صنعاء | بعد ساعات من تلقّيها إشعاراً من دول أوروبية برغبتها في سحب بوارجها العسكرية من البحر الأحمر وخليج عدن، أكّدت صنعاء مغادرة المدمّرة اليونانية «هيدرا» التي كانت تعمل ضمن مهمة «أسبيدس» الأوروبية، من نطاق العمليات في البحر الأحمر. وأشاد نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزي، في منشور على منصة «إكس»، بالخطوة اليونانية، واصفاً إياها بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح». وأكّد أن «القرار سيكون له أثر إيجابي، ويصبّ في سلامة الملاحة الدولية»، داعياً الدول الأوروبية الأخرى إلى اتخاذ قرارات مماثلة، ومشيراً إلى أن «حماية الملاحة في البحر الأحمر من صميم المهام الإنسانية والأخلاقية لليمن. وأي تواجد عسكري أجنبي في البحر الأحمر وخليج عدن بمثابة استفزاز». واليونان هي قائدة «أسبيدس»، وسبق أن سحبت بوارج أخرى من البحر الأحمر بعد أسابيع قليلة على نشرها في آذار الماضي، بعد تعرّض تلك البوارج لهجمات يمنية. وعلى رغم إدراك الدول الأوروبية حجم الفشل الأميركي في البحر الأحمر، إلا أنها لم تجرؤ على الحديث عن ذلك علناً خلال الأشهر الماضية، وسعت إلى سحب بوارجها بشكل تدريجي. وكان الاتحاد الأوروبي قد طلب وساطة عُمانية للتواصل مع صنعاء في نيسان الماضي، إثر تعرّض عدد من البوارج والفرقاطات الدنماركية والألمانية والفرنسية لهجمات القوات اليمنية البحرية. وهدف من وراء ذلك الطلب، إلى ضمان عدم حدوث تصادم بين الفرقاطات الأوروبية والبحرية اليمنية. والملاحظ أن مهمة «أسبيدس» والسفن الحربية المشاركة فيها لم تعلن على مدى الأسابيع الماضية اعتراض أي هجمات بحرية لقوات صنعاء، واكتفت بالحديث عن مرافقة سفن تجارية أوروبية ليست محظورة من قبل قوات «أنصار الله»، خلال الشهر الفائت.
وفي ظل تصاعد التوتّر العسكري في البحر الأحمر، أعلنت بريطانيا، أمس، تأجيل نشر مدمّرتها «إتش إم إس دانكان» هناك. وأفادت تقارير بريطانية بأن وزارة الدفاع وجّهت طاقم المدمّرة بالبقاء في جبل طارق حتى إشعار آخر. وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت عبور الفرقاطة الملكية جبل طارق، لكن تقارير بريطانية أكّدت أنها لا تزال هناك بذريعة إجراء فحص لوجستي.
لندن ترجئ نشر المدمّرة «دانكان» في البحر الأحمر


وعكست الخطوة البريطانية مخاوف من تعرّض المدمّرة الجديدة للاستهداف، على غرار الهجوم الذي طاول المدمّرة «دايموند»، التي تمّ سحبها بصورة نهائية من البحر الأحمر.
وتزامن ذلك مع استمرار العمليات العسكرية التي تنفّذها قوات صنعاء ضد السفن التجارية والعسكرية، خلال الساعات الماضية. وأعلن الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أن القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المُسيّر نفّذت 3 عمليات عسكرية في البحرين الأحمر والعربي، فتمّ استهداف السفينتين «روزا» و«فانتاج دريم» في البحر الأحمر بعد انتهاكهما قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، كما جرى استهداف السفينة «ميرسك سيليتار» الأميركية بعدد من الطائرات المُسيّرة شرق البحر العربي.
وكانت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري قد قالت في بيان، أمس، إنها على علم بنشاط صاروخي في البحر الأحمر، مؤكدة أنها لا تعرف ما يدور. وفي الإطار نفسه، أكّدت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية، مساء أمس، حدوث هجوم على سفينة تجارية. وقالت، في بيان، إنها تلقّت تقريراً عن حادث على بعد 50 ميلاً بحرياً جنوب غرب مدينة الشقيق السعودية على البحر الأحمر.
وأكّدت فيه مصادر عسكرية مطّلعة في العاصمة، لـ«الأخبار»، أن العمليات المركّزة ضد السفن العسكرية الأميركية تصاعدت بعد سحب حاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور» من البحر الأحمر.