( 1 )

وفي كفيّك تكتملُ القصائدُ من دعاء الأوفياء
يا أيها الصلبُ المُخضبُ بالشهادة والدماء
كلُّ المعابد تأخذ الضوءَ المقدّسَ من صمودك يا فارس الأزمان
إن عزّ الرجال عيناي في ساح الوغى
كرمى دموعك في عتمةِ القهر الذي لا ينتهي
قد جاءَ صوتُك... جاءَك الجوعُ الأبيُّ... وجاء صبركْ
وتسلّلَتْ من أمعائك الثكلى بدايات النهار...
يا فارس الزمن الجسور
يا صانع فجر الشعوب
وعزّها رغم الدمارْ...

( 2 )


يا خضرُ
يا رمز الفدى... صباحُ الفجرِ والنّدى
صباحُ قصائد ترويك شعراً للمدى
وصباحُ قلبٍ يقيك من الحزنِ ويحميك من الردى

( 3 )


ها أنت تعيدُ كتابة تاريخ الفرسان
وحروفك وجعٌ يجترحُ الزمن الآتي
إن الوعي يحاكي عمق الهذيان
وأنا منذ الحرف الأول في لغتي...
قد ماتت في قلبي كل دواعي الخوف
وتَعَمْلَقَ في جسدي الإنسان...


( 4 )


كم أنت تحبُّ العبث بروحك!
كم أنت مشاكس
حدّ جنون الموتورين!
هل كنت وصية هذا العصر بألّا تخنع؟ وتُعِدّ رباط الخيل ولا تركع؟
هل أنت وريث سلالات الحزن المكبوت؟
هل أنت شظايا الجرح المتناثر في الأجواء؟
هل أنت مداد اللحظة؟ أم أنت بقية ثأرٍ لم يخبُ من كَرٍّ وبلاء؟

( 5 )


واصدح بصوت الحقِّ ينبلج النهارْ
وتجيئك الرايات تترى
وينبثق المحارْ
يا أيها المعممُّ بالندى والغار
القدس قد نذرت إليك شبابها
السهل والجبل المقاوم والبحارْ
فاضرب برصاصك كل وجهٍ كالحٍ
حصّن قباب القدس في وجه التتارْ
واكتبْ نشيد الوعد تبراً...
ما علا الأوغاد، أبناءُ الرذيلة والشنار

( 6 )


يا سيف الله المُشرع في وجه الطغيان
يا نجماً يتلألأ رغم سواد الليل الحالكْ
يا بشرى الحقّ الصادق
يا أسد الله العدنان
كم أنت تُحبُّ الأطفال لفرط براءتهم...
كم أنت تحب الثوار لفرط بسالتهم
تُحزنك اللحظة حين يساكنها وجعٌ وبلاءْ
وتفيض شموخاً حين يكون الموقف عزّاً وإباءْ
يا أنت المسكونُ بنبض الشهداءْ
يا أنت الخضرُ العدنانْ
يا سيفَ الله المُشرع في وجه السجّانْ
في مرسى الشبعِ الآسن يُلقي الشيخ بجوعه
يُلقي بالوجع الصادق
يُلقي العدنانُ عباءته فوق جراح المنفيّ
ويعاودُ رجمَ الطغيان بحجرٍ من حطين
لينكسرَ القيدُ وينتصرَ الإنسانْ