المقاومة رشّدت خلال الشهرين الماضيين استخدام السلاح، لأنها أعدّت نفسها لحرب استنزاف طويلة
ولا تزال مدينة رفح، تشهد أعلى مستويات الزخم الميداني، فيما شهدت محاور القتال الأخرى في شمال القطاع ووسطه، ما خلا «محور نتساريم»، وسط القطاع، هدوءاً نسبياً. ففي رفح، قالت «سرايا القدس» إن مقاوميها أبلغوا عن خوضهم مواجهات ضارية مع القوات المعادية في كل محاور التماس، فيما أعلنت «مجموعات الشهيد عمر القاسم» التابعة لـ«الجبهة الديموقراطية» تمكّن مقاوميها من تفجير ناقلة جند بالقرب من مفترق أبو صابر في مخيم الشابورة، مؤكّدة وقوع جميع أفراد طاقمها بين قتيل وجريح. كما قصفت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» القوات المتوغّلة في تل زعرب، غرب رفح، بقذائف الهاون الثقيلة. أما في «محور نتساريم»، فقد أعلنت «كتائب المجاهدين» تمكّنها من قصف تحشّدات العدو بالعشرات من قذائف الهاون. كما قالت «سرايا القدس» إن مقاتليها قنصوا جندياً في المحور ذاته، وأكّدت أيضاً، قصف موقع «كيسوفيم» برشقة صاروخية.
ولا يشير المشهد الميداني في محاور القتال كافة، إلى أي تراجع في مستوى الضغط الذي تمارسه المقاومة. ويوضح مصدر مطّلع، لـ«الأخبار»، أنه «في الوقت الحالي، انسحبت قوات العدو من كل محاور الاشتباك، ما قلّل من فرص الالتحام المباشر مع جنود الاحتلال. ويرتبط عدد البلاغات العسكرية التي تقدّمها المقاومة، بعوامل ذات صلة بعدد محاور القتال المشتعلة. وفي الوقت الحالي، يتركّز القتال في مدينة رفح فقط». أما عن قدرة المقاومة على مواصلة القتال إذا قرّر العدو الانتقال إلى مستوى آخر من الحرب، فيقول المصدر إن «المقاومة رشّدت خلال الشهرين الماضيين استخدام السلاح، لأنها أعدّت نفسها لحرب استنزاف طويلة. لا تفعل المقاومة كل ما يمكنها فعله. ويخضع الأمر لحساب الجدوى والتأثير في قرارات جيش الاحتلال وحساباته السياسية. لكن ما هو أكيد، أن المقاومة بخير لجهة القدرة البشرية واللوجستية».