لم يُخف وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك سعادته بالاجراءات والخطوات التي تتخذها الجامعة العربية ضدّ نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مشيراً في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية، أول من أمس، الى أن «مصير عائلة الاسد قد حسم، وأنه يفقد شرعيته للبقاء في السلطة». وأضاف «أنا سعيد لأن الجامعة العربية والقادة العرب، يعملون وفقاً لنفس التوجه والرؤية، رغم أنني لا أعلم ما الذي سينتج في نهاية المطاف من كل ذلك». وشدد على «أننا نتابع ما يحدث، ونشدد على اليقظة من إمكان عبور سلاح كاسر للتوازن الى لبنان، في اللحظة التي تسقط فيها عائلة الاسد».
من جهته، شدد الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، المنتهية ولايته حديثاً، عاموس يدلين، على أن ما يحدث في سوريا هو «تحول استراتيجي بالنسبة لاسرائيل»، مضيفاً أن «جهات في المؤسستين السياسية والامنية، أوصت في الماضي بالتوصل الى سلام مع سوريا، حتى وإن كان الثمن باهظاً، وهو (الانسحاب) من الجولان، وكان تعليل هذه الجهات هو إمكان اخراج سوريا من المحور الراديكالي، لكن ما يحصل الآن، يمكن أن يخرج سوريا من هذا المحور، من دون دفع أثمان. إنه مسار يحدث في سوريا، وهو ايجابي».
وقال يدلين، في الكلمة التي ألقاها أمس في مركز أبحاث الامن القومي الذي ترأسه بعد تسريحه من الجيش، إن الاقتصاد السوري لن يصمد طويلاً. وأشار الى «توقف السياحة وهروب رؤوس الأموال وتزايد حجم الدين العام، ما يجعل الضمان الوحيد للصمود هو الدعم الإيراني الذي يبلغ ما بين ثلاثة مليارات دولار وخمسة مليارات». وأكد أن «الأسد سيصمد وقتاً أطول، اذا استمر هذا الدعم، الا أن سوريا لن تعود الى ما كانت عليه، حتى لو بقي الاسد» في الحكم. وأبدى تفاؤله بـ«الثورات العربية وانعكاساتها على اسرائيل». لكنه شدد في المقابل على وجوب الحذر، لأن «الربيع العربي يحمل ايجابيات وسلبيات»، متمنياً أن يمتد «الربيع العربي باتجاه الشرق نحو ايران»، الامر الذي يصب أكثر في مصلحة اسرائيل.
في غضون ذلك، شكك الخبير الاسرائيلي في الشؤون السورية، إيال زيسر، في مقابلة مع الاذاعية العبرية، في نجاعة الجهود المبذولة ضد النظام في سوريا، مشيراً الى أن «كل الجهود العربية تتلاشى الواحدة تلو الاخرى؛ فالعالم العربي غير مؤهل لاتخاذ قرار حقيقي وواضح بالنسبة لصيغة الحل في سوريا، رغم أن عدداً من الدول العربية، كالسعودية وقطر، يعمل بالفعل ضد سوريا، ويحاول ايصال المسألة الى مجلس الامن والى التدخل الدولي».
وبحسب زيسر، فإن «الغرب، ودولاً عربية أيضاً، اتخذت كل ما يمكن اتخاذه على الصعيد السياسي والدبلوماسي، بما يشمل المواقف والشجب والعقوبات غير المسبوقة، والمسألة حالياً تتعلق فقط بالسؤال حول إمكان التورط العسكري في هذا البلد، لكن سوريا ليست ليبيا، بل وليست اليمن أيضاً، وكل ما يمكن قوله هو أن الغرب لا يريد أفغانستان أخرى أو عراقاً آخر؛ وبالتالي ليست هناك محفزات كبيرة للخيارات العسكرية، وكل ما يمكن فعله هو انتظار المعارضة السورية وزخمها». مع ذلك، أكد زيسر أن «النظام في سوريا لا يزال متماسكاً، كما أن الجيش السوري لا يتفكك».
وعن إمكان تشكيل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة السورية، شدد زيسر على أن «هذا الحل خيالي للغاية، اذ إن المعركة باتت بين جهتين، تقاتل كل منهما حتى النهاية، واذا ما تنازل النظام فهذا يعني أنه يدمر نفسه؛ فلا حلول على الطريقة المصرية، إنها حرب حتى النهاية الى أن ينكسر النظام، لكن المشكلة هي أنه ليس في سوريا معارضة واحدة، هناك العشرات من الجهات والأحزاب التي لا تنجح في تشكيل كيان واحد، وهذه هي إحدى المشاكل الرئيسية بالنسبة للوضع السوري».