بدأت طائرات الاحتلال الإسرائيلي موجة قصف جديدة مساء اليوم، استهدفت عدة مواقع في قطاع غزّة، وبدأت باستخدام الطائرات المسيّرة قبل انطلاق عدة غارات للطائرات الحربية.
جاء ذلك فيما يواصل كيان الاحتلال، منذ ثلاثة أيام، وعيده الإعلامي حول البالونات الحارقة، التي استهدفت غلاف غزة وأدت إلى اندلاع أكثر من 40 حريقاً، تحت مسميات «مصادر أمنية وعسكرية» لقابلية تدهور مساعي وقف إطلاق النار والدخول في عدوان جديد.

واستهدف طيران الاحتلال موقعاً في بيت لاهيا بعدد من الصواريخ، كما قصف موقع الادارة المدنية شرق جباليا شمالي القطاع، إلى جانب استهداف أرض زراعية فارغة مقابل استراحة الحرية غرب مدينة غزة؛ وقبلها أغارت طائرات مسيّرة على موقع الخيل بين خانيونس ورفح.

ولم يوقع القصف الإسرائيلي حتى ساعة كتابة هذا التقرير أية إصابات في صفوف المدنيين ولا مقاتلي المقاومة الفلسطينية.

ونقل موقع «يسرائيل هيوم» العبري، عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي قولهم إن «هجمات الليلة مهمة، والخطوة التالية هي استئناف القتال الآن»، فيما أفاد موقع «مفزاكي راعام» بأنه «من المتوقع إطلاق صواريخ، على إسرائيل، رداً على توسيع نطاق الرد للجيش».

ويحمل هذا «التصعيد» في طيّاته عدداً من الرسائل. إحداها تستهدف سكان مستوطنات الغلاف في مسعىً لتهدئتهم. إذ نقل موقع «والا» العبري عنهم، مطالباتهم الحكومة الجديدة بإيجاد حل فوري لهذه القضية وبناء استراتيجية طويلة الأمد من أجل تغيير هذا الواقع في غلاف غزة، مطالبين بـ«ألا يكون ذلك مجرد شعار فقط، بل واقع على الأرض (...) وأن لا يستمر الوضع بهذا الشكل».

وعطفاً على ذلك، يحاول الكيان إيجاد معادلة جديدة له مقابل السماح بالإعمار ودخول المنحة القطرية، لا سيما خلال تواجد وفده في القاهرة، حيث تبحث المخابرات المصرية مع الوفد الإسرائيلي منع انهيار وقف إطلاق النار.

وفيما تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ثمانية حرائق اندلعت في غلاف غزة من جراء البالونات الغزّاوية الكثيفة، ذكرت «القناة 13» العبرية إن «الجيش سيهاجم غزة الليلة ولكن بشكل محسوب ومتزن منعاً لتدهور الأحداث بعد إرساله رسالة تحذيرية لحماس عبر مصر حول استمرار إطلاق البالونات الحارقة على المستوطنات»

وقالت «القناة 13» العبرية إن الوفد الإسرائيلي في القاهرة نقل رسالة عبر مصر إلى «حماس»، مفادها أنه «في حال استمر إطلاق البالونات، فإننا سنذهب إلى عملية حارس الأسوار 2»، وهو ما يعني أن استمرار إطلاق البالونات الحارقة سيدخل الطرفين في جولة قتال جديدة.

من جهتها، ذكرت قناة «كان» العبرية أن وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، أجرى تقييماً أمنياً وتقرر الرد على إطلاق البالونات الحارقة، مشيرةً إلى أن كبار المسؤولين الإسرائيليين في الجيش والأمن يفحصون متى وكيف سيتم الرد.

وبالتوازي مع ذلك، لا يزال كيان العدو يواصل مساعيه لتعزيز ثغرات قبته الحديدية وتطويرها. ومن المرتقب أن ​يتوجه رئيس أركان جيش العدو الصهيوني، أفيف كوخافي، إلى الولايات المتحدة يوم السبت المقبل. وقد أعلن وزير الدفاع الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم، عن رفع طلب للكونغرس لتخصيص الأموال اللازمة لسد العجز في منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية.

ولم يأتِ إعلان بلينكن منفصلاً عن اجتماع كوخافي، أول من أمس، مع وفد منظمة «المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي» (JINSA)، الذي تضمّن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية السابق جوزيف دانفورد و10 جنرالات متقاعدين آخرين، إذ تكرّس المنظمة عملها حول «تثقيف صانعي القرار في الكونغرس والعسكريين والأمن القومي حول الدفاع الأميركي والمصالح الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وحجر الزاوية فيه هو التعاون الأمني الأميركي الإسرائيلي القوي»، كما تعلن.

وسيشهد الأحد المقبل كذلك الأمر، اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، الذي سيبحث «البالونات الحارقة» وقضايا أخرى، في أول اجتماع له للمرة الأولى منذ تولي حكومة بينيت مهامها.

وبدوره، اعتبر المحلل العسكري، رون بن يشاي، في تقرير له عبر موقع «يديعوت» إن «كوخافي قد يضطر لتأجيل زيارته للولايات المتحدة المقررة (...) في حال استمر إطلاق البالونات الحارقة (...) قد نكون أمام عملية حارس الأسوار 2»

ومن جهته، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، رام بن براك، حول محادثات التهدئة مع غزة، إن «إقحام المصريين في القضية هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله»، مضيفاً: «في حرب الجرف الصامد كان القطريون هم الذين قادوا المحادثات، وكان ذلك إشكالياً للغاية»، بحسب ما نقلت إذاعة جيش العدو.

وكانت شهدت القدس المحتلة وباب العمود أشد المواجهات إذ أطلقت القنابل الصوتية باتجاه المتظاهرين بعد إطلاقهم الهتافات. وفي أبو ديس، أطلقت وابلاً من قنابل الدخان والصوت تجاه المتظاهرين .

أما في اللد في أراضي 48، شنّت قوات العدو حملة اعتقالات، طاولت الشيخ يوسف الباز بشبهة «التحريض على العنف بسبب منشور على صفحته في فيسبوك». كما اقتحمت منزل الشيخ يوسف أبو جامع، عضو اللجنة الشعبية في مدينة رهط ولجنة التوجيه العليا في النقب واستدعته للتحقيق. وهاتفياً، تم ّاستدعاء الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا في النقب، إلى التحقيق.

وفي مخيم شعفاط، اعتقلت قوات العدو ثلاثة أطفال كانت تحتجزهم في شارع السلطان سليمان.