الصواريخ الصائبة: إسرائيل عاجزة عن الحرب!

انقلب السيناريو 180 درجة فجر أمس. فبدلاً من جمعة حاشدة في «مسيرات العودة» تمهيداً للتصعيد الشعبي نهاية الشهر الجاري، تحوّلت سماء غزة إلى كتل من اللهب جراء نحو مئة غارة إسرائيلية رداً على صاروخَي «فجر 5»، اللذين سقطا في تل أبيب. «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، اللتان تمتلكان هذا النوع من الصواريخ، بادرتا بطلب مصري وعلى عجل إلى «التبرّؤ» من الصاروخين، كما بادرت «لجان المقاومة الشعبية» إلى الخطوة نفسها في إعلان ضمني عن امتلاكها هذا المدى. وبينما حاول الإعلام السعودي التصويب على «الصابرين»، وربط الإشكال الأخير بينها وبين «حماس» ــــ رغم حلّه قبل أيام ــــ بإطلاق الصاروخين، فإن الموضوع يتخطّى هذه الافتراضات، وخاصة أن الرسالة التي رافقت الصاروخين أكبر من فكرة «الخلل التقني»، لأنها تبدو متناسبة مع حاجة المقاومة الفلسطينية إلى القفز عن لعبة «كسب الوقت» الإسرائيلية، رغم موافقة تل أبيب على بعض الطلبات.
لكن «مايسترو» التهدئة، أي الوفد المصري الذي كان في غزة وقت «انفلات» الصاروخين، استطاع حتى الثامنة من صباح أمس «فرض» التهدئة عبر «تخريجة» بدأت ببيانات النفي، وسارت بشبه تفاهم على غارات «لا توقع إصابات ولا تستهدف مقارّ حيوية لـ«حماس»، وانتهت بوقف القصف من دون رد فلسطيني، عدا قذيفة هاون أطلقت في وقت متأخر من المساء. مهما يكن، ثبت على الجهة المقابلة أن إسرائيل ليست قادرة على خوض حرب ضد غزة، حتى لو تحوّل قصف تل أبيب إلى «خبر عابر»؛ إذ إنها ليست مكبّلة بحسابات الانتخابات المقبلة فحسب، بل ثمة اعتبارات أخرى كثيرة تمنعها من المغامرة أمام قطاعٍ لا تجد فصائله، ولا حتى جمهوره، ما يخسره أكثر مما خسره في المواجهات السابقة، جراء الوضع الذي أوصله إليه العدو بنفسه في لعبة الإفقار غير المسبوقة. والدليل على هذا العجز هو سيناريو المواجهة الصاروخية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مع أن ذلك لا يمنع المغامرة أو المقامرة، إسرائيلياً، وخاصة لو كان إطلاق الصاروخين على تل أبيب خطأ مقصوداً!

المقاومة تضبط نفسها: التصعيد قيد الاحتواء؟

المقاومة تضبط نفسها: التصعيد قيد الاحتواء؟

يستمرّ «التعقّل» الإسرائيلي في التعامل مع غزة، رغم اللعب على حافة الهاوية. ومع صمت المقاومة «المفهوم» على قصف العدو؛ كونه ردّ فعل، فإن هذا لا يعني انتهاء المسألة، لأن شيئاً في واقع القطاع لم يتغير،...

هاني إبراهيم

تل أبيب بعد «صاروخَي الفجر»: تواضع الرد وضيق الخيارات

قد يرى البعض أن من الصعب تقدير أسباب إطلاق الصاروخين الفلسطينيين على تل أبيب، وإن كانت نتيجة الإطلاق مفهومة وواضحة لناحية التأثير إيجاباً على الجانب الفلسطيني، الذي كان يدير مفاوضات غير مباشرة مع...

يحيى دبوق