ويقول رئيس «اللجنة الشعبية» في مخيم نور شمس، نهاد الشاويش، في حديث إلى «الأخبار»، إن جيش الاحتلال «ومنذ بدء عمليته في المخيم الذي اقتحمه من كلّ أطرافه، وهو يداهم البيوت بيتاً بيتاً من دون استثناء»، مضيفاً أنه «يقوم باعتقال الشباب والرجال، واقتيادهم إلى مراكز تحقيق ميدانية، بينما يواصل حصار المخيم عبر نشره قناصة على كلّ المباني العالية المشرفة عليه، وهو ما جعل الحركة مستحيلة». ويشير إلى أن «قوات الاحتلال فرضت منذ اقتحامها المخيم منعاً للتجوال والحركة»، متابعاً أن «العدو يستهدف بشكل خاص منازل المقاومين في المخيم، حيث قام بتفجير بعضها وتدمير أخرى بشكل كبير عبر الجرافات والحرق، إلى جانب الخراب والدمار الكبير لكلّ شيء من بنية تحتية وممتلكات عامة وخاصة، حتى طال الاعتداء حديقة للأطفال أُحرق جزء منها».
وعن عدد الاعتقالات، يوضح الشاويش أن جنود الاحتلال «اقتادوا قرابة 300 شاب ورجل إلى التحقيق، وأن بعضهم جرى اعتقاله، فيما آخرون أفرج عنهم. ولذلك، من الصعب حصر العدد، خصوصاً أن الاعتقالات مستمرة وبازدياد»، لافتاً إلى أن «جيش العدو يمنع من يتمّ الإفراج عنهم من العودة إلى المخيم ويطلب منهم مغادرته، ما اضطرّ هؤلاء إلى المبيت والإقامة في أحد المساجد القريبة من المخيم». ويشير إلى أن «3 جرافات عسكرية ضخمة تعمل منذ أكثر من 40 ساعة على تجريف كل الشوارع الرئيسية والفرعية في المخيم وتحطيمها، بينما قامت قوات الاحتلال بإزالة كل الشوادر البلاستيكية التي نصبها المقاومون بين الأزقة لحماية أنفسهم من طائرات الاستطلاع»، متابعاً أن «المخيم يعيش في دمار حقيقي يطاول كل الأصعدة، سواء البنية التحتية أو المؤسسات الخدماتية، بخاصة أن هذه العملية سبقتها عشرات العمليات التي شهدت كذلك تخريباً وتدميراً واسعين».
المقاومة استطاعت إدامة الاشتباك طوال مدّة الحصار
وعن الواقع الصحي والاجتماعي، يبيّن الشاويش أن «الاقتحام وفرض منع التجوال حدثا بشكل مفاجئ، ما جعل المواطنين محاصَرين في المخيم، وهم يتدبرون أمورهم بما يملكونه في منازلهم، بخاصة أن قوات الاحتلال تمنع أيّ مواطن من الخروج أو حتى فتح الشباك، فالقناصة يطلقون النار بشكل مباشر، والاقتحامات تجري في كلّ الحارات والمنازل». ويختم بأن «المواطنين في المخيم صابرون وصامدون، وهم يدركون أن الاحتلال يهدف إلى تهجيرهم وطردهم، وأن تكثيف اقتحام المخيم والقيام بتدميره هو سياسة هدفها خلق شرخ بين الأهالي والمقاومين». ويكاد لا يمرّ يوم أو يومان من دون أن يشهد مخيم نور شمس، الذي يعيش فيه قرابة 12 ألف نسمة، اقتحاماً واسعاً. ومع ذلك، فإن المقاومة التي تنامت فيه بشكل واضح، استطاعت إدامة الاشتباك طوال وقت الحصار، وتمكّنت، عصر أمس، من تفجير سيارة مفخخة من بعد بقوة من جيش الاحتلال على الشارع الرئيسي في المخيم، وإيقاع قتلى وإصابات فيها، بالإضافة إلى تفجير عبوة بقوة أخرى في حارة المنشية.
في غضون ذلك، شنّت قوات الاحتلال، صباح وفجر أمس، حملة اقتحامات ومداهمات في مدن وبلدات عديدة في الضفة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق أوقعت إصابات في صفوف الشبان، فيما دارت اشتباكات مسلحة في أخرى، كان أبرزها في بلدة صير جنوب جنين، التي اقتحمتها قوات الاحتلال، وحاصرت أحد المنازل فيها لأكثر من 6 ساعات، بحجة وجود مطلوب لديها. وفي أثناء ذلك، منع جنود العدو المواطنين من المرور، ومنعوا مركبات الإسعاف من الوصول إلى المكان المحاصر، وهدّدوا الطواقم بإطلاق النار عليهم، بينما أجروا تحقيقات ميدانية مع عدد من الشبان في القرية، ونشروا القناصة على أسطح المنازل والمباني، قبل أن ينسحبوا من القرية إلى مداخلها من دون أن ينجحوا في اعتقال أحد، فيما أفيد عصر أمس عن وقوع إصابة خطيرة في صفوفهم.
في هذا الوقت، شيّع الفلسطينيون في محافظة طوباس، الشاب أسيد بني عودة من بلدة طمون، والذي استشهد فجر أمس، متأثراً بإصابته الحرجة بالرصاص الحي في الظهر، خلال اقتحام البلدة فجراً، وما رافق ذلك من مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال التي انتشرت في عدّة أحياء، سُمعت فيها أصوات انفجارات قوية في البلدة، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 325 منذ السابع من أكتوبر. كذلك، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في البلدة، طالت قرابة 30 فلسطينياً، بعد أن اقتحمت عشرات المنازل وعبثت بمحتوياتها، واعتدت على سكانها وأخضعتهم للتحقيقات لساعات، لتزداد حصيلة المعتقلين من الضفة منذ عملية «طوفان الأقصى» إلى 5600.