«رمضان هذا العام مختلف بشكل كامل عن الأعوام السابقة، الكثير من الناس فقدوا أبناءهم وبيوتهم...»
بدورها، تنهمك الفتاة سندس النميلات (17 عاماً)، بصناعة فانوس رمضان، الذي اضطرّت إلى قضاء ساعات عدّة في إنجازه، مستخدمةً الأوراق، بسبب فقدان فوانيس رمضان المضيئة في الأسواق، فيما إنْ وُجدت، تكون أسعارها باهظة. تستذكر الفتاة أجواء رمضان السابقة، وتقول: "كانت أجواء رمضان حلوة كتير، كنت اجتمع مع أبناء العائلة ونزيّن المنازل والشوارع... كنا نذهب إلى الأسواق لشراء طعام السحور والإفطار؛ لكن اليوم في الحرب تفرّقت العائلة ونزح الجميع إلى الخيام، فلا أجواء لرمضان في غزة ولا أيّ مظهر من مظاهر الفرح". وتضيف: "رغم المجاعة في غزة والحرب والدمار، إلا أنّنا نحاول أن نصنع الفرحة من وسط الألم".
من جانبها، تقول النازحة المسنّة، ميسر ضاهر، من منطقة تل الزعتر شمال غزة: "زيّنت الخيمة بزينة رمضان حتى لا يشعر الأطفال بأجواء الحرب والقتل والدمار فقط، كنت بحاول أفرح الأطفال". وتضيف المسنّة بحرقة: "رمضان هذا العام مختلف بشكل كامل عن الأعوام السابقة، الكثير من الناس فقدوا أبناءهم وبيوتهم ودُمّرت أحلامهم ودُفن أحباؤهم تحت الركام"، علماً أن ميسر فقدت 10 من أفراد عائلتها، هم: شقيقها وأبناؤه وزوجته، ودمّر منزلها بالكامل. وتتابع:
"شعبنا الفلسطيني بطبعه محبّ للحياة. ورغم ما يحدث من قصف ودمار وخراب وفقدان ونزوح، إلا أنّنا مصرّون على الاحتفال برمضان ولن نستسلم مهما كلّفنا ذلك من ثمن".