستشفى الرئيس الشهيد رفيق بهاء الدين الحريري (المستشفى الحكومي في بيروت) سلفة خزينة بقيمة 3 مليارات ليرة.
2 ــ الموافقة على اعطاء الهيئة العليا للاغاثة سلفة خزينة بقيمة 10 مليارات ليرة.