بعدما كان يناظر الإسرائيليون عبر وسائل الإعلام أن المقاومة الفلسطينية هي التي تخرق التهدئة الإنسانية التي تطلبها الأمم المتحدة، في الأمس أعطى الاحتلال هدنة لأربع ساعات من طرف واحد ما لبث أن خرقها بنفسه بداية في خانيونس جنوب غزة بغارة قتلت وأصابت عدداً من الفلسطينيين، ثم أتبعتها بمجزرة في سوق حي الشجاعية (شرق) على مرحلتين: الأولى استهداف السوق مباشرة، والثانية استهداف طواقم الإسعاف والصحافيين الذين أتوا لتغطية الحدث وإنقاذ المصابين كما بثت شاشات التلفزة هذا المشهد الذي راح ضحيته سبعة عشر شهيداً.
تلا ذلك مجزرة أخرى في جباليا (شمال) أدت إلأى استشهاد ثمانية وعدد من الإصابات.
هي ليست المجزرة الأولى، فصباح أمس قصفت إسرائيل نحو خمسة منازل لتقتل عائلات بأكملها، ثم استهدفت مباشرةً مدرسة تابعة لوكالة الغوث (الأونروا) في جباليا، وتؤوي نازحين، مخلفة سبعة عشر شهيداً جلهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى نحو خمسين إصابة. قبل ذلك وبعده كان قصف البيوت متواصلاً ليحصد عشرات الشهداء، لتكون حصيلة العدوان منذ ساعات فجر أمس حتى منتصف الليل 129 شهيداً وأكثر من 400 جريح، وبذلك تكون النتيجة الإجمالية للحرب في يومها الرابع والعشرين حتى الموعد نفسه 1359 شهيداً و7677 جريحاً.
ويبقى العدد مرشحاً للازدياد، ولا سيما مع تواصل انتشال بعض الجثث من تحت الأنقاض. كذلك لم يسلم الأطفال في أول أيام العيد (الاثنين والثلاثاء) من المجازر الإسرائيلية والقصف الذي طاول عدداً من المساجد والمقارّ الحكومية وبيت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية.
كل هذا الجنون نجم عن الألم الذي تلقاه جيش الاحتلال في عدة مناطق من توغله البري في القطاع، فمنذ الصباح أعلنت سرايا القدس (الجهاد الإسلامي) أن مقاوميها تمكنوا من إيقاع قوة خاصة من لواء جفعاتي في كمين محكم شرق خانيونس داخل منزل جرى تفخيخه ثم تفجيره، مؤكدة وقوع عدد من القتلى والجرحى.
بعد ذلك أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام (حماس) أنها نفذت عملية نوعية في منطقة الفراحين (شرق خانيونس أيضاً) بعد استدراج وحدة إسرائيلية خاصة تعدادها ما بين (15-20) جندياً إلى منزل مفخخ بـ12 عبوة برميلية، «ثم جرى تفجير المنزل ليصبح أثراً بعد عين». وبدأ لاحقاً الاحتلال قصفاً جنونياً في المنطقة لسحب جنوده ثم اعترف بمقتل ثلاثة وإصابة 27 بإصابات متفاوتة. وسبق ذلك اعتراف إسرائيلي بوصول تسع إصابات إلى مستشفى «برزلاي» في عسقلان جراء اشتباكات في غزة، ومع منتصف الليل عاود الاحتلال الاعتراف بـ70 إصابة، منها عشر جنود في حال الخطر.
هاتان العمليتان ترافقتا مع عمليات برية أخرى أعلنت عنها الفصائل كافة بين استهداف للمدرعات بالعبوات والقذائف المضادة للدروع وقنص الجنود إضافة إلى تواصل إطلاق الصواريخ على المدن المحتلة، رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الحرب.
ورداً على مجزرة الشجاعية، كثفت المقاومة صلياتها الصاروخية، وخاصة على مدينة تل أبيب (أربعة صواريخ M75) وأسدود وعسقلان، وتجمع مستوطنات «أشكول»، كذلك ركزت صلياتها على مواقع عسكرية كمستوطنة «العين الثالثة» وموقع «كيسوفيم» و«أبو مطيبق». وتميز استهداف المواقع والحشود العسكرية باستخدام قذائف الهاون التي أثبتت نجاعتها في إصابة الجنود.
كذلك أعلنت كتائب القسام أن عناصرها تمكنوا «في تمام الساعة 18:50 من استهداف عربة الهندسة الخاصة بتدمير الأنفاق أمولوسيا المحملة بالمتفجرات السائلة شرق جحر الديك بصاروخ كورنيت، ما أدى إلى تدميرها وإبادة ما كان حولها من الآليات وضباط وجنود وحدة الهندسة». وأضافت أنها قصفت تجمعاً للآليات شرق التفاح بـ40 قذيفة هاون، بالإضافة الى قصف تجمع الآليات شرق الوسطى بـ5 صواريخ 107.
(الأخبار)