غزة | سُجّلت، أمس، قفزة عددية ونوعية في مستوى الزخم العملياتي للمقاومة في كل محاور القتال في قطاع غزة، ولا سيما على «محور نتساريم» وسط القطاع، وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفي رفح جنوباً. وبدأ يوم جنود العدو مبكراً في الوسط، حيث سُجّل، عند منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، وقوع «حدث أمني صعب»، ضجّت به وسائل الإعلام الإسرائيلية وقنوات المستوطنين عبر «تلغرام»، طالبة «الدعاء» للجنود في «محور نتساريم»، قبل أن يُعلَن، مع ساعات الصباح، مقتل جنديين أحدهما يحمل رتبة رائد، وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة.أما ساعات النهار فقد حملت المزيد من «الأحداث الصعبة»، أبرزها ما أعلنت عنه كل من «كتائب القسام» و«سرايا القدس» بشكل مشترك، من تنفيذ كمين مركّب ومحكم أجهزتا فيه بشكل مؤكد على جنديين من مسافة صفر، وأوقعتا 14 آخرين بين قتيل وجريح. ووفقاً لبلاغ نشرته «سرايا القدس»، تمكّن المقاومون من استهداف قوة راجلة كانت تتحصّن في أحد المباني بقذيفة «تي بي جي». وفور تقدّم وحدات النجدة، عاود المقاومون استهدافها بقذيفة من نوع «الياسين 105»، قبل أن يتمكّنوا أيضاً من تفجير آليتين وقعتا في حقل ألغام، بعبوتين من نوعَيْ «ثاقب» و«شواظ». كذلك، قالت «كتائب القسام»، بشكل منفرد، إن مقاوميها فجّروا «دبابة» «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105»، وقنصوا جندياً كان يعتلي إحدى الآليات في حي الشجاعية، وبثّت مشاهد توثّق الحدث. كما أعلنت السرايا أنها استهدفت آلية من نوع «نمير» بقذيفة «آر بي جي» في المحور نفسه، وبثّت مشاهد توثّق العملية، فيما استهدفت أيضاً قوة متحصّنة داخل أحد المنازل بقذيفة «تي بي جي» مضادة للتحصينات، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح. ومع ساعات المساء، أبلغ «الإعلام الحربي» التابع للسرايا عن تفجير دبابة «ميركافا» بعبوة «ثاقب» في محور القتال في حي الشجاعية، بينما أعلنت كل من «كتائب القسام» و«كتائب المجاهدين» استهداف نقاط جيش العدو المستحدثة في «محور نتساريم»، بصواريخ قصيرة المدى.
جيش الاحتلال يبدأ توسيع قطر الحماية حول «نتساريم»، من كيلومترين إلى 4


أما صورة الحدث الميداني الأبرز، فكانت من نصيب محور القتال في مدينة رفح جنوبي القطاع، إذ بث «الإعلام العسكري» لـ«كتائب القسام»، مشاهد أظهرت تمكّن مقاوميها من تفجير دبابة «ميركافا» بعبوتي «العمل الفدائي». وظهر في المقطع مقاومان يتقدّمان في اتجاه الدبابة التي كانت تتوسّط أحد الشوارع، حيث ركض المقاومان في اتجاه الآلية، في مساحة مكشوفة، وألصقا العبوتين بها، ثم انسحبا بينما أتت الانفجارات العنيفة والنيران عليها. وأمام كل تلك المعطيات الميدانية، أعلن جيش الاحتلال البدء في توسيع قطر الحماية حول حاجز «نتساريم»، من كيلومترين إلى 4 كيلومترات، في الوقت الذي اعترف فيه «لواء نحال» بأنه فقد 50 من جنوده، ودعا عائلات الجنود والأسرى إلى العمل لوقف الحرب. أما الجدل الأكبر، فقد تسبّبت به معلومات نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن توجّه المؤسسة الأمنية إلى إنهاء القتال في القطاع، حتى من دون تحقيق هدف القضاء على حركة «حماس».
وبالنتيجة، يُظهر أداء المقاومة الحالي، بما فيه من زخم، أنها تحاول استغلال الأيام الأخيرة المتاحة لاحتكاكها بجنود وآليات الاحتلال في الميدان، في محوري القتال في رفح وحي الشجاعية. أما في «محور فيلادلفيا» و«محور نتساريم»، اللذين يقول جيش الاحتلال إنه سيبقي على قواته فيهما لأشهر أو حتى لسنوات، فإن المقاومة تقدّم نموذجاً مصغّراً لشكل حرب الاستنزاف المرتقبة، قبل أن تتّجه إلى تركيز مجهودها الميداني في كلا المحورين، بعد أن ينهي جيش العدو كل مناوراته البرية في القطاع. وعليه، تريد المقاومة أن تقول إنها تترقّب اليوم الذي سيتركّز جهدها فيه على جيوب محدودة في وسط القطاع وجنوبه، حيث سيفهم جيش العدو حينها مَن سيستنزف من.