غزة | كشفت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، مجموعة من المفاجآت المُرفقة بالصورة، شكّلت في مجملها تفنيداً موثّقاً لمزاعم جيش الاحتلال عن أنه قضى على الكتلة الأكبر من خلايا المقاومة، ولا سيما «كتائب القسام»، في مدينة رفح جنوبي القطاع. واستخدمت «الكتائب»، للمرة الأولى منذ بداية الحرب قبل نحو 9 أشهر، صاروخ «السهم الأحمر» المضاد للدروع، وأظهرت المشاهد التي وزّعها «الإعلام العسكري» التابع لها، إطلاق هذا الصاروخ في اتجاه آلية إسرائيلية محاطة بعدد من جنود العدو كانت تتمركز في تل زعرب غرب المدينة، ليصيب هدفه بدقة، وتشتعل النيران في الآلية. وحين حضرت قوات النجدة لإجلاء القتلى والمصابين، قصف المقاومون مسرح الحدث برشقات من صواريخ «رجوم 114 ملم»، علماً أنه تم توثيق مشاهد العملية من كاميرتَيْ تصوير في الوقت نفسه. وأشارت الرسالة المصوّرة للكتائب، التي أعلنت أن الآلية المستهدفة هي من نوع «أوفك»، وتتبع للواء الهندسة، إلى مستوى عال من التحكم بعناصر الميدان، أولاً لجهة تدشين سلاح جديد بعد كل هذا الوقت، وثانياً انتقاء الآلية المستهدفة من بين رتل من الدبابات كونها تابعة لسلاح الهندسة، ما يرجّح أن تكون مقصورة الذخيرة فيها محشوّة بكميات من المتفجرات. ويعني ما تقدّم أن الفعل الميداني، على رغم الظروف الصعبة، لا يزال يأخذ نسق العمل المحكوم بالأعصاب الباردة.ووضعت «سرايا القدس»، بدورها، بصمتها في أحداث أمس، إذ نشرت مشاهد مُصوّرة أظهرت تمكّن مقاوميها من تدمير دبابتين في حي الشابورة في رفح، في المكان نفسه الذي زعم جيش الاحتلال أنه شارف على إنهاء مهامه فيه. كما أطلق مقاومو «السرايا» رشقات صاروخية استهدفت مستوطنات ومدن غلاف غزة، ولا سيما عسقلان وأشدود، حيث دوّت صافرات الإنذار وفُعّلت منظومة القبّة الحديدية في محاولة لاعتراض الصواريخ. وشغل هذا الحدث لساعات جمهور المستوطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما علّق محلّلون إسرائيليون عليه في ما يشبه السخرية من «منجزات الجيش» بالقول، إن «الجهاد الإسلامي تعلن مسؤوليتها عن القصف. لا بأس، نحن نهزم حماس الآن، لم يأت دور الجهاد الإسلامي بعد». وتتمثل خصوصية الحدث في أن المدن المستهدفة محاذية لمناطق شمال قطاع غزة، والتي يزعم جيش العدو دائماً أنه حقّق فيها منجزات مسّت بأعصاب الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، وهي المناطق نفسها التي انسحب منها قبل 24 يوماً فقط، بعد عملية برية تواصلت لـ20 يوماً، استهدفت مخيم جباليا والأحياء الشرقية المحيطة به. وتقول المقاومة مجدداً، من خلال تلك المشاهد الموثّقة، إنها لا تزال قادرة على توجيه الرسائل التي تفنّد كل خطاب يزعم فيه قادة الجيش والمستوى السياسي الإسرائيلي، أنهم شارفوا على تحقيق النصر المطلق.
استخدمت «كتائب القسام» صاروخ «السهم الأحمر» المضاد للدروع للمرة الأولى منذ بداية الحرب


وفي هذا السياق أيضاً، نشرت «كتائب المجاهدين» مشاهد لإحدى غرف القيادة والسيطرة التابعة لها، ظهر فيها المقاومون وهم يراقبون الميدان عبر كاميرات مراقبة، ويوجّهون التعليمات عبر خطوط اتصال سلكية.
إلى جانب ذلك، تمكّنت المقاومة من تنفيذ عدد من المهمات القتالية، حيث أعلنت «سرايا القدس» أنها قصفت بقذائف الهاون الثقيلة، تجمّعاً لجنود الاحتلال وآلياته خلف برج المصري، في محيط مدرسة الخطيب جنوب رفح، كما قصفت تجمّعاً لجنود العدو وآلياته جنوب حي تل السلطان غربي المدينة. وفي رفح أيضاً، دكّت المقاومة موقع كرم أبو سالم بوابل من قذائف الهاون. أما في محور القتال في وسط القطاع، فقد تعرّض حاجز «نتساريم» للوجبة اليومية من قذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى. وأعلنت «كتائب شهداء الأقصى» بالاشتراك مع «ألوية الناصر صلاح الدين»، تمكّنها من إطلاق قذائف هاون من عيار 100 ملم في اتجاه تحشّدات العدو هناك، فيما سُجّل خلال أحداث أمس، هبوط أكثر من مروحية للعدو لإجلاء القتلى والمصابين.