لا يؤمن بنيامين نتنياهو بعدم قدرة إسرائيل على الإضرار بالمشروع النووي الإيراني، ويريد العمل على بلورة خيار عسكري ناجع حيالها، لكن عليه قبلاً أن يسحب سوريا من محور الشر، فليس لإسرائيل القدرة على مواجهة طهران ودمشق، دفعة واحدة
يحيى دبوق
ذكرت صحيفة «معاريف» أمس، أن القضية المركزية التي تقلق رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد، بنيامين نتنياهو، هي التهديد النووي الإيراني، الذي سيعمد إلى بلورة خيارات عسكرية كفيلة بإنهائه، مشيرة إلى أن نتنياهو «يرى أمامه أمرين اثنين فقط: إيران، والوضع الاقتصادي، إذ إن الخطر الإيراني بالنسبة إليه هو خلاصة كل شيء، وهو جوهر المشكلة، فهو يأخذ الموضوع معه إلى النوم ليلاً، وينهض معه في الصباح».
وشددت الصحيفة على أن نتنياهو يرفض الحديث عن عدم القدرة الإسرائيلية العسكرية للإضرار بالمشروع النووي الإيراني، مشيرة إلى أنه «سيسمع في لقائه الأول برئيس أركان الجيش (غابي أشكنازي) عن شُحّ الخيار العسكري الإسرائيلي في مواجهة إيران، لكن ذلك لن يغيّر رأيه، فهو عازم على بلورة خيار كهذا، ويريده أن يكون موضوعاً أمامه على الطاولة»، مضيفة أن «الآراء متباينة لدى المستويات الأمنية في إسرائيل بشأن القدرة على إلحاق ضرر حقيقي في المشروع النووي الإيراني، فهناك من يعتقد أن إسرائيل لا تمتلك هذه القدرة، بينما يعارض هذا الرأي آخرون، وينتمي نتنياهو إلى المجموعة المعارضة».
وبحسب الصحيفة، فإن ثمن الضربة العسكرية لإيران واضح، ففضلاً عن التداعيات والآثار الإقليمية والدولية، «ستُطلق إيران كل ما لديها باتجاه إسرائيل، أي وابل من صواريخ شهاب ذات رؤوس تبلغ طناً لكل صاروخ، ستسقط على تل أبيب، ويكفي أن تتمكن عشرة منها من اختراق الدفاعات الإسرائيلية حتى نحصي آلاف القتلى»، مشيرة إلى أن «السؤال هو: هل لدى إسرائيل القدرة على تحمّل هذا القدر من الخسائر؟ ومن أجل ماذا؟ فإن استؤنف المشروع النووي الإيراني بقوة أكبر بعد هذا الهجوم، وبعد أن يزول غبار المعركة، فالجواب هو لا. أما إذا أُخِّرت القنبلة النووية الإيرانية لخمس أو عشر سنوات، فقد يكون الجواب نعم».
وقالت الصحيفة إن لإيران ثلاث قواعد تحيط بإسرائيل، يجب على نتنياهو أن يبدي اهتماماً بها إذا قرر مهاجمة إيران: سوريا، ولبنان (حزب الله) وغزة (حركة حماس)، و«كل هذه الجهات ستنضم إلى المهرجان، إن بدأت المعركة، ونحن نستطيع أن نتحمل صواريخ حزب الله وحماس، بسهولة نسبية، إذ اعتدنا عليها، أما صواريخ سكاد السورية فسيكون ابتلاعها أشد صعوبة، ما يعني أن نتنياهو سيكون مضطراً لإخراج سوريا من هذه المعادلة، إن كان راغباً في النجاح فعلاً (ضد إيران)، وبالتالي من المتوقع أن يباشر مباحثات سرية بين دمشق وتل أبيب».
وشددت الصحيفة على أن نتنياهو، على نقيض من الروايات المخففة التي تسهل الأمر، اقترح على (الرئيس السوري الراحل حافظ) الأسد الجولان كاملاً غير منقوص، مشيرة إلى أن «تفاصيل ذلك ستظهر في كتاب سيرة حياة (وزير الدفاع السابق) إسحق مردخاي، الذي سينشر قريباً»، لكن محور التساؤل هو إن «كان نتنياهو ينوي أن يتنازل هذه المرة (أمام السوريين)، فهو يعرف أنه لن تكون هناك مرة أخرى، ويعرف إلى أي مدى من المهم إخراج سوريا من محور الشر، لكنه سيحاول المساومة والتحدث عن استئجار أراضٍ وعن الانسحاب في الجولان لا من الجولان، وبالطبع لن يوافق (الرئيس السوري بشار) الأسد على سماع ذلك، وفي مرحلة معينة سيضطر نتنياهو، إلى اتخاذ قراره».