نظمت «حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين»، مهرجاناً جماهيرياً حاشداً في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، بالتزامن مع مهرجانين آخرين عقدا في مدينتي صيدا ودمشق، في لبنان وسوريا.
في غزة، احتشد عشرات الآلاف من المشاركين، بحضور عائلات شهداء معركة «وحدة الساحات» وقادة العمل الوطني والإسلامي. واستعرضت وحدات «سرايا القدس» القتالية، بعض الأسلحة التي استخدمت خلال الجولة الفائتة، مثل قذائف الهاون الثقيلة والصواريخ والأسلحة المضادة للدروع.

وأكد الأمين العام لـ«الجهاد»، زيادة النخالة، في كلمة مباشرة، أن المقاومة المُوحّدة، استطاعت أن تفشل المخطط الإسرائيلي، «إذ ظن الاحتلال (أننا) سنبتلع دماء شهدائنا، ونمضي إلى حياتنا (...) فخرج لهم مقاتلونا، ليعيدوا ترتيب المعادلات مرة أخرى».

وقال النخالة إن «(شعبنا) استطاع أن يمرغ أنف العدو في التراب»، مضيفاً أن «نص الاتفاق، الذي كتبته الحركة بيدها، وفرضت صيغته على الاحتلال، هو أكبر دلالة على أن المقاومة استطاعت إجبار الاحتلال على الاعتراف بندية الفلسطيني».

وسأل النخالة: «منذ متى كانت تقبل إسرائيل أن يكون الفلسطيني نداً لها، يجبرها على وقف العدوان، ويلجم جيشها عن الإجرام؟».

وكشف النخالة أن «الاحتلال ظل يكذب ويزعم أنه انسحب من المفاوضات أكثر من مرة، فيما الحقيقة، هي (أننا) رفعنا أكثر من مرة جلسات المفاوضات. وما قبل اليوم الأخير أجلنا المفاوضات إلى اليوم التالي. وفي اليوم الخامس للعدوان قدمنا نص الاتفاق النهائي، ووضعناه على الطاولة، بعد خمسة أيام من القتال، وقلنا لهم: إما أن يقبل العدو بهذا النص، أو ننسحب من المفاوضات».

بدوره، قال الناطق باسم «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة»، إن الفصائل مجتمعة «أفشلت مخطط رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالاستفراد بحركة الجهاد من خلال سياسة الاغتيالات»، مضيفاً: «كنا أصحاب اليد العليا، والضربة الأخيرة، خلال معركة ثأر الأحرار، ولم نسمح أبداً للاحتلال بالاستفراد وتحقيق مراده، فلا عشنا ولا كنا من دون أن نكون سنداً وكتفاً بكتف أمام دماء القادة والشهداء».

وتابع: «لقد أثبتت المقاومة وسرايا القدس قدرتها على الصمود والثبات، وتحقيق ما وعدت به أمام حرمة الدم الفلسطيني، وكان الرّد واضحاً في القدس وتل أبيب، وفي كل مغتصبات العدو وحصونه».

وأكد أن «ما تكتم عنه العدو أضعاف أضعاف ما بدا عبر شاشات التلفزة ووسائل الإعلام»، محذراً من «أية عملية اغتيال أو حماقة، فنحن عند وعدنا وعهدنا بالرّد بكل قوة في عمق العدو وبشكل موحد وبلا أي تردد، وقد خبرنا العدو جيداً».

الحفل الذي عقد في القطاع عصر اليوم الجمعة، حضرته قيادة حركة «حماس» و«الجبهة الشعبية» و«الجبهة الديموقراطية» و«لجان المقاومة الشعبية» و«حركة المجاهدين».

وقال عضو المكتب السياسي في «حماس»، صلاح البردويل، إن «سرايا القدس خاضت معركة ثأر الأحرار لتكرس معادلة الردع التي فرضتها المقاومة الفلسطينية خلال معركة سيف القدس ضد العدو الإسرائيلي».

ورأى أن تسيير العدو لـ«آلاف جنود الاحتلال المدججين بالسلاح في مدينة القدس ومدينة اللد المحتلتين لحماية مسيرة الأعلام» دليل واضح على «عدم تمكنه من ردع المقاومة الفلسطينية».

وللقادة العرب المجتمعين في جدة، قال البردويل إن «هناك قمة عربية في جدة، لكن في الحقيقة هي أن لا قمة فوق قمة السلاح والمقاومة والوحدة، القمة الحقيقية هي قمة مهرجان ثأر الأحرار».