العدو يتحمّل مسؤولية عدم التوصّل إلى اتفاق، ويتهرّب من إعطاء أي التزامات
كما أكد أن «حماس» تتابع ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي، وأنها «معنية أكثر من أي وقت مضى بوحدة الشعب الفلسطيني»، مبيّناً أن «هذا يترتب على ثلاثة مستويات: الأول المستوى القيادي وإعادة بناء المرجعية الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية عبر الانتخابات لمجلس وطني فلسطيني، والمستوى الثاني هو الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني بمهمات محدّدة، ولفترة زمنية مؤقتة، إلى حين إجراء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني، والمستوى الثالث أن نتوافق على برنامج سياسي لشعبنا في هذه المرحلة». وأضاف: «نحن قدّمنا مقاربة سياسية على هذا الصعيد تتمثل في أننا مع إنهاء الاحتلال الصهيوني على أرضنا في الضفة الغربية وقطاع غزة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس مع حق العودة وتقرير المصير».
في المقابل، حدّد رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع مجلة «بوليتيكو»، برنامجه الفعلي للمرحلة المقبلة من الحرب المستمرة على قطاع غزة. وأعلن نتنياهو «(أننا) سندخل إلى رفح، والخطّ الأحمر بالنسبة إلينا هو عدم تكرار هجوم 7 أكتوبر»، مضيفاً «(أننا) نوشك على إنهاء الجزء الأخير من الحرب، والقتال لن يستغرق أكثر من شهرين وربما 6 أو 4 أسابيع». وبالنسبة إلى المفاوضات، قال: «لا أرى أي اختراق في المفاوضات، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون إطلاق سراح الرهائن». أما عن الرؤية الأميركية للحل، فأشار نتنياهو الى أن «الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين بعد 7 أكتوبر لا تريد أن ترى دولة فلسطينية». وفي ما يتعلّق بالجبهة الشمالية، أعاد تكرار الموقف القائل «(إننا) سنعيد مواطنينا إلى بيوتهم في الشمال سواء بالوسائل العسكرية أو الدبلوماسية».
إلا أن ما بدا لافتاً، هو تأكيده أن «إيصال المساعدات بحراً إلى غزة فكرتي، ولا توجد مجاعة في غزة». كما أكّدت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، العبرية، نقلاً عن مسؤول رفيع، أن «نتنياهو طرح على بايدن فكرة إيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر في 22 تشرين الأول»، ثم «طرح ذلك على الرئيس القبرصي في 31 من الشهر نفسه». وفي 19 كانون الثاني، اقترح على بايدن «تشكيل فريق لتفتيش المساعدات في قبرص»، بحسب الصحيفة. وهذا يتساوق مع ما أعلنه وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس، من أن «المساعدات البحرية ستخضع لتفتيش مناسب في قبرص، ولن تصل أي مساعدات من دون أن نفتشها وفق معاييرنا»، مشيراً إلى أن آلية الجسر البحري ستساعد في إنهاء سيطرة «حماس» المدنيّة في شمال قطاع.