جُنّ جنون إسرائيل، ومعها راعيتها الولايات المتحدة، من القضية المرفوعة من طرف جنوب أفريقيا، بشأن الحرب المستمرّة على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والتي خلّفت أكثر من 23 ألف شهيد، بينهم أكثر من 10 آلاف طفل، في مجازر يومية لم تتوقّف. واتّهمت بريتوريا، تل أبيب، بارتكاب جرائم «إبادة جماعية» بما يتعارض مع «اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية» لعام 1948، والموقّع عليها من قبل جنوب أفريقيا وإسرائيل، التي لم يتوقّع مسؤولوها ربما أن يحاكَموا يوماً، بتهمة خطيرة للغاية، كارتكاب جريمة «الإبادة الجماعية». وعلى الرغم من أنه يصعب التعويل الجدّي على هذا النوع من الدعاوى والمحاكمات، في نظام دولي مختلّ، بقيادة الولايات المتحدة، لا يزال يحتفظ بموقف «المدافع» عن إسرائيل، بما هي جزء لا يتجزّأ من القوى الغربية، إلا أن حتى المحاكمة «الشكلية» والرمزية للكيان، والتي تخلّل يومها الأول عرض تصريحات ومقاطع فيديو وصور، إسرائيلية المصدر، تُثبت ادّعاء جنوب أفريقيا، أثارت جنون المسؤولين الإسرائيليين، ودفعتهم إلى رفع الصوت عالياً في وجه المحكمة و«الأمم المتحدة».