مفاجأة الهرمل لم تكن في النتيجة المتوقعة لليوم الانتخابي الطويل بفوز لائحة «الوفاء والتنمية» (16 عضواً لحزب الله وأربعة لحركة أمل وواحد للبعث بعد انسحاب الحزب السوري القومي لخلاف على الحصص)، وإنما في فرض مجموعة من الناشطين الشبّان معركة فعلية، وصلت نسبة المشاركة فيها الى نحو 30 في المئة، في المدينة التي فازت بلديتها السابقة بالتزكية عام 2010.
فاز القبوط على حساب طه ونالت لائحة «معاً» نحو 20% من الأصوات
لائحة «معاً» غير المكتملة (عشرة أعضاء) استفادت من استرخاء ماكينة حزب الله التي لم تعمل بداية على استقدام الناخبين المقيمين في العاصمة والمناطق، ومن السخط الشعبي على الأداء البلدي في الدورتين السابقتين.
كما استفادت من الاستياء الشعبي بسبب عدم تغيير أكثر من نصف أعضاء المجلس البلدي السابق (بعضهم لم يتغيّر منذ 18 عاماً). ومن بين هؤلاء رئيس اتحاد بلديات الهرمل مصطفى طه (المحسوب على النائب حسين الموسوي) الذي تتردّد ملاحظات كثيرة على أدائه السابق، ما انعكس تشطيباً شعبياً كثيفاً له. وانسحب هذا التشطيب على الماكينة الانتخابية نفسها التي صوتت للمرشح المستقل حسن القبوط القريب من حزب الله. ومع حلول الظهر، بدا أنّ هناك خطراً من إمكان اختراق القبوط للائحة على حساب طه، ما استدعى تأمين وسائل نقل لاستقدام ناخبين من المقيمين خارج المدينة، لترتفع نسبة الاقتراع بدءاً من الثالثة بعد الظهر من 22% الى نحو 35% في حيّ الحارة، أحد أحياء المدينة الثلاثة، فيما وصلت نسبة المشاركة في حيّي بديتا والوقف إلى 25 في المئة و27 في المئة على التوالي. عمليات الفرز التي استمرت حتى وقت متأخر أشارت إلى فوز لائحة الوفاء والتنمية، باستثناء طه الذي خسر لحساب القبوط، فيما نالت لائحة «معاً» نحو 20 في المئة من الأصوات. واللافت أن مناصري حزب الله في الهرمل كانوا الأكثر حماسة لتشطيب طه، رافضين خيار قيادة حزبهم بفرضه عليهم.
(الأخبار)