بغداد | خيّم احتمال إقدام العدو الإسرائيلي على توسيع الحرب الدائرة في غزة إلى حرب إقليمية، ولا سيما نحو لبنان، على زيارة وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري كني، إلى العراق، إذ دعا في اجتماع مع قادة فصائل المقاومة إلى التنبّه إلى هذا الاحتمال، في حين أفادت مصادر بأن لقاءات المسؤول في بغداد تطرّقت إلى فتح مكتب إعلامي لحركة «حماس» في العاصمة العراقية. وعقد باقري كني، أثناء زيارته، أول من أمس، سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين العراقيين ومنهم رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، ورئيس الجمهورية، عبد اللطيف رشيد، ونظيره العراقي، فؤاد حسين، وشخصيات سياسية أخرى، ثم انتقل، أمس، إلى أربيل حيث التقى رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني.وكشفت مصادر عراقية أن باقري كني التقى، على هامش زيارته بغداد، عدداً من قادة «الإطار التنسيقي» وفصائل «المقاومة الإسلامية» وقادة من الأحزاب السنية لمناقشة ملفات عدة سياسية، وأخرى تخص دور المقاومة في مواصلة العمليات العسكرية ضد إسرائيل ودعم قطاع غزة. وقالت المصادر إن «الوزير الإيراني نبّه إلى نية العدو جرّ محور المقاومة، بما فيه حزب الله اللبناني، إلى حرب إقليمية شاملة»، بعدما كان حذر، في مؤتمر صحافي مشترك في بغداد، مع نظيره العراقي، الصهاينة «من ارتكاب خطأ آخر بتوسيع دائرة الحرب في المنطقة»، فيما رأى حسين أن «هناك إشارات خطيرة حول احتمال الهجوم على جنوب لبنان وتوسيع رقعة الحرب».
وفي هذا السياق، يقول قيادي بارز في «الإطار التنسيقي»، لـ«الأخبار»، إن «زيارة باقري كني إلى العراق مهمة جداً، وهي تأتي ضمن جولة إقليمية قد تشمل سوريا وقطر والإمارات»، بعد أن زار بيروت قبل أيام.
باقري كني شدّد على عدم إعطاء فرصة للعدو لجرّ محور المقاومة، بما فيه «حزب الله»، إلى حرب إقليمية شاملة


ويضيف القيادي أن «الزيارة الأولى إلى العراق جاءت لأمور عدة، أولها أهمية العراق بالنسبة إلى إيران، فضلاً عن وجود مشكلات سياسية سواء داخل المكوّن الشيعي أو المكونات الأخرى، تستبعد تقريب وجهات النظر، بما يشمل أزمة انتخاب رئيس مجلس النواب»، متابعاً أن «باقري كني أمضى ليلته في بغداد للحديث مع قيادات الإطار التنسيقي والمقاومة، وكذلك زار شخصيات سياسية سنية بعضها ينتمي إلى الحزب الإسلامي». ويتابع أنّ «اللقاء جمع قيادات من فصائل المقاومة وبعض الوجوه السياسية الشيعية المؤثرة، للتأكيد على دعم فلسطين والتنسيق المستمر بين أطراف محور المقاومة»، مشيراً إلى أن «باقري طلب من جميع القيادات، وكذلك المسؤولين العراقيين، الاستمرار على مواقفهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، ودعم المقاومة الفلسطينية وحركة حماس». ويكشف أن «الحاضرين تطرّقوا إلى فتح مكتب لحركة حماس في بغداد، بعد الحصول على موافقات رسمية، على أن يقتصر دوره على إعلام الحركة والتنسيق مع أطراف المحور». وبالفعل، أبلغت مصادر مطلعة، «الأخبار»، أن حركة «حماس» بحثت مع الحكومة العراقية فتح مكتب لها في بغداد، يقتصر دوره على العلاقات العامة والإعلام.
وبدوره، يؤكد القيادي في «تحالف الفتح»، علي الفتلاوي، أنّه «بعد وفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، بدأت الجمهورية تتفاعل مع المنطقة من جديد حتى لا تترك فراغاً يستغلّه العدو». ويضيف، في تصريح إلى «الأخبار»، أن زيارة باقري كني هي «تأكيد لقوة إيران ديبلوماسياً في المنطقة عموماً والعراق خصوصاً. ولهذا، كانت اللقاءات مع شخصيات عراقية من جميع المكونات والقوميات مهمة، وهذا يعزز التقارب ما بين البلدين». ويتابع الفتلاوي أن «الزيارة تأتي ضمن إطار تقوية العلاقات والشراكات بين البلدين الجارين، إلى جانب القضايا المشتركة كالقضية الفلسطينية ودعم المقاومة»، لافتاً إلى أنّ «قضايا سياسية تمت مناقشتها ومنها أزمة البرلمان والانتخابات البرلمانية المقبلة، لغرض تقديم المساعدة وتقريب وجهات النظر بين المختلفين، وأيضاً القضايا الأمنية». وفي أربيل، شدد باقري كني ومسرور بارزاني، في مؤتمر صحافي مشترك، «على ضرورة تنمية وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران والعراق ومن ضمنه الإقليم»، كما على «ضرورة استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة».
وتزامنت تلك الاجتماعات مع استمرار العمليات ضد إسرائيل، إذ أعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق»، في بيان، استهدافها، فجر أمس، «قاعدة رامات ديفيد الجوية (جنوب شرق حيفا) داخل أراضينا المحتلة بالطيران المسيّر».