strong>حيفا ــ فراس خطيب
أحيت الجماهير الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 الذكرى الخمسين لمجزرة كفر قاسم، التي ارتكبها جنود حرس الحدود الإسرائيلي بحق أهالي القرية عام 1956 عمداً.
واحتضنت كفر قاسم أمس مهرجاناً لإحياء الذكرى، شارك فيه قادة الفلسطينيين وأهالي القرية وأقارب الشهداء ووفود من القرى والمدن الفلسطينية في الداخل.
وسبق المهرجان نشاطات سياسية وثقافية في غالبية القرى والمدن العربية. وأعرب القادة الفلسطينيون، في أماكن الذكرى المختلفة، عن اعتقادهم بأنَّ «العقلية التي ارتكبت المجزرة في كفر قاسم لا تزال حيّة في السياسة الإسرائيلية».
ففي التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1956، استدعى الرقيب في حرس الحدود الإسرائيلي مختار قرية كفر قاسم، وديع أحمد صرصور، إلى جلسة في الساعة الرابعة والنصف من عصر ذلك اليوم، وأبلغه بأنَّ عليه تعميم خبر «حظر التجول على أهالي القرية». فردّ عليه المختار «لكن هناك 400 شخص على الأقل خارج البلدة والفترة الزمنية التي تمنحني إياها غير كافية لإبلاغهم… دعهم يعودوا أولاً إلى البيت ومن بعدها سينفذون أمر منع التجول»، فوعد الرقيب المختار بـ«تمكين عودة العمال»، لكن الواقع كان أشدَّ مرارةً.
تناقضت هذه الوعود مع المسؤول العسكري غبرائيل دهان، الموكل إليه «ملف كفر قاسم»، وقد أمر جنوده بـ«إطلاق النار على كل من لا ينفذ أوامر حظر التجول بهدف القتل»، وهذا ما كان فعلاً بعدما بدأ أهالي القرية بالعودة من حقولهم.
ويروي شهود عيان أنَّ دهان كان يتصل بقادته في الجيش مع تصفية كل فوج من العائدين، ويبلغهم بعدد القتلى. كانت بلاغاته تقول «ناقص 15 عربياً» و«ناقص 11 عربياً». وكانت حصيلة المجزرة 49 فلسطينياً في ظرف ساعة، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وجمعت قوات كبيرة من حرس الحدود جثث الشهداء في شاحنة كبيرة، وألقتها على مقربة من أحراش القرية.
وقال النائب جمال زحالقة، من حزب «التجمع الوطني الديموقراطي»، في حديث لـ «الأخبار»: إن «السياسة التي أنتجت مجزرة كفر قاسم لا تزال قائمة حتى الآن». ورأى أنَّ «ضم أفيغدور ليبرمان إلى الحكومة الإسرائيلية هو علامة على هذه السياسة».
وعقّب الأمين العام للحزب الشيوعي عصام مخول، لـ«الأخبار» قائلاً: «نحن انتصرنا على المجزرة وأفشلنا الأهداف المتوقعة منها لتهجير العرب من أرضهم». ورأى أنَّ «بذرة الشر لا تزال قائمة في المؤسسة الاسرائيلية ولم تنته»، مشدّداً على أن «الجماهير العربية ستستمر في نضالها ضد الفاشية من أجل الانتصار في معركتها».