وهذه الحسابات باتت واضحة في رأي أغلب القوى السياسية في عاصمة الشمال، وهي تتعلق بنزع القوى الفاعلة في المدينة الغطاء عن الشعار بعد خلافاتها الكثيرة معه، وتتطلع كل منها إلى إيصال شخصية مقربة منها إلى منصب المفتي، إثر بلوغه سن التقاعد بعد حوالى عام، ومنعه من تحقيق مساعيه لتمديد ولايته.
ومعلوم أن علاقة الشعار مع مختلف القوى السياسية في طرابلس على غير ما يرام، إذ إن هناك قطيعة قديمة مع الوزير السابق فيصل كرامي، ومستجدة مع الوزير أشرف ريفي، فيما علاقته باردة جداً مع الرئيس نجيب ميقاتي، وعادية مع النائب محمد الصفدي، وغير منسجمة مع مختلف التيارات والحركات الإسلامية. وهو لا يحظى سوى بدعم من تيار المستقبل الذي لن يضحي به قبل تأمين فوز مفتٍ بديل موال له.
تمسّك المستقبل بالشعار قد يدفع بمعارضيه إلى المطالبة باستقالته قبل انتهاء ولايته
وينطلق تمسك المستقبل به من اعتبارين: الأول إدراكه أن ولاء المرجعية الدينية للطائفة السنية له يدعم مرجعيته السياسية، والثاني حفاظه على نفوذه في دار الفتوى في طرابلس، بعد الهزيمة التي تعرض لها في انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى وخسارة جميع مرشحيه في طرابلس.
إدراك الشعار لهذه الوقائع يجعله يتصرّف على أنه لا يزال لاعباً أساسياً في دار الفتوى في طرابلس، رغم ابتعاد مشايخ الطائفة وجمهورها عنه، وهو ابتعاد ترجم أمس في احتفال أقيم في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية بالمدينة بمناسبة ذكرى المولد النبوي برعاية الشعار، حيث كان أكثر من نصف مقاعد القاعة فارغاً.
التآكل في شعبية الشعار جعل مصادر سياسية توجه نصيحة لتيار المستقبل بأن «لا يستمر في دعمه، لأن ذلك سيجعله يخسر من رصيده المتراجع أصلاً، وأن تمسكه به قد يدفع آخرين إلى الضغط على الشعار من أجل دفعه إلى الاستقالة قبل نهاية ولايته، إذا وجدوا أن تيار المستقبل يعمل للتمديد له».