خلص تقرير إسرائيلي تناول ملف أمن الطاقة في إسرائيل، إلى ضرورة أن يكون جيش الاحتلال جاهزاً للقتال على عدة جبهات في أي حرب مستقبلية، ضد حزب الله وقوات صنعاء وفصائل المقاومة العراقية، معتبراً أنه وفي الأسابيع الأولى من أي صراع مستقبلي، على إسرائيل أن تكون جاهزة للتعامل مع ما يقرب من 4000 عملية إطلاق صواريخ يومياً.
التقرير الذي نشره معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أمس، عرض التهديدات التي من الممكن أن تتعرض لها قطاعات إنتاج ونقل وتخزين الطاقة في إسرائيل، وحدّد خطرين أساسيين قد تواجههما هذه القطاعات في المستقبل، وهما الخطر الأمني والبيئي. التقرير تحدّث بإسهاب عن الخطر الأمني على الطاقة في إسرائيل، وابتدأ بشرح الاتجاهات الرئيسية في قطاع الكهرباء، فتناول على سبيل المثال الخصخصة، وكيف أن حصة شركة الكهرباء الإسرائيلية من الإنتاج أصبحت حوالي 45% فقط، مع ما يرتّبه ذلك من حاجة إلى فرض معايير وإشراف حكومي على الكيانات الخاصة، من أجل ضمان صمود محطات توليد الطاقة تلك في وجه التهديدات.

المخاطر الأمنية
وفي استعراض للمخاطر الأمنية، تحدّث التقرير عن الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل ومجموعات المقاومة في المنطقة، وحاول استخلاص الدروس والعبر منها، فورد فيه أن «أحد أهم الدروس المستفادة من الحرب في غزة، التي شملت حزب الله من لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية من العراق، هو أن إسرائيل يجب أن تكون مستعدّة للقتال على عدة جبهات في وقت واحد في أي حرب مستقبلية»، مضيفاً أنه «لا يوجد ما يضمن أن سوريا لن تفتح جبهة أخرى في المستقبل، خاصة في حالة نشوب حرب ضد حزب الله في لبنان». واعتبر كاتبو التقرير أن «جيش الدفاع الإسرائيلي سيحتاج إلى إعطاء الأولوية بين الساحات القتالية المختلفة وتوزيع الموارد للدفاع عن الجبهة الداخلية في أي حرب مستقبلية. وهذا يشير إلى أن الدفاع عن البنية التحتية الكهربائية المدنية أو إصلاح الأجزاء التالفة قد لا يُعطى الأولوية».

يعطي التقرير توقّعه لما ستكون عليه الأسابيع الأولى من أي حرب مستقبلية بين مجموعات المقاومة وإسرائيل، فيقول: «تشير الأبحاث التي أجراها جيش الدفاع الإسرائيلي والمنظمات المدنية، إلى أن إسرائيل ستحتاج إلى التعامل مع ما يقرب من 4000 عملية إطلاق صواريخ يومياً، على الأقل في الأسابيع الأولى من الصراع، ما يجعل من المستحيل اعتراضها جميعاً». ويتابع «في هذا السيناريو، ستحقق القوات الجوية التفوق الجوي وتعطي الأولوية للدفاع عن الأصول الحيوية، وخاصة الأصول العسكرية مثل قواعد القوات الجوية وأنظمة القيادة والتحكم. وبالتالي، من المتوقع حدوث ضرر يلحق ببعض البنية التحتية للكهرباء». ويلفت التقرير إلى أنه «بالإضافة إلى ذلك، قد تحتاج منصات الغاز إلى التوقف عن التشغيل بسبب التهديدات التي قد تواجهها، ما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي المحلي وحتى الوطني لفترات طويلة».

بالإضافة إلى الخطر العسكري المباشر، يطرح التقرير خطر التهديدات السيبرانية، وهو تهديد الهجمات الإلكترونية على الأنظمة العسكرية والمدنية. ويعتبر أن البنية التحتية للطاقة والكهرباء هي أهداف جذابة بسبب «عواقبها البعيدة المدى على العمليات العسكرية والجبهة الداخلية (الاستمرارية الوظيفية والحياة اليومية والأمن المادي للسكان)». ويعتقد معدّو التقرير أن القدرات الهجومية السيبرانية التي طوّرتها إيران خلال العقد الفائت، يفترض أن تكون في أيدي حلفائها.

التعاون الإقليمي مع دول عربية
يصف التقرير إسرائيل بـ«جزيرة كهرباء»، أي أن قطاع الكهرباء الإسرائيلي لا يتصل بالبلدان المجاورة. وفي هذا السياق، يتخوّف التقرير من أنه «في حالة حدوث ضرر في خزانات الغاز أو محطات توليد الطاقة، لا يمكن تلبية الطلب من خلال التكرار من قطاعات الكهرباء المجاورة». وفي سبيل حماية أمن الطاقة الإسرائيلي، يطرح التقرير تعزيز التعاون مع دول عربية مجاورة «من خلال تنويع مصادر الإنتاج وتحقيق الاستقرار في العلاقات في المنطقة»، ويسمي مصر والأردن والإمارات كأمثلة واعدة لدول يمكن التعاون معها في قطاع الطاقة. كذلك، يسمي التقرير السعودية كشريك محتمل في المستقبل، «ما يسهّل استيراد الهيدروجين و/أو الطاقة المتجددة».