تحت شعار «جمعة الثبات والصمود»، يشارك عشرات آلاف الفلسطينيين اليوم، في المسيرات التي دعت إليها «الهيئة الوطنية العليا» في غزة، استمراراً لما بدأوه في الثلاثين من آذار/ مارس الماضي بهدف العودة وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. وسط ذلك، نشر جيش العدو تعزيزات عسكرية على الشريط الفاصل، وأطلق قادته تهديدات وتحذيرات لـ«حماس».
«ثبات وصمود»
منذ سبعة أشهر يشارك الفلسطينيون في غزة، أسبوعياً، بـ«مسيرات العودة وكسر الحصار»، التي تنظمها «الهيئة الوطنية العليا». هدف هذه المسيرات هو بالدرجة الأولى، لفت أنظار العالم إلى الأزمة الإنسانية الكارثية الناتجة عن الحصار الإسرائيلي المفروض على الغزّيين منذ 11 عاماً، وذلك بطريقة الاحتجاج السلمي والابتكار في وسائل المقاومة، مثل إطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية لتتسبب بخسائر مادية في مزروعات المستوطنين.
وخلال الأشهر السبعة الماضية، استُشهد في هذه المسيرات السلمية 204 فلسطينيين، وجُرح أكثر من 20 ألف آخرين، بينهم أطفال ونساء ومسعفون، وآخرون بترت أطرافهم، أو تسبّبت إصاباتهم بضرر يعيق حركتهم مدى الحياة. مع ذلك، لم يكلّ أهل غزة المحاصرين، حيث يستعدون اليوم لمشاركة واسعة قد يصل عدد المشاركين فيها إلى عشرات الآلاف، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي، والتي ستنطلق بعد صلاة العصر، تحت شعار «الثبات والصمود»، على طول الشريط الفاصل بين القطاع وبقيّة الأرض الفلسطينية المحتلة.

تعزيزات لكن... «لا حرب»
أعلن جيش العدو إرساله تعزيزات أمنية وعسكرية وإعادة نشر منظومة «القبة الحديدية» الاعتراضية «تحسّباً لأي طارئ»؛ إذ تقرّر ذلك، عقب اجتماع عقده وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، مع كبار المسؤولين الاستخباريين وضباط في جيشه، من الذين عرضوا أمامه تقديرات تفيد بأن مسيرة اليوم ستشهد زخماً شعبياً كبيراً مثلما شهد الجمعة الماضي، الذي ارتقى فيه سبعة شهداء بينهم طفلان، ومئات الجرحى. وبرغم من أنه نشر تعزيزاته هذه، لا يتوقّع الجيش أن «تتطور الأمور إلى حالة تصعيد عسكري»، وفق ما نقلته القناة العاشرة الإسرائيلية. وكعادته، حمّل الناطق باسم جيش العدو الإسرائيلي «حركة حماس المسؤولية عمّا سيحدث اليوم على طول الشريط».
من جهة ثانية، شدّد الناطق باسم «سرايا القدس»، الجناح العسكريّ لحركة «الجهاد الاسلامي»، أبو حمزة، على أنّ «السرايا لن تساوم على شبر واحد من أراضي فلسطين وستبقى في كلّ ميادين الجهاد».
وفي كلمة له في ختام عرض عسكريّ لـ«السرايا»، أكد أبو حمزة أنّ «السرايا لن تساوم على السلاح وستدافع عنه بقوة وسيكون ردّها حاسماً على العدوّ الإسرائيلي».

«حماس»: تهديدات ليبرمان فارغة والمسيرات لن تتوقف
قالت «حماس» إن تهديدات ليبرمان بالتصعيد ضد الحركة «فارغة ولن توقف مسيرات العودة».
كلام الحركة، يأتي ردّاً على تهديد وجّهه وزير الأمن الإسرائيلي، عبر حسابه في «توتير»، قائلاً إنّ «فترة الأعياد اليهودية انتهت من دون اشتعال الأوضاع أو جباية الثمن من أعمال الشغب عند حدود غزة». وأضاف أنه «بعد الأعياد حان الوقت كي أقول لحماس.. خذوا ذلك في الحسبان».
وعلى هذه الخلفية، اعتبر الناطق باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، أن «تصريحات ليبرمان لن تكسر معنويات شعبنا أو تهزم إرادته». وأضاف أن «الاحتلال يقتل ويلاحق ويحاصر من دون أن يحقق أهدافه أو يكسر إرادتنا». وشدّد على أنّ «مسيرات العودة لن توقفها تهديدات ولن تتأثّر بها، فهي ماضية وستتعاظم حتى تحقيق أهدافها»، لافتاً إلى أن «كلّ من يراهن على تراجع المسيرات واهم».