غزة | سُجّل، أمس، تصاعد كبير في العمل الميداني على كل محاور القتال في قطاع غزة. فإلى جانب العملية المستمرة في شرق وغرب مدينة رفح جنوبي القطاع، توغّل جيش العدو مجدداً في الأطراف الجنوبية لأحياء الصبرة والشيخ عجلين والزيتون في مدينة غزة، وتلك آخر نقاط التماس المأهولة مع «محور نتساريم» في وسط القطاع، الذي لم يعش يوم هدوء واحداً منذ أن قرّرت المقاومة تركيز الضغط عليه. وحتى في خضمّ العملية البرية في حي الزيتون، والتي انتهت قبل يوم واحد من بدء عملية مماثلة في مخيم جباليا، في نهاية الثلث الأول من الشهر الماضي، استطاعت المقاومة، طوال سبعة أيام من التوغّل في مناطق واسعة من الحي، مواصلة إطلاق الرشقات الصاروخية التكتيكية وقذائف الهاون في اتجاه المحور الذي حوّلته من ورقة ابتزاز قوية بيد جيش الاحتلال، الذي قسّم عبره القطاع إلى قسمين، ومنع النازحين من شمال القطاع إلى الجنوب من العودة إلى منازلهم، إلى أكبر الأعباء الميدانية، التي أجبرت العدو على تنفيذ عمليات تلخَّص هدفها في صناعة طوق أمني في شمال نقطة «نتساريم» وجنوبها، تمنع الأذرع العسكرية للفصائل من تنفيذ هجمات الاستنزاف والمشاغلة.ورصدت «الأخبار»، طوال الأشهر الثلاثة الماضية، تنفيذ جيش العدو سبع عمليات توغّل ميدانية في أحياء النصيرات جنوب وادي غزة، والشيخ عجلين والصبرة والزيتون ومدينة الزهراء، شمال الوادي. ومُني العدو، في تلك العمليات، بخسائر بشرية منحت المقاومة صورتي إنجاز، الأولى هي تدمير الآليات وزيادة الخسائر البشرية؛ والثانية، وهي الأهم، استمرار إطلاق قذائف الهاون وتنفيذ عمليات القنص، حتى في خضمّ المهام الميدانية التي تهدف إلى تقليص المخاطر، والتي قامت بها حامية ذلك المحور. وأمس، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عن تنفيذ سلسلة من العمليات القتالية في محور التوغّل في الأطراف الجنوبية من حي الصبرة ومحيط الكلية الجامعية، إذ قالت «كتائب القسام» إن مقاوميها تمكّنوا من استهداف قوة راجلة كانت تتحصّن في أحد المنازل في محيط الكلية الجامعية، بقذيفة مضادة للأفراد، كما استهدفوا جرافة «دي ناين» بقذيفة «تاندوم» مضادة للدروع، في المحور نفسه. كذلك، ذكرت «كتائب المجاهدين» أن مقاوميها قصفوا «محور نتساريم» بعدد من قذائف الهاون.
الأمر الآخر اللافت في المشهد الميداني، أمس، هو نشر المقاومة، عبر إعلامها، عدداً من المهمات القتالية التي نفّذها مقاتلوها سابقاً في مخيم جباليا، ولم تسمح الأوضاع الميدانية بتواصل من كانوا منهم في العقد القتالية، مع وحدات الإعلام، لنشرها في وقتها. لذا، تأجّل الإعلان عنها ونشر توثيقها المصوّر حتى الوقت الذي انسحبت فيه قوات العدو من المخيم. ونشر «الإعلام العسكري لكتائب القسام» مشاهد تظهر المقاومين وهم يقومون بتشريك وتفخيخ منزل، وقعت فيه قوة إسرائيلية راجلة في كمين محكم. ووفقاً للمشهد المصوّر، استدرج المقاومون قوة من جيش الاحتلال إلى مسرح التنفيذ، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. كما نشر «الإعلام العسكري» توثيقاً لعملية أخرى، أوقع فيها المقاومون قوة خاصة في كمين محكم داخل أحد المنازل. ووفق «كتائب القسام»، جهّز المقاتلون عبوة أفراد «تلفزيونية» ولغماً من مخلّفات العدو من نوع «تي ناين»، وفور دخول القوة إلى المنزل المفخّخ، انفجرت بها الألغام والقنابل، ما أوقع جميع أفرادها بين قتيل وجريح، فيما تحوّل أحد الجنود إلى أشلاء من أثر الانفجار. كذلك، نشر «الإعلام العسكري» مقطعاً ثالثاً أظهر التحام المقاومين مع جنود الاحتلال وآلياته في شوارع مخيم جباليا. كما نشر «الإعلام الحربي لسرايا القدس» مشاهد أظهرت استهداف مقاومي السرايا بالاشتراك مع مقاومي «ألوية الناصر صلاح الدين»، مجموعة من جنود العدو المتحصنين داخل أحد المنازل في المخيم. وفي محور شمال القطاع ذاته، أعلنت «سرايا القدس» بالاشتراك مع «مجموعات عمر القاسم» قصف مستوطنة سديروت برشقة صاروخية.
وفي محور القتال الرئيسي في مدينة رفح، سُجّل، أمس، تنفيذ المقاومة سلسلة من العمليات القتالية ذات الطابع النوعي. فإلى جانب إعلانها استهداف عدد من الدبابات وإطلاق رشقات من الصواريخ وقذائف الهاون في اتجاه تحشّدات العدو، قالت «كتائب القسام» إن مقاوميها فجّروا منزلاً مفخّخاً بقوة راجلة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح بالقرب من مفترق زلاطة شرق منطقة الشوكة في رفح. كما أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها تمكّنوا من تفجير حقل ألغام بقوة صهيونية متمركزة داخل موقع كتيبة الشهيد محمد أبو شمالة، في حي تل السلطان، غرب رفح. كذلك، أكّدت كل من «سرايا القدس» و«كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» و«ألوية الناصر صلاح الدين» تنفيذ عدد من المهمات القتالية التي تنوّعت ما بين إطلاق الصواريخ التكتيكية وقذائف الهاون على تحشّدات العدو جنوب رفح وغربها.