بغداد | كشفت «المقاومة الإسلامية في العراق»، عن عمليات عسكرية جديدة مرتقبة ستشارك فيها مع أطراف من محور المقاومة، وأبرزها «أنصار الله»، ضد إسرائيل، وذلك في إطار محاصرة الأخيرة وفتح جبهات إضافية إسناداً للمقاومة الفلسطينية، مؤكدة أنّ المرحلة الرابعة ستشهد استهدافات مشتركة لمواقع حيوية غير متوقّعة في الأراضي المحتلة. وفي خطوة لافتة، أعلنت «المقاومة العراقية»، الخميس، تنفيذ «عمليتين عسكريتين مشتركتين مع القوات المسلحة اليمنية في ميناء حيفا، بواسطة الطيران المُسيّر»، مؤكدة، في بيان، «استمرار العمليات في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة». وحول العمليتين المشتركتين، كان أوضح المتحدث العسكري باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن العملية الأولى «استهدفت سفينتين كانتا تحملان معدات عسكرية في ميناء حيفا»، فيما استهدفت الثانية «سفينة انتهكت قرار حظر الدخول إلى الميناء»، مبيناً أنّ العمليتين «نُفذتا بعددٍ من المُسيّرات»، وحقّقتا إصابات «دقيقة».ويأتي هذا بعدما كانت تحدّثت مصادر في المقاومة العراقية، في وقت سابق، عن اجتماع جرى في إيران على هامش تقديم العزاء بوفاة إبراهيم رئيسي، وجمع قيادات الخط الأول للفصائل المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية واليمنية، بحضور قائد «فيلق القدس»، إسماعيل قآاني. وضمّ الاجتماع، إلى جانب الأخير، كلّاً من نائب الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، نعيم قاسم، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، وممثل حركة «أنصار الله» اليمنية، محمد عبد السلام، والأمين العام لحركة «النجباء» العراقية، أكرم الكعبي، لمناقشة الحرب على قطاع غزة، وآلية المواجهة ومحاصرة العدو من خلال شن عمليات عسكرية مشتركة. ونقلت منصات عراقية عن وسائل إعلام إيرانية، وقتذاك، أن الاجتماعات جاءت للتأكيد على مواصلة القتال حتى تحقيق النصر، وإدارة المعارك بمشاركة جميع الفصائل المسلحة، فضلاً عن التصعيد في العمليات العسكرية ضد العدو.
العمليات المشتركة تفتتح مرحلة جديدة من عمل محور المقاومة


وفي هذا السياق، يقول عضو المكتب السياسي لحركة «النجباء»، فراس الياسر، إنّه «أثناء تقديم العزاء للسيد الإمام الخامنئي في الجمهورية الإسلامية، كان هناك اجتماع لقيادات المقاومة الإسلامية في المنطقة، ومن هنا بدأ التنسيق والترتيب، وقبل مدة صدر توجيه إلى المقاومة الإسلامية بالتنسيق مع المقاومة اليمنية». ويضيف الياسر، في حديثه إلى «الأخبار»، أنّ هذه العمليات المشتركة تفتتح «مرحلة جديدة من عمل محور المقاومة»، مؤكداً أنّ «التعاون المشترك سيتطور أكثر من هذا الحد، خصوصاً بعد التصعيد الذي يشهده جنوب لبنان، وربما نصل إلى مراحل غير متوقّعة في استهداف أهداف حيوية أخرى للكيان»، مستدركاً بأنّ التنسيق الحالي «سيعتمد على ظروف الساحات وطبيعة المعركة والضغوط التي من المفترض أن توجه إلى أميركا والكيان الغاصب».
من جهته، يرى المتحدث باسم «حركة حقوق» التابعة لـ«كتائب حزب الله» العراقية، علي فضل الله، أن هناك «تنسيقاً عالي المستوى ما بين جبهات محور المقاومة، ووحدة هدف وتبادل أدوار منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى منذ قرابة 8 أشهر». ويضيف أن «ما صرّح به العميد يحيى سريع هو تأكيد للتنسيق العالي الذي سارت عليه فصائل محور المقاومة الإسلامية في جبهات العراق ولبنان وسوريا وباقي مناطق محور المقاومة طيلة الفترة الماضية»، متابعاً أن في ذلك «رسالة مهمة جداً باستمرارية استهداف المصالح الإسرائيلية وحتى الأميركية، في حال استمرار الكيان في حربه على غزة ورفح، ودعم الجانب الأميركي والغربي له». كما يؤكد فضل الله أنّ عمليات المقاومة «لم تتوقف بل تزداد وتيرتها على شكل مراحل، وهناك مفاجآت على مستوى المواقع التي ستكون تحت مرمى المقاومة، تلبية لتكتيك المواجهة الجديد».
ويرى المحلل الأمني، جواد البديري، بدوره، أنّ تنفيذ محور المقاومة لعمليات مشتركة ضد إسرائيل، يدلّ على «تنسيق عالٍ بين الأطراف وخطة محكمة لتضييق الخناق على العدو»، مضيفاً أن «قيادة المقاومة تريد إيصال رسالة إلى العدو، مفادها أن أطرافها منسجمة مع بعضها، ولديها غرفة عمليات مشتركة لإدارة المعركة»، متوقّعاً «الإعلان عن عمليات دقيقة ومباشرة ضد إسرائيل»، لافتاً إلى حديث سريع حول «أنواع الأسلحة والتقنيات المتطورة التي تمتلكها المقاومة لاستهداف مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل وعزلها عن العالم». ويرجح المحلل الأمني أنّه «بعد حادثة رئيسي والاجتماعات التي جرت في طهران، ستكون هناك معركة جديدة ومعادلة أخرى في مواجهة إسرائيل، وهذا ما يجعل المقاومة في حالة حرب لا في حالة استنزاف وضعف».