بغداد | تؤكّد «المقاومة الإسلامية في العراق» أن عملياتها ضد أهداف إسرائيلية، وآخرها فجر أمس، إذ قصفت هدفاً حيوياً في مدينة «إيلات» على البحر الأحمر، تأتي بتنسيق كامل مع باقي فصائل محور المقاومة، وهو ما جرى بحثه في اجتماعات بين الفصائل استمرت أياماً في طهران. وكشفت مصادر في «المقاومة الإسلامية» أنّ الاجتماعات التي عُقدت على هامش تشييع الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، ورفاقه، جرت على مستوى قيادات الصف الأول، وتركزت على التنسيق بين فصائل المحور في مختلف جبهات المساندة لقطاع غزة، ولا سيما العراق ولبنان واليمن. وأضافت المصادر، في حديث إلى «الأخبار»، أن الاجتماعات جرت بحضور قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قآاني، ونائب الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، ورئيس الوفد اليمني المفاوض، محمد عبد السلام، والأمين العام لـ«كتائب حزب الله في العراق»، أبو حسين الحميداوي، والأمين العام لـ«حركة النجباء»، أكرم الكعبي، ونوقشت فيه آخر التطورات الإقليمية وأبرزها الحرب على قطاع غزة وآلية المواجهة ومحاصرة العدو عبر شن عمليات عسكرية ضده. وتابعت أنّ «الموقف النهائي الذي خلصت إليه الاجتماعات هو مواصلة التصعيد حتى هزيمة إسرائيل ووقف إطلاق النار، والتعاون بين أذرع المقاومة في المنطقة عبر غرفة عمليات مشتركة لتقديم تقارير دورية حول ما يتعلّق بالأحداث الجارية، ومساندة المقاومة الإسلامية في فلسطين».
وكانت نقلت منصات عراقية عن وسائل إعلام إيرانية أن الاجتماعات أجريت أيام 23 و24 و25 و26 من شهر أيار الماضي، للتأكيد على إدارة المعارك بمشاركة جميع الفصائل المسلّحة، فضلاً عن مجابهة الأطراف الداعمة لإسرائيل، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي لديها مواقع ومراكز في مختلف دول المنطقة. وفي هذا السياق، يؤكد القيادي في فصائل المقاومة العراقية، علي الحميداوي، أنّ «الاجتماعات لم تنقطع بين أطراف محور المقاومة منذ بداية عملية طوفان الأقصى، وذلك بهدف تنظيم عمل المقاومة ضد الكيان الصهيوني». ويضيف الحميداوي، في حديث إلى «الأخبار»، أنّ «المقاومة لديها غرفة عمليات مشتركة، لأجل توزيع المهام أولاً، وقراءة الوضع بشكل كامل وما يحدث في غزة ثانياً»، لافتاً إلى أنّ «المقاومة العراقية لديها اتصال مباشر مع المقاومة الإسلامية في فلسطين لغرض دعمها في الحرب». ويؤكد أنّ «عملياتنا لن تنتهي طالما هناك حرب مشتعلة ضد أبناء فلسطين. ونسعى إلى كبح وحشية الاحتلال عبر دكّ معاقله ومحاصرته سواء من لبنان أو اليمن أو من جهة العراق وسوريا. وهناك جهوزية كاملة لدى الجميع لخوض حرب أوسع وأشمل ضد الكيان الاستعماري».
وبدوره، يؤكد المتحدث باسم «حركة النجباء»، حسين الموسوي، «وجود تنسيق عالٍ بين جميع الفصائل التي تنضوي تحت راية المقاومة، لغرض تقييم الوضع في غزة، ثم التصرّف على أساس ذلك، بما هو مناسب للتصدي للاحتلال». ويقول الموسوي، لـ«الأخبار»، إنّ «الأدوار مختلفة، ولكلّ فصيل رؤية ودور في تأدية واجبه الجهادي»، مشيراً إلى أنّ «المقاومة العراقية لديها دور بطولي واضح، وذلك عبر غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل فصائل المحور في كل الدول لإدارة العمليات العسكرية ضد إسرائيل، والمعنية أيضاً بإصدار القرارات المهمة لتقييم ما يحدث في غزة وكيفية التفاعل معها». ويتابع أنّ «اجتماع قادة المقاومة في طهران ليس بالاجتماع السري، وكان ضرورياً لبحث ملف غزة الذي يُعدّ الأهم بالنسبة إلى الجميع، كون ما تعيشه فلسطين اليوم مأساة حقيقية في ظل سكوت غالبية الدول عن الجرائم الوحشية التي تقترفها إسرائيل منذ أشهر».
وبالفعل، واصلت «المقاومة الإسلامية في العراق»، أمس، قصفها أهدافاً إسرائيلية في داخل فلسطين المحتلة، وأعلنت، في بيان، أنها ضربت فجراً «هدفاً حيوياً في إيلات، بالطائرات المسيّرة». وكانت هذه ثاني ضربة من نوعها في أقل من أسبوع، بعدما أعلنت المقاومة، الثلاثاء الماضي، أنها أيضاً قصفت «هدفاً حيوياً» في المدينة نفسها، من دون أن تحدّد طبيعة هذا الهدف.