غزة | في الوقت الذي تواصل فيه الهجوم البرّي البطيء على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وبعد أربعة أيام من الانسحاب من مخيم جباليا شمال القطاع، شنّ جيش العدو، أمس، عملية جوية وبرّية استهدفت مخيمات المنطقة الوسطى، وتحديداً النصيرات والمغازي والبريج. وفي المخيم الأخير، نفّذت الطائرات الحربية، وفق بيان لجيش الاحتلال، «غارات بتوجيه استخباري دقيق، وبدأت القوات البرية تتقدّم لتنفيذ عملية دقيقة بتوجيه استخباري». وسُجّل، في مدن ومخيمات المنطقة الوسطى، يوم حافل بالغارات، حيث نفّذت طائرات الاحتلال العشرات من الغارات والأحزمة النارية، كما ارتكبت الطائرات المُسيّرة عدداً من المجازر التي راح ضحيتها العشرات من النساء والأطفال. كذلك، اغتال جيش العدو 10 من كوادر الأجهزة الأمنية في مدينة دير البلح.أما في محور القتال في حي الصبرة في الجنوب الشرقي لمدينة غزة، فاستمرت محاولات «تطهير» المنطقة التي يُعتقد أنها منطلق قذائف الهاون التي تضرب «محور نتساريم»، فيما اصطدم جيش العدو بمقاومة شرسة ونوعية، حيث أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها أبلغوا عقب عودتهم من خطوط القتال، أنهم تمكّنوا من استدراج قوة خاصة قوامها 15 جندياً إلى منزل مفخّخ، وقالت إنهم استخدموا عبوة مضادة للأفراد وقذيفة من نوع «تي بي جي» قبل أن يستهدفوا وحدة النجدة التي جاءت لمساندة القوة، بقذيفة «ياسين 105» أصابت دبابة «ميركافا». كذلك، أعلنت «سرايا القدس» أنها قصفت مقر قيادة وسيطرة العدو في «محور نتساريم» وموقع أبو عريبان في المنطقة الوسطى، بوابل من قذائف الهاون.
وفي محور القتال الرئيسي في مدينة رفح، لا تزال دبابات العدو تراوح في مربع سيطرتها الفعلية على القسم الشرقي من عمق المدينة، وتحديداً مناطق بلدية رفح ودوار العودة وخربة العدس. وعلى رغم أنها أسقطت مساحات واسعة من حي تل السلطان بالنار، إلا أنها لم تتمدّد أفقياً في المناطق الغربية من المدينة.
وفي مقابل ذلك، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تمكّنها من تنفيذ عدد من المهمات القتالية، إذ قالت «سرايا القدس» إن مقاوميها تمكّنوا من قصف قوات العدو المتوغّلة في محيط تل زعرب غرب مدينة رفح، بوابل من قذائف الهاون النظامية. وذكرت «كتائب القسام»، بدورها، أنها استطاعت تفجير دبابتين وحفّار في مخيم يبنا في رفح بقذائف «الياسين 105»، فيما نشرت «السرايا» أيضاً مشاهد تُظهر مقاوميها وهم يطلقون قذائف الهاون في محاور التقدم في المدينة.