التحالف البحري الغربي يواجه تحدّياً صعباً يتمثّل في الغواصات المسيّرة اليمنية
وفي الوقت الذي ترفض فيه الإغراءات، لا تستجيب صنعاء كذلك للتهديدات، ولا سيما أن الحرب معها أثبتت أنها تنطوي على صعوبات كبيرة بالنسبة إلى القوات البحرية والجوية الغربية. وفي هذا السياق، كشف «مركز الأمن البحري الدولي» (CIMSEC)، في تقرير، أن «التحالف البحري الغربي في البحر الأحمر يواجه تحدّياً صعباً، يتمثّل في الغوّاصات المسيّرة اليمنية، لأن العمليات البحرية الغربية مصمّمة في المقام الأول لمواجهة التهديدات السطحية والجوية»، لافتاً إلى أن «ظهور تهديد تلك الغواصات يستلزم إعادة تقييم شاملة لاستراتيجيات الدفاع البحري وتكتيكاته المستخدمة في البحر الأحمر». وأوضح التقرير أن «تأثير الغوّاصات المسيّرة اليمنية يمتدّ إلى ما هو أبعد من الأضرار المحتملة للسفن الفردية، ويعدّ أمراً مدمّراً». وأضاف أن «عملية اكتشافها، بالقدرات العسكرية الحالية، مع وجود البيئة الصوتية للشحن البحري في البحر الأحمر، تُعدّ معقدة»، وأن «هذا التهديد يمثّل تذكيراً صارخاً بالحاجة إلى التكيّف المستمر والابتكار في مجال الحرب البحرية»، لافتاً إلى أن «أزمة البحر الأحمر بمثابة لحظة محورية، تقدّم دروساً في الأمن البحري».
على خط مواز، ذكرت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية، أمس، أنها تلقّت تقريراً عن محاولة اختطاف فاشلة لسفينة على بعد 195 ميلاً بحرياً إلى الشرق من عدن. ونقلت عن ربّان السفينة القول إن زورقاً صغيراً اقترب منها، وكان على متنه خمسة أو ستة مسلحين ومعهم سلالم لاعتلائها. وقالت الهيئة، في بيان، إن المسلحين أطلقوا النار أولاً على السفينة، لكنّ فريقاً أمنياً على متنها ردّ بإطلاق النار أيضاً، ما أجبر الزورق على التراجع. وأضافت أن ما بلغها يشير إلى أن السفينة وطاقمها بخير، وأنها متجهة إلى الميناء التالي. وبحسب ما نقلته وكالة «رويترز» عن مصادر في قطاع الملاحة البحرية، فإن قراصنة في المنطقة ربما شجّعهم الوضع الأمني على استئناف نشاطهم، واستغلال الفوضى الناجمة عن المعارك البحرية الدائرة في المنطقة لمحاولة الاستيلاء على سفن تجارية.