انعكست معركة «طوفان الأقصى»، تخبّطاً على أداء الإعلام العربي والخليجي. فقد استطاع العدوان الإسرائيلي على غزة، أن يعرّي تلك الشاشات التي عمدت إلى تشويه صورة المقاومين الفلسطينيين، ودسّ السمّ في العسل. واصلت القنوات تلميع صورة العدو الإسرائيلي عبر فتح الهواء لمجموعة من الشخصيات الإسرائيلية والاستماع إلى وجهات نظرها. سياسات التحرير المطبّعة حرّكت مزاج المتابع ضدّ هذه المحطات، فانعكس الأمر تراجعاً ملحوظاً في نسبة المشاهدة وتعرّضها لسيل من الانتقادات، وبالتالي خفّ وهجها على صفحات السوشال ميديا. من هذا المنطلق، بدأت القنوات الخليجية تطبيق سياسات تحريرية جديدة، علّها تتماشى مع التطورات السياسية في العالم العربي وتجذب المشاهد إليها. طبعاً، لن تكون التغيّرات جذرية في السياسات التحريرية، بل محاولة لذرّ الرماد في العيون. ينطبق ذلك على التغيرات التي شهدتها شبكة «سكاي نيوز عربية» الإماراتية أخيراً، إذ أفضت إلى صرف كبار موظفيها. فما الذي يجري داخل القناة التي تديرها «الشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية» (IMI) التي تتخذ من أبو ظبي الإماراتية مركزاً لها؟
تكشف المعلومات لنا أنّ «سكاي نيوز عربية» شهدت تصفية لكبار رؤساء أقسامها، بحجة التغيرات السياسية الداخلية في القناة. وتوضح المعلومات أنه من بين المصروفين: هشام صلاح مدير البرامج في«سكاي نيوز»، وباسم كامل مدير الإذاعة، ورولان أبي نجم مدير مواقع التواصل الاجتماعي، وفادي مسلماني إدواردز مدير قسم التخطيط والعمليات الإخبارية وقسم المراسلين، إلى جانب أسماء أخرى كان لها دور فاعل في الأشهر القليلة الماضية في قيادة السياسة التحريرية للمحطة إبان العدوان الإسرائيلي.
وتشير المصادر إلى أنّ عملية الصرف تزامنت مع تراجع أداء القناة في تغطيتها للعدوان على غزة، وتحديداً عدم مواكبتها الحدث الفلسطيني بشكل فاعل على صفحاتها على السوشال ميديا. وتسعى الشبكة الإماراتية جاهدة إلى حجز اسمها بين القنوات المنافسة افتراضياً عبر تقديم محتوى رقمي يخاطب توجهات الجمهور. ولكن العدوان على غزة برهن فشلها في مخاطبة مزاج المشاهد، ليبقى السؤال: كيف ستخاطب القناة الإماراتية متابعيها في العالم العربي وهي تشوّه صورة المقاومين؟
رفضت شخصيات تابعة لـ «حزب الله» الظهور على الشبكة الإماراتية


في السياق نفسه، توضح المعلومات أن القناة التي انطلقت عام 2012، عيّنت بداية العام الحالي الصحافي اللبناني نديم قطيش مديراً عاماً لها. حمل الصحافي المطبّع مع العدو الإسرائيلي، أجندته التحريرية وبدأ تنفيذها وعلى رأسها صرف مدراء الأقسام الفعّالة والمؤثرة في الشبكة، وغالبيتهم من قدامى الموظفين. على أن يُعلن قريباً عن قائمة التعيينات الجديدة، وسيكون الهدف الأساسي منها تعزيز صفحات «سكاي نيوز عربية» الافتراضية. كذلك سيُفتح باب التوظيف في الشبكة واستقدام مهارات جديدة وسط تكتّم شديد حول المرحلة التحريرية للشبكة التي تملك مكاتب في مختلف دول العالم، وكيفية تفعيل دورها مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
في المقابل، تلفت المصادر إلى أنّ قطيش جرّب قطف ثمار تعيينه خلال العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وغزة، وتقديم أوراق اعتماد للإماراتيين عبر محاولة قطيش فتح أبواب التواصل مع المحللين الإعلاميين والشخصيات السياسية المؤيدة لـ «حزب الله» والمقاومة، عبر مجموعة مراسلين لدى «سكاي نيوز»، كي يحلّوا ضيوفاً على برامجها. لكن تلك الشخصيات رفضت الظهور على شاشة «سكاي نيوز عربية» بسبب سياستها الهجومية ضدّ خطّهم المقاوم، فكيف ستكون المرحلة المقبلة في الشبكة الإماراتية؟