القاهرة | فشل الاجتماع الثلاثي الذي عُقد في القاهرة، أمس، بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين وأميركيين لمناقشة إعادة تشغيل معبر رفح من الجانب المصري، في ظلّ اشتراط مصر لإعادة فتحه، الانسحاب الإسرائيلي من الجهة الفلسطينية للمعبر. وقال مصدر مصري، في تصريحات رسمية وُزِّعت على وسائل الإعلام، إن بلاده لا تزال متمسّكة بـ"رفض الاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية على المعبر، بالإضافة إلى اشتراطها دخول 350 شاحنة يوميّاً على الأقل إلى داخل قطاع غزة". لكنّ مصدراً مسؤولاً، لفت، في حديثه إلى "الأخبار"، إلى أن "مناقشات موسّعة ومعمّقة جرت، وطُرحت خلالها عدة أفكار لإعادة العمل بمعبر رفح، ومن بينها تسلم السلطة الفلسطينية المعبر، حيث يسهل وصول أفرادها إليه سواء من طريق مصر أو إسرائيل، مع اشتراط الأخيرة مراجعة الأسماء التي تدخل إليه وتخرج منه". وأضاف المصدر أن الوفد الإسرائيلي سيتوجّه إلى تل أبيب وربّما يعود إلى القاهرة قريباً جداً، على أن تُستكمل الاتصالات الثلاثية إلى حين التوصُّل إلى آلية محدّدة، علماً أن أطرافاً أوروبيين دخلوا على خطّ الوساطة، على اعتبار أن أحد الاقتراحات يطالب بوجود الاتحاد الأوروبي عند المعبر كمراقب.وفيما يضغط الوسطاء للتوصل سريعاً إلى اتفاق تهدئة والبدء في عملية تبادل الأسرى وإدخال المساعدات، يرى مسؤولون مصريون أن إصرار إسرائيل على عدم وجود أيّ دور مستقبلي لحركة "حماس" في غزة سيمثّل العائق الرئيسي أمام ذلك، فيما تُبذل محاولات مصرية - قطرية لإيجاد وضع وسطي عنوانه سيطرة فلسطينية على القطاع. ويوضح المصدر المصري أن جزءاً من الاتصالات الجارية "مرتبط بالمصالحة الفلسطينية، وكيفية التوفيق بين السلطة والمقاومة على صياغة لإدارة غزة في المستقبل القريب"، لافتةً إلى أن "الصياغة الأميركية المقترحة للهدنة لا تتضمّن بشكل حاسم ضمانات بعدم تجدُّد الحرب. ولهذا، تخشى مصر الانخراط في مفاوضات بلا جدوى، إلى حين انتهاء إسرائيل من تسلّم أسراها، قبل أن تعاود استهداف القطاع". وفي هذا الإطار، يؤكد المسؤول المصري أن "المخاوف لا تزال موجودة بالفعل ولا توجد ضمانات لوقف الحرب، لكن في المقابل تبقى بارقة الأمل الرئيسية في إيقاف الأزمة الإنسانية في غزة ووقف العدوان ولو بشكل مؤقّت"، مبيّناً أن "الضمانات الأميركية مرتبطة بتعهدات شفهية، في ظلّ تصريحات رسمية إسرائيلية ترفض الوقف الدائم لإطلاق النار".
وفي هذا الوقت، استأنفت مصر، أمس، عملية إسقاط المساعدات من الجوّ، بالتنسيق مع الإسرائيليين، فيما لا يزال تدفُّق المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم يواجه صعوبات جوهرية مرتبطة بعرقلة إسرائيلية واضحة.