بغداد | مع امتداد فترة التفاوض بين الولايات المتحدة والعراق بشأن إنهاء مهمة قوات «التحالف الدولي»، عبّرت فصائل المقاومة عن ضيقها من الغموض الذي يكتنف تلك المحادثات، وإن كانت أكدت أنه ليس من مصلحتها، في الوقت الحالي، استئناف عملياتها ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا، وأنّ استهداف المنشآت الحيوية في الأراضي المحتلة، في المقابل، سيَدخل مرحلة جديدة من ناحية استخدام أسلحة متطوّرة، ونوعية الأهداف التي ستكون تحت نيرانها. ويأتي ذلك فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر كبير في الحكومة العراقية قوله إن المحادثات الأميركية - العراقية قد تستمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني المقبل.وكانت وافقت المقاومة العراقية على وقف عملياتها ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، إلا أنها لم توقفها ضد إسرائيل. وهي نفّذت، خلال شهر واحد، سلسلة عمليات بالطائرات المسيّرة، من بينها استهداف مصافي النفط في حيفا ومحطة الكهرباء في مطار المدينة، وكذلك قاعدة معلومات إسرائيلية شمال الجولان السوري المحتل. كما استهدفت ثكنة عسكرية في مطار «روش بينا» في الجليل الأعلى. وأكدت المقاومة، في وقت سابق، أنّها أخذت على عاتقها تحقيق هدفين، هما تحرير العراق من الاحتلال الأميركي، ودعم فلسطين المحتلة في معركتها المقدّسة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وفي كانون الثاني الماضي، كشف الأمين العام لـ«كتائب سيد الشهداء»، أبو آلاء الولائي، الشروع في المرحلة الثانية من العمليات العسكرية، تزامناً مع استهداف الولايات المتحدة قوات المقاومة، موضحاً أن هذه المرحلة تتضمّن إطباق الحصار على الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط، بالإضافة إلى إخراج موانئ الاحتلال عن الخدمة.
وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر في المقاومة، لـ«الأخبار»، أن «عملياتها العسكرية ستبقى مستمرة ضد المواقع الموجودة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال شهر رمضان، ضمن خطة محاصرة العدو وإرباكه بهكذا هجمات دقيقة ومباشرة». وتضيف المصادر أن «المرحلة الثانية من العمليات حقّقت هدفها معنوياً وعسكرياً. ولذا، سننتقل إلى مراحل جديدة، وربما نستهدف محطات ومنشآت لها تأثير حيوي، فضلاً عن تنفيذ هجمات في البحر الأبيض المتوسط، وكذلك الأحمر لإيقاف دعم الولايات المتحدة للاحتلال ضد أهالي قطاع غزة».
أما عن تعليق عمليات المقاومة في العراق، فيرى قيادي في «كتائب حزب الله»، تحدّث إلى «الأخبار» مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنه «ليس من مصلحة المقاومة في الوقت الحالي استئناف عملياتها ضد القواعد الأميركية، وهذا ليس استسلاماً أو تماشياً مع المزاج الأميركي». ويلفت إلى أن «عمليات المقاومة ونشاطاتها العسكرية لدعم غزة لا تتوقّف، وأن الحكومة العراقية قد تعهّدت بهذه المباحثات مع الجانب الأميركي، على رغم أننا نعرف كذب الولايات المتحدة وربما من الصعب تصديق سيناريو خروجها». ويضيف أن «المقاومة وضعت توقيتات زمنية أمام الحكومة للالتزام بها لإخراج قوات الاحتلال، وإذا بقيت المفاوضات غامضة وبلا تفاصيل تعلن عنها اللجنة العسكرية، سوف نعود إلى خيار التصعيد». ويشير إلى أنّ «كتائب حزب الله» «لديها خطة عمل متكاملة تتحرّك من خلالها لتنفيذ عملياتها ضد الاحتلال الأميركي. ولا نحيد عن هدفنا وهو تكبيد المحتل خسائر كبيرة وهزيمته ثأراً للشهداء، وآخرهم أبو باقر الساعدي الذي لا زالت جراحنا تنزف عليه».
أما عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، مهدي تقي، فشير إلى أن «الحوار العراقي مع الولايات المتحدة مستمر، ونحن نتابع عمل اللجنة العسكرية، وطلبنا من الحكومة أيضاً أن توافينا بما يحدث من مفاوضات وخاصة التي تتعلق ببقاء قوات التحالف». ويبيّن تقي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «المحادثات تجري على عدة مراحل ولها توقيتات محدّدة، ونحن نتابع هذه المحادثات انطلاقاً من حرصنا النيابي والوطني، تلافياً للتأخير والتسويف اللذين قد تتقصّدهما واشنطن». ويشدّد على أن «الحكومة من واجبها أن تلتزم بالمطالب الشعبية وإرادة المقاومة التي تهدف إلى إنهاء الوجود الأجنبي، ويجب أن تكون هناك وثيقة كاملة تتحدّث عن تفاصيل المباحثات وإلى أين وصلت تحديداً».