المخزون اللوجستي للمقاومة كبير جداً ويستمر بناؤه منذ عام 2005
أما من الناحية اللوجستية، فالحديث لا يجري عن معركة تمّ الإعداد لها قبل عام أو عامين، وإنما عن مخزون لوجستي يستمر بناؤه منذ عام 2005، حيث لم تتوقّف مذّاك ورش التصنيع عن إنتاج البدائل وتطوير الأدوات القتالية التي تناسب طبيعة الميدان. وأظهرت بقايا الأسلحة المستخدمة في المعركة، أن هناك أجيالاً من العبوات الناسفة، لمع نجمها في ذروة الانتفاضة الثانية عام 2002، استُخدمت خلال التصدّي للتوغل الأخير في جباليا. ويقدّر مصدر مقرّب من المقاومة، تحدّث إلى «الأخبار»، أنه منذ عام 2012، سُجلت نقلة نوعية في خبرات التصنيع وكمية ما يمكن إنجازه في اليوم الواحد. ويلفت إلى أن معامل المقاومة عملت على نحو يومي، على مراكمة كميات كبيرة من السلاح المحلي، من مثل قذائف الهاون والعبوات الناسفة والصواريخ القصيرة، وأيضاً قذائف الـ«تاندوم» والـ«تي بي جي»، ما يعني أن مجمل ما استخدمته المقاومة خلال ثمانية أشهر من القتال، لا يتجاوز ما صنعته خلال عامين ونصف عام على الأكثر. هذا كله بالإضافة إلى ما استطاعت تهريبه من منافذ القطاع المختلفة.
على الصعيد الميداني، وعلى رغم أن قوات الاحتلال وسّعت تمدّدها وانتشارها الميداني في العمق الشرقي في مدينة رفح، ولا سيما أحياء خربة العدس ومحيط دوار العودة وبلدية المدينة، والأطراف الغربية منها، وتحديداً حي تل السلطان، فإن بلاغات المقاومة تشير إلى أن جيش العدو لم ينته من "تطهير" الأحياء الشرقية من المدينة، وتحديداً شارع جورج ومناطق مسجد التابعين وحي الشوكة والسلام. وشهد اليومان الماضيان تنفيذ العشرات من المهمات القتالية، التي تنوّعت ما بين تفجير الدبابات والعبوات الناسفة وتنفيذ الكمائن القاتلة، وقذائف الهاون والصواريخ التكتيكية. كما أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة المختلفة عن نحو 44 مهمة قتالية تمّ تنفيذها خلال 72 ساعة، فيما اعترف جيش الاحتلال بإصابة 46 جندياً، إصابات 4 منهم بالغة الخطورة.