مقالات مرتبطة
-
الجيش يثأر لسيمون طه: زمن الهزائم ولّى آمال خليل
ماذا عن هيكلية «الدولة الإسلامية» في المخيم؟ في الواقع، «لا بنية تنظيمية فعلية للتنظيم داخل المخيم»، بل مجرد محاولة جدية لبناء شبكة تنسيق وتواصل بين عاصمة «الخلافة» في الرقة، والمخيم الفلسطيني الأكبر وباقي المخيمات، كانت عبر الأخوين جهاد وزياد كعوش، اللذين كان أحدهما أميراً شرعياً وناشطاً أمنياً في صفوف أكثر التنظيمات تشدداً ومكلّفاً بالعمل على ربط المخيمات بعضها ببعض. وبحسب مصادر جهادية، أرسل التنظيم في تلك الفترة موفداً ليقابل شخصيات في المخيم عارضاً عليهم البيعة، إلا أن معظمهم رفضها. وبحسب المصادر نفسها، بعد افتضاح هذا المخطط بتوقيف الأخوين كعوش، لم يُكلّف التنظيم رسمياً أمراء من قبله في عين الحلوة، ولا سيما أنه عقب توقيف الأخوين صودف مقتل مسؤول الساحة اللبنانية «أبو الوليد السوري» في غارة لقوات التحالف الأميركي، علماً بأن المسؤولين عن الساحة اللبنانية اليوم في التنظيم هما «أبو البراء العراقي» و«أبو أنس».
بالعودة إلى علاقة ياسين بـ«الدولة»، بحسب المصادر الأمنية، بدأت القصة منذ تموز الماضي. يومها رصد الفرع التقني في استخبارات الجيش تواصلاً له مع «عاصمة الخلافة» في الرقة. وبحسب الرواية الأمنية، خلُص الضباط المكلفون متابعته إلى أنّه سيكون الذراع الجديدة لتنظيم «الدولة» بعدما كُلّف بالإعداد لعمليات أمنية في الداخل اللبناني، ولا سيما أن صلة التواصل كان «أبو خالد العراقي» الذي يُعتقد بأنّه مسؤول العمليات الخارجية في التنظيم. وقد عزز هذه الشكوك غموض شخصية ياسين ابن الـ 47 عاماً، لحرصه على البقاء بعيداً عن الأنظار. إذ لم يكن يخرج من منزله في حي الطوارئ إلا نادراً. ياسين الذي يُكنّى بـ«أبو بكر» كان أحد العناصر الأساسية في عصبة الأنصار قبل أن ينشقّ عنها. ينقل مقربون منه أنه لم يغادر المخيم منذ 1994. أحد مؤسسي تنظيم «جند الشام» تعرض لمحاولة اغتيال عام 2008 وأصيب إصابة أقعدته في منزله لسنوات. منذ ذلك الحين، بات يتجنّب الظهور علناً. عاد اسمه إلى الظهور منذ عدة أشهر، ليجري اصطياده أمس من «عرين عصبة الأنصار». ماذا ستكشف اعترافات ياسين؟ ومن سيكون التالي بعده؟