يبدو أن دولاً عربية تحاول، عبر التواصل مع واشنطن وتل أبيب، تجنّب توسع المعركة
ويأتي ذلك فيما يسود اعتقاد لدى الأميركيين، بحسب ما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي، أن «إيران سترد على أي ضربة إسرائيلية كبيرة ومعلنة على أراضيها»، وأنه «سيكون من الصعب للغاية عندها، تكرار النجاح الذي حقّقناه في إحباط هجوم إيران، وإسرائيل تعرف ذلك». وانطلاقاً من الرؤية نفسها، طالب «وزراء في الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، بالتمهّل في الردّ على إيران، وانتظار تشكيل حلف في المنطقة ضدها». وبحسب ما نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مصدر مطّلع، فإن «ضغوطاً دوليةً كبيرة، تمارس على إسرائيل من أجل منعها من الردّ على إيران»، وإنه «يتمّ طرح مبادرة لفرض مزيد من العقوبات على طهران كبديل للرد الإسرائيلي». كذلك، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «وزيري خارجية بريطانيا وألمانيا سيزوران إسرائيل من أجل الضغط عليها لعدم الرد على إيران».
ويبدو أيضاً أن دولاً عربية أخرى تحاول، عبر التواصل مع واشنطن وتل أبيب، تجنّب توسع المعركة، لما سيكون له من تداعيات خطيرة وكبيرة على عموم المنطقة. وفي هذا السياق، كشفت قناة «كان» العبرية، أن إسرائيل أبلغت بعض الدول العربية، بأن «ردّنا على إيران لن يعرّضكم للخطر في حال وقوعه»، وذلك في أعقاب تعبير هذه الدول عن مخاوفها من اعتبارها متعاونة مع الكيان. وعلى المقلب الإيراني، أشار الرئیس إبراهیم رئيسي، خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر، تميم بن حمد، إلى أن «عملية (الوعد الصادق)، تمّت بنجاح بهدف معاقبة المعتدي»، محذّراً من أن «أقل عمل ضد مصالح طهران سيقابل برد هائل وواسع النطاق ومؤلم ضدّ جميع مرتكبيه». واعتبر رئيسي أن «القضية الراهنة الأهمّ في المنطقة، وحتى العالم، هي استمرار الإبادة الجماعية الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة». ووصف قصف إسرائيل للقنصلیة الإیرانیة في دمشق بأنه «مؤشّر إلى يأس الکیان بسبب عدم تحقيق أغراضه في مهاجمة غزة».
في المقابل، اعتبر وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن «إيران فشلت في الهجوم علينا، وستفشل في ردع إسرائيل»، مضيفاً أن «أجواء الشرق الأوسط مفتوحة أمام طائراتنا، وأي عدو سيقاتلنا سنعرف كيف نضربه أينما كان». وتابع أن «الإيرانيين لن يتمكّنوا من تطبيق معادلة ردع مختلفة ضدّنا». ويأتي ذلك فيما اجتمع مجلس وزراء الحرب، للمرة الثالثة، لاتخاذ قرار بشأن الردّ على إيران، بحسب ما أفاد به مصدر إسرائيلي صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تعتقد أنه لا يوجد أي ضرر في إبقاء إيران في حالة تخمين من خلال تأخير الرد المحتمل»، مضيفاً أن الرد قد يكون «داخل إيران أو خارجها». لكنّ مسؤولاً إسرائيلياً قال لوسائل الإعلام العبرية إن «احتمال توجيه ضربة انتقائية كبيرة إلى إيران، يتضاءل مع مرور الوقت»، في حين أشار مسؤول آخر إلى أن «مجلس الحرب يأخذ في الاعتبار مخاوف واشنطن من المبالغة في الرد».