تبوّأ مثقّف عربي معروف مجلساً للمعارضة: أصبح برهان غليون الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني السوري. الأمر ذو دلالات تتعلّق بدور المثقّف العربي. لا حاجة إلى التعليق على تجربة المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. ليس بسبب انتشار ميليشياته التي تعيث في الأرض فساداً وقتلاً (على طريقة الطاغية القذّافي) كما جاء في تقرير لباري مالون الذي يكتب في «رويترز»، وفي تقرير آخر لمنظمة العفو الدوليّة. وجود أعلام خضراء أو رفع شعارات مناهضة للمجلس كاف للاعتقال والطعن أو حتى القتل. والمثقّف محمود جبريل يلعب دوراً تنفيذيّاً أيضاً في ذاك المجلس. وجبريل، بعدما حصل على شهاداته، عمل في جهاز النظام وكان مستشاراً قريباً من سيف الإسلام القذّافي. يُقال إنّه كان مُرشده الأقرب. أي هو مثل رئيسه، مصطفى عبد الناتو، من متخرّجي النظام القمعي البائد. لكن غليون أمر آخر، لأنّه لم يتّسخ بتعاط مع أي نظام عربي.وكتابات برهان غليون في الديموقراطيّة قديمة ومتواصلة وجديّة، وقد أرفقها بمواقف مبدئيّة ضد إسرائيل وجرائمها، ورفض أي دور للصهيوني برنار هنري ــ ليفي في الموضوع السوري، خلافاً لجوقة عبد الناتو التي دعت ليفي وهلّلت له، وأعطته، وفقاً لروايته هو، تطمينات عن حسن النيّات نحو إسرائيل. وبرهان غليون، مثله مثل كثيرين من المثقّفين العرب، كرّس سنوات من الكتابة للترويج لموضوع الديموقراطيّة في العالم العربي. ووسم ذلك الترويج مرحلة كاملة (عقوداً طويلة) في حياة النخب الثقافيّة العربيّة: عُقد عددٌ هائل من الندوات والمؤتمرات وورش العمل عبر السنوات من أجل الديموقراطيّة. والطريف أنّ هبّة الديموقراطيّة تزامنت مع الاجتياح الأميركي الأوّل للعراق، واستعرت إبّان الاجتياح الثاني. حتى مؤسّسة دراسات الوحدة العربيّة، وهي شاملة وجامعة للهموم العربيّة ومن دون تفريط في الربط بين القضايا الداخليّة وقضايا التدخّل الخارجي والاحتجاجات، انصرفت إلى جمع مثقّفين عرب من مختلف البلدان للحديث في موضوع الديموقراطيّة. لكن لماذا؟ وما هي نتائج ضخ الدعاية عن الديموقراطيّة إذا كانت تؤدّي إلى عقد مؤتمرات في عواصم أجنبيّة، وتحت رعاية دول غير ديموقراطيّة وفي أجواء يلعب فيها الإخوان المسلمون دور «أم العروس»؟ ولماذا تصبح الديموقراطيّة وحدها هي الحلّ المنشود، دون الإشارة إلى الفقر وسوء توزيع الثورات والاحتلالات ومعارضة
العولمة؟
إنّ تراث غليون في الدفاع عن الديموقراطيّة والتبشير بها طويل، كما أنّ مواقفه ضد استبداد نظام الأسد مُشرّفة. وغليون، خلافاً للكثير من المُبشّرين بالديموقراطيّة في الوطن العربي، واع للمسألة الطبقيّة وأفرد لها مساحة في كتاباته المُبكّرة (راجع «بيان من أجل الديموقراطيّة» الذي صدر في أوّل طبعة في 1978). وغليون لم يهادن في ربطه بين النضال ضد العسف الداخلي والعسف الخارجي (ص 14). أكثر من ذلك، يستمرّ غليون بتأييده لمبدأ المقاومة ضد احتلال إسرائيل، لكنّني أتساءل إذا كان يذكر أنّه كتب في 1978 أنّ «المقاومة هي عندنا أوّل مراتب الحريّة». (ص 14). نتمنّى أن يكون موقف غليون هنا غير موقف الإخوان المسلمين في مجلسه، وخصوصاً أنّ الغزل بين إخوان سوريا وإسرائيل يزداد صفاقة. لكن غليون ـــــ وقد يكون ذلك سبباً في فهمنا (أو في عدم فهمنا) لانضوائه في مشروع معارضة غير مستقلّة وغير ديموقراطيّة ـــــ أغفل مُبكّراً العامل الخارجي في تحليل غياب الديموقراطيّة في الوطن العربي (راجع ص 25 مثلاً)، وتغييب العامل الخارجي لا يؤدّي إلا إلى الوقوع في الإيغال في التحليلات التي تنزع نحو المبالغة في الموانع الثقافيّة والتاريخيّة للديموقراطيّة. ذلك بالضبط ما وقع فيه غليون في كتابٍ لاحق له.
إنّ غليون في كتابه «اغتيال العقل: محنة الثقافة العربيّة بين السفليّة والتبعيّة» يفصل من دون قصد بين الموانع الخارجيّة والداخليّة لغياب الديموقراطيّة، بسبب التعميمات المُطلقة عن «العقل العربي»، والعبارة التي تعرّضت لتهشيم من علم الاجتماع الغربي بعد صدور كتاب الإسرائيلي المُتطفّل على علم الأنثروبولوجيا، رافييل باتاي، في كتابه «العقل العربي»، ترد في كتاب غليون. طبعاً، لم يصل غليون في كتابه إلى مستوى التعميمات السلبيّة (والمبتذلة من منظار علم الاجتماع) التي تضمّنها كتاب «النقد الذاتي بعد الهزيمة» (وقد كتبتُ عنه بالتفصيل هنا)، لكنّه يسلسل عدداً من النواقص التي تكاد تصيب القارئ العربي بالإحباط. أكثر من ذلك، إنّ إغفال العنصر الخارجي في غياب الديموقراطيّة، بات أكثر وضوحاً في خلله بعدما اعترفت الحكومات الغربيّة، أو بعضها، بأنّها بالفعل كانت مسؤولة عن استمرار حكم مبارك سادات ونظام بن علي. إن تدخّل الناتو في ليبيا، من بين عدّة أسباب، كان يهدف إلى تضليل الرأي العام العربي بشأن حقيقة موقف أميركا (وفرنسا بريطانيا ليستا أكثر من كومبارس) من الانتفاضات العربيّة. إنّ تجاهل الدور الأميركي في دعم الاستبداد العربي يظهر، من منظار التحليل السياسي المحض، أكثر فداحة من
قبل.
أكثر من ذلك، إنّ أدبيّات دعم الديموقراطيّة، ولنتخذ من كتابات غليون مثالاً، تتخذ من التجربة الغربيّة مثالاً خالياً من الجدليّة أو من التناقض أو من الصراعات غير المحسومة. وعليه، يصبح الغرب علمانياً (دون التمييز بين أميركا، مثلاً، وفرنسا) وعقلانيّاً. يكتب غليون عن الغرب: «ألغوا مفهوم المعرفة اليقينيّة المطلقة وأبدلوه بمفهوم المعرفة الموضوعيّة» (ص 210). يغيب من هذا التعميم (الذي يوازي في إيجابيّته تعميم الإطلاق السلبي عن العقل العربي) التعايش أو المساكنة بين العلم والغرب. يبدو غليون أحياناً كأنّه يحكم على الغرب لا من خلال واقعه بل من خلال التفاؤل الـ«فيبري» بمستقبل التطوّر العلماني في الغرب. إنّ الغيب والإيمان بالملائكة يعيشان إلى جوار المعرفة العلميّة. نصف الشعب الأميركي متيقّن من أنّه محميّ من خلال «ملاك حارس» خاص به (وبها)، كذلك فإنّ خمس الأميركيّين مقتنعون بأنّ الله يتحدّث إليهم. يفعل غليون الشيء نفسه في حديثه عن العلمانيّة، إذ إنّه لا يميّز بين تطوّر علماني متقدّم وآخر متأخّر في الغرب نفسه: إنّ المعارضة لنظريّة داروين تقوى في أميركا، ولا تضعف، وهناك بعض الولايات التي فرضت تدريس نظريّة داروين بإزاء فكرة النشوء الديني.
والحداثة تصبح أيضاً خيراً لا ضرر منه، وتغيب الإسهامات النظريّة لمدرسة فرنكفورت، مثلاً، في نقد الحداثة والتنوير. الحداثة أصبحت الشغل الشاغل لسجالات ليبراليّي النظام السعودي، في بلد يجمع بين أحدث الأسلحة الفتّاكة (التي تباع لحماية أميركا) وبين قطع الرؤوس والأطراف. إنّ حروب بوش وأبو غريب وقصف الناتو في ليبيا ذروة الحداثة، فيما يصرّ مثقّفو الديموقراطيّة ومثقّفاتها عندنا على أنّ الغرب هو غرب فولتير وروسو وآينشتاين. إنّ الغرب في الكتابات العربيّة الليبراليّة والديموقراطيّة ليس غرباً معيشاً، بل هو غرب مُتخيّل. وإلا ما معنى أن يقول سركيس نعّوم هذا الأسبوع على محطة «الجديد» أنّ احتجاجات «وول ستريت» لا تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعيّة لأنّ الغرب، حسب قوله، حقّق العدالة الاجتماعيّة.
ليس الغرض هنا الحديث عن دور المُثقف ـــــ حتى الكلمة تصيبني بالامتعاض أو بالاشمئزاز ــــ هي من نتاج عقليّة فصل أو تقسيم الأعمال، باللغة الماركسيّة، إذ ينصرف العامّة إلى العمل اليدوي، فيما ينصرف ذوو العقول ـــــ وكأنّ العامّة تفتقر إليها ـــــ إلى شؤون الفكر. لا تختلف عن تقسيمات العمل (الفكري واليدوي والعسكري) في جمهوريّة أفلاطون. إنّ الإيمان بدور لـ«المثقّف» هو تكريس لتعظيم العمل الذهني على حساب اليدوي. من الأفضل اعتبار «المثقّف» جزءاً من العامّة كي لا يتميّز عنها بالقدرات أو حتى بالمسؤوليّة. ولماذا يكون للمثقّف دور منفصل، وليس للحدّاد أو السمكري مثلاً؟ لم يكن الشاب الذي أحرق نفسه في تونس «مثقّفاً» وفق التصنيفات التي تزخر بها الأدبيّات الحديثة عن المثقّفين والثقافة، وفعلته أبلغ من الكم الكتابي العربي عن الديموقراطيّة.
والمثقّف أحياناً، مثله مثل «شيخ الإسلام» في الدولة العثمانيّة، مؤتمن على مصلحة الدولة العليّة ويأتمر بأوامرها، إن قطن في وطنه أو في المنافي الغربيّة. لم يغيّر المثقّفون التاريخ: لم يطيحوا الممالك ولا الأنظمة في منطقتنا. لا يعني ذلك أنّه لم يكن هناك عدد من المثقّفين الشجعان ممن كانوا في سجون الأنظمة بسبب كتاباتهم ونشاطاتهم، لكنّهم لم يكونوا إطلاقاً تلك النخبة الطليعيّة التي تحدّث عنها لينين في واحد من أسوأ كتبه على الإطلاق، «ما العمل؟» (ربّما لأنّه كتبه في 1902) قبل الثورة، عندما كانت ثقته بوعي الجماهير الطبقي منعدمة للأسباب المعروفة.
ليس الحديث هنا بالضرورة عن برهان غليون، بل عن مآل الديموقراطيّة والدعاية لها. من قرّر مثلاً أنّ الديموقراطيّة هي الحلّ؟ من قرّر فجأة، وبتزامن لافت بين المثقفّين العرب، أنّ ما يحتاج إليه العرب هو الديموقراطيّة، لا غيرها؟ وكيف تزامن تقرير التنمية العربيّة (الذي يمثّل مادة للحديث مرّة كل شهر على الأقل لتوماس فريدمان ـــــ والطريف أنّ وليد جنبلاط اكتشف تقرير التنمية العربيّة هو أيضاً أخيراً، وقرّر أنه يتّسق مع مطالبته بالديموقراطيّة والإصلاح في سوريا، في الحديث نفسه الذي اعتبر فيه وكيل الاحتلال الإسرائيلي، محمود عباس، «بطلاً»، ولقّب «عظيمه»، الملك السعودي ـــــ الذي لا يزال يقاطع جنبلاط رسميّاً بالرغم من استجداءات مُذلّة ـــــ بـ«مُحرّر» المرأة السعوديّة) مع كل ذلك؟ طبعاً، تموّل الولايات المتحدة تقارير التنمية العربيّة قبل أن تتطوّع السعوديّة لتمويل التقارير. والهدف من التقارير هو عكس حالة التحذير من الخطر الخارجي المتمثّل في إسرائيل والاستعمار الغربي الجاثم. إن كون السعوديّة، عبر مؤسّسة الأمير خالد الفيصل، الكفيلة بإصدار تقارير التنمية العربيّة الدوريّة، يوحي بأغراض ليست الديموقراطيّة بينها.
أفاض مثقّفون عرب في الحديث عن الديموقراطية. وليس ذلك فقط لأسباب سياسيّة سأتطرّق إليها أدناه، بل أيضاً لأنّ الحديث عن الديموقراطيّة يغني عن الإفاضة في الحديث عن شكل النظام المنشود. يكفي ترداد شعارات الديموقراطيّة حتى يرتاح المرء من عناء التفكير والعثور على حلول للمشاكل المستعصية. عطّلت أدبيّات الديموقراطيّة عقولنا.
وهناك عواقب جمّة لذلك الهوس بطوطم الديموقراطيّة على ما عداه. ما هي عواقب الترويج للديموقراطيّة على أساس أنّها الحلّ الأمثل للمشاكل العويصة التي تواجه العالم العربي؟ لم تحلّ الديموقراطيّة مشكلة الفصل العنصري في الغرب: إنّ الحكومة الفدراليّة في أميركا طبّقت قوانين منع الفصل بالقوّة وضد إرادة معظم السكّان البيض في الجنوب. كذلك فإنّ الديموقراطيّة لم تحلّ بعد مشكلة الموقع الدوني للمرأة في الغرب، على مختلف المستويات.
يتحمّل مثقّفو دعم الديموقراطيّة في العالم العربي، دون الحديث عن تمويل منظمات الترويج للديموقراطيّة، مسؤولية الربط بين دعم الديموقراطيّة وقبول مرجعيّة ما يُسمّى زوراً «الشرعيّة الدوليّة»: إنّ تزوير تدخّل الولايات المتحدة في الشؤون الداخليّة للأوطان تحت حجب وستائر وعناوين مختلفة من الخداع، يجري تحت مسميّات «الشرعيّة الدوليّة». كان جورج بوش الأب واضحاً كلّ الوضوح في كتابه «عالم متغيّر» عن نيّة الولايات المتحدة استغلال المنظمة الدوليّة لأهداف السيطرة الأميركيّة على العالم. لم يأت تدخّل الناتو في ليبيا من العدم، كما أنّ السفير الأميركي في سوريا قال هذا الأسبوع في حديث مع «مؤسّسة واشنطن لشؤون الشرق الأدنى» (وهي ذراع الأبحاث للوبي الصهيوني، وقد استضافت عدداً من ثوّار الأرز، مثل نهاد المشنوق ووليد جنبلاط ومصباح الأحدب) إنّ الشباب السوري «يرغب في تدخّل الناتو». لن نجادل في حق ذلك السفير في التحدّث بالنيابة عن الشعب السوري ـــــ على الطريقة الاستعماريّة التقليديّة ـــــ لكن الرغبة من قبل البعض في سوريا بتدخّل الناتو أو غيره (يحاول «قادة» المجلس الوطني المُعارض التذاكي عبر القول إنّهم ضد تدخّل حلف الناتو لكنّهم مع التدخل المدني من أجل حماية المدنيّين، وكأنّ حلف الناتو لم يتدخّل بقصفه في ليبيا إلا تحت ذريعة حماية المدنيّين. كذلك فإنّ غليون رفض المساواة بين الناتو والأمم المتحدة، وقال إنّ الناتو ليس الأمم المتحدة. هو على حق من دون أن يدري: لأنّ الأمم المتحدة هي ذراع الناتو، وليس العكس).
إنّ تنصيب الولايات المتحدة كالمُتحكّم في شؤون الكون بعد الحرب الباردة أتى من خلال دعاية خطاب «دعم الديموقراطيّة». حتى دعم أنظمة قطع الرؤوس في الخليج يجري من باب دعم الديموقراطيّة. ذلك ما عناه مسؤول أميركي رفيع هذا الأسبوع، عندما سوّغ صفقة الأسلحة الجديدة إلى البحرين بالقول إنّها تهدف إلى حماية البحرين من «العدوان» ـــــ كان يعني الديموقراطيّة. ومختلف الهيئات الرجعيّة والصهيونيّة في أميركا، التي تفتح المكاتب وتنفق الملايين في البلاد العربيّة، تصول وتجول باسم دعم الديموقراطيّة. والحملة على سلاح مقاومة إسرائيل في لبنان وفي فلسطين يستخدم، زوراً طبعاً، خطاب دعم الديموقراطيّة، وكأنّ أموال مقرن والحريري هي من الجذر الديموقراطي، وكأنّ محمود عباس الذي يرفض خوض انتخابات رئاسيّة، هو نموذج للديموقراطيّة.
والديموقراطيّة وحلولها قاصرة في العالم العربي، حتى على مستوى التمثيل الشعبي الحرّ. وذلك هو المعنى المحض للديموقراطيّة، لأنّ الباقي تشعّبات. للديموقراطيّة جوانب وفروع تنطلق من حق انتقاء الشعب ممثليه من أجل صنع القرار. وهناك أشكال وألوان من نماذج ديموقراطيّة تفتقر إليها الأدبيّات العربيّة عن الموضوع. حتى الكتابة عن «الديموقراطيّة التوافقيّة» في لبنان يغفل أنّها إسقاط فكري على تجارب ديموقراطيّة متعدّدة في مجتمعات شديدة الانقسام الاجتماعي. فحق التمثيل الحرّ معدوم في العالم العربي إلى إشعار آخر (حتى في تونس ومصر)، لأنّ الأموال الخارجيّة (وهي ممنوعة هنا في أميركا) من بديهيّات سياسة أميركا في دعم الديموقراطيّة. لقد هدّد الكونغرس الأميركي بقطع المعونات عن مصر إذا انساقت الطغمة العسكريّة الحاكمة وراء رغبة الشعب في منع المال الخارجي. إنّ أميركا تناضل بصفاقة من أجل التمتّع بحق الإنفاق غير المحدود على من يحظى بالرضى الأميركي. أي إنّ أميركا تؤمن جهاراً بحقّها في التأثير، لا بل تزوير إرادة الشعب المصري. والمال السعودي والقطري بدأ يهطل على أكثر من دولة عربيّة تنزع نحو «الاختيار الديموقراطي».
هناك كتابات غربيّة عن «الديموقراطيّة الجذريّة»، أي تلك التي تربط بين حريّة الاختيار السياسي المحض والعدالة الاجتماعيّة (راجع كتاب شانتال موفه وإرنستو لاكلاو بعنوان «الهيمنة والاستراتيجيّة الاشتراكيّة»): إنّها تهدف إلى الربط بين الحريّة والمساواة والتنوّع، لأنّ نقد الديموقراطيّة الغربيّة (وهو غائب إلا في خطاب الإسلام السياسي المُتبذل الذي لا يزال، على طريقة محمّد عمارة ـــــ وهو يساري سابق وإن نسي البعض زمن اشتراكيّته في الستينيات ـــــ يعد بـ«التسامح») يلحظ قمع الأقليّات الإثنيّة والعرقيّة والمهاجرة وتهميشها. حتى في زمن الإغريق، كان هناك ربط (غير مُعترف به في أميركا) بين المضمون السياسي والاجتماعي للديموقراطيّة، فتقرأ أنّ بيريكليس قال إنّ اليونان ديموقراطيّة لأنّ الغني لا يشعر بأنّ له ميزة (سياسيّة) على الفقير. والديموقراطيّة الجذريّة ترى أنّ الديموقراطيّة الحقّة يجب أن تتصدّى للبرامج النيو ليبراليّة. ويمكن أن نضيف بعداً رابعاً لديموقراطيّة جذريّة على النسق العربي: واجب مقاومة التدخّل الخارجي والاحتلال من زاوية النضال الديموقراطي. إنّ تحقيق الديموقراطيّة يتطلّب مقاومة إسرائيل: لن تنمو الديموقراطيّة في مصر وتزدهر، لا بل ولن تتحقّق، بوجود السفارة الإسرائيليّة في مصر. يغفل مناضلو الديموقراطيّة في مصر أنّ نضالهم لا يمكن أن ينفصل عن النضال ضد كامب ديفيد من أجل نسفه.
أما الكلام (من وليد جنبلاط وغيره) على استحالة المقاومة بلا ديموقراطيّة (وجنبلاط آخر من يستطيع أن يفتي في مواضيع المقاومة) فهو مُناقض للتجارب التاريخيّة. إنّ المقاومة تتعارض مع الديموقراطيّة، لأنّ الأكثريّة، عادة، تعارض المقاومة، على الأقل في البداية، والشروع فيها يجري ضد رغبة الأكثريّة. نمت المقاومة في لبنان في ظلّ حكم أمين الجميّل الإسرائيلي، وهو أبعد ما يكون عن الديموقراطيّة. قد تكون الديموقراطيّة (المزيّفة، طبعاً والرازحة تحت رشى النفط القطري والسعودي) مقبرة المقاومة، لا أرضها الخصبة. إنّ الوعود عن الديموقراطيّة (لا) تخفي اغراض الاستعمار. الاستعمار يتسرّب من خلال الحروب ومن خلال الأدب السياسي العربي عن الديموقراطية. عندما تقرأ أبواق آل سعود في صحف الأمراء تعظ بالديموقراطيّة، تعلم أنّهم لا يعنون الديموقراطيّة
بحديثهم.
إنّ المجلس الوطني السوري هو المقدّمة الأولى للاديموقراطيّة. لم تحط بظروف ولادته شفافيّة أو صدق. تستّر الإخوان واختبأوا خلف ليبراليّين وليبراليّات. لم يُنتق الأعضاء وفق عمليّة ديموقراطيّة، ولم تجر عمليّة اقتراع. المجلس الانتقالي الليبي لم ينتظر طويلاً كي ينشئ حكم الميليشيات الظالمة، إذ يطلق المسلّحون «الثوّار» النار على من تسوّل له نفسه الاحتفاظ بعلم أخضر، أو من يجرؤ على رفع شعارات سياسيّة مناوئة للقادة الجدد. أجل، تستطيع أن تحمّل خطاب الديموقراطيّة ودعاته بين أوساط المثقّفين المسؤوليّة. ألم يجنّد نظام حسني مبارك النخبة المثقّفة في التسعينيات كي يحارب الأخطار على نظامه، ورفعوا في تأييدهم له شعارات «الدولة المدنيّة» والاعتدال ونبذ التطرّف؟ إذا كان بعض المثقّفين قد خدموا أنظمة الاستبداد، فإنّ بعضاً آخر يسهم، بسابق تصوّر وتصميم أو ببراءة، في تشييد دعائم أنظمة استبداديّة جديدة.
ليس الاستعمار خفيّاً. يكفي أن ترى لبنان: «نجح» فريق 14 آذار برعاية أميركيّة إسرائيليّة سعوديّة في وضع كل مقدّرات لبنان (السياسيّة والاقتصاديّة والقضائيّة والأمنيّة وحتى الثقافيّة) في يد سلطة دوليّة مُتحالفة جهاراً مع إسرائيل. أميركا لا تخفي نيّتها وضع المنطقة برمّتها تحت إرادة إسرائيل. ها هي الصومال: لا تكتفي أميركا بإرسال قوّات خاصّة إلى الصومال، بل جنّدت الجيشين الكيني والإثيوبي لمحاربة أعدائها هناك، وأمرت الاتحاد الأفريقي بإرسال قوّة احتلال إلى الصومال. الخطاب الديموقراطي في الأدب الثقافي العربي ليس وحده مسؤولاً عن جرّ الاستعمار إلى بلادنا (يبدو أنّ أعلام الدول التي كانت مُستعمرة ستعود)، لكنّه يتحمّل جزءاً من المسؤوليّة. إنّ شعارات الديموقراطيّة والعلمانيّة والعقلانيّة شعارات برّاقة لكنّها لن تؤديّ إلى أكثر من مجلس الطنطاوي في مصر، ومجلس الناتو في ليبيا. نحتاج إلى معارك جديدة، على كل الصعدّ. ونحتاج إلى معركة ضد خطاب الديموقراطيّة، لعلّنا نصل إليها عن حق.
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)
41 تعليق
التعليقات
-
أين حمرة الخجل؟الموالون أين حمرة الخجل؟ عبادة الطغاة و الخوف من الحرية و خرافات الأمان في حضن المستبد تركتكم ضحايا لمتلازمة ستوكهولم و نظريات المؤامرة الخارجية المتهافتة بكل بلاهتها و لا عقلانيتها
-
الى الذي يسأل اذا كنت ن حرستاالى الذي يسأل اذا كنت ن حرستا ؟لا يا عيني ولكن الاخبار تأتيني فورا لان الاصدقاء كثر وألآن بحرستا ودوما وسقبا وتقريبا كل ريف دمشق ومنذ ساعات حتى الآن تتم مداهمات شرسة جدا اعتقالات بالجملة والكهرباء مقطوعة .ثانيا الكومبيوتر ليته يعمل على ضوء القمر لان اكيد كان سيكون اسرع .
-
الى اولا وأمح لان هي بالعاميةالى اولا وأمح لان هي بالعامية وليست بالفصحى .ثانيا كلكم مثل بعض يا موالين ألآن اصبحت قناة الجديد تتكلم بالطائفية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟منذ متى ؟تم انتم لم تتركوا احد الا خونتوه حتى مريم البسام اي عيب عليكم هل سنجبر ان لا نرى الجديد ؟لا يا عيني بس على ما يبدو القهر من الخطوط الجوية القطرية كذا محطة تضع هذه الدعاية وللا ممنوع؟(معك حق علكة ....شو طيبة ).
-
من لايقف بجانب ثورات الشعوب ضد الطغاة, هل هو مع الطغاة؟لايمكن لأبو خليل ولا غيره ان ينكر ان الحكام العرب, ومعهم النظام السوري والانظمة الخليجية عدا الكويت , هم طغاة لايؤمنون بشيء عدا استمرارية بقائهم في الحكم على حساب دماء الشعوب المقال مليء بالعداوة لجميع المباديء الديموقراطية واليسارية والماركسية والاسلامية بل والانسانية حتى؟ هل لنا ان نعرف مشربك السياسي حتى نفهم؟ اتعجب من شخص يعيش في الغرب ولايفهم الديموقراطية السياسية؟ ويعشق من يذبح الشعب ويلوم الضحية لأنها تستنجد بأحد ينقذها!! اريد رأيك: ماهو المطلوب من الشعب العراقي والسوري والليبي والمصري ...الخ , مع حكامهم السابقين؟
-
الى جميع الموالين اود ان اسعالى جميع الموالين اود ان اسع منكم جواب يقنعني (لماذا رفض السوريين ان تدخل قناة الجديد لنقل الاسئلة والاجوبة من القاعة المخصصة للصحفيين ؟ثم هل سينقل الخبر مثلا يعني بالعكس؟اليس هذا هو الاصلاح الموعود؟اي وأمح.
-
الى سوري لن اقول ن اين همالى سوري لن اقول ن اين هم ولكن هم بصراحة ثلاثة واحد عمره 16 سنة طلعوا على التلفزيون منذ حوالي ثلاثة اشهر ولم يدخلوا السجن اصلا مع العلم ان الجميع قالوا يا حرام راحت عليهم ولكنني علمت ان اثنين منهم كانوا يتظاهرون فقط لا غير .وعلى فكرة الآن الساعة العاشرة و35 دقيقة حرستا مداهمات شرسة والكهرباء مقطوعة وبعدين لوين؟
-
حقيقة الثورة السلمية الغانديةحفيدتي لم تكمل ثلاثة سنوات تناديني جدود لاتفتح الشباك اطلاق نار باباعمر باب السباع دوار الرئيس صوت اربي جي هذه هي المصطلحات التي تتداولها يوميا هذه الطفلة الجثث المقطعة والتي تجمع يوميا من حاويات القمامة من ابناء الطائفة العلوية في حمص والتي تعض على الجرح ياالله هم يريدون السلطة وليس العدالة هم يريدون الحكم وليس الامن هم يريدون اليهود ابناء عمومتهم وليس الفرس ابناء عدوتهم طالماانه يغفر ماتقدم وماتاخر مالمشكلة لايوجد مشكلة ابدافان الجهاد في سبيل الله تديره الولايات المتحدة وترمي بن لادن في البحر وتفتعل بالقذافي وتقتله وترميه في غياهب الصحراءعذرا امتي ونبي لولا وجود مسلمين في سورية مثل الحسون والبوطي لبعت سوار زوجتي وامتشقت البندقية لادافع عن ابناء طائفتي ثورتكم وشعاراتكم تورية لاهداف شيطانية متحالفة مع الصهيونية العربية العلوية عالتابوت اغبياء لايعرفون ان العلويين يؤمنون بتقمص الارواح وان الجسد هي حقيقة مادية لاقيمة لهاستحل ارواح الشهداء مع النبيين والصدقين وهل يهم الشاة السلخ بعد الذبح
-
الى هلال لا يجوز لك ان تحكمالى هلال لا يجوز لك ان تحكم على الوضع في سوريا وانت بعيد جدا عنها جغرافيا واذا كانت معلوماتك من مكان واحد اتمنى عليك ان ترى المكان الآخر لان في ذلك تكون كما الموالين تماما لا يريدون ان يروا شيئا ثم اذا كنت تتسائل لماذا تقل المظاهرات ؟انا اقول لك اكثر من مائة الف معتقلين فقط لعلمك ثم هل تصدق كل ما يعرضه التلفزيون من افادات ؟انا اعرف اثنين عرضوا على اساس انهم عصابات وقتلة والآن هم خارج السجن (والله العظيم)ولا اريد ان اخبر ن اي منطقة كي لا يلقوا القبض عليهم ،ثم يعني بحب خبرك عن مسيرة التأييد الاجبارية وعلى رأسهم جماعة قدري جميل طواعية ومنذ الامس وهم منهمكين كيف سيكونون على الرأس يعني معارضة ما شاء الله إذن عليك يا هلال ان تكون موضوعيا نحن جميعا مع خلاص البلد ومع معارضة حقيقية وشريفة توصل البلد الى بر الامان .
-
احكيني عربي!!الشعب تحرك ضداحكيني عربي!! الشعب تحرك ضد سلطة مسلطة عليه منذ الأزل فلن تأتي سلطة أخرى يخافها بل تخافه. ولم تخلو الدنيا من الشرفاء أصحاب الضمائر الشريفة.
-
فلتسقط كل الحكومات ،فلتسقط كلفلتسقط كل الحكومات ،فلتسقط كل حركات المعارضة، فليسقط كل شيئ بما فيها "الديموقراطية" ، فلتسقط الامم "المتحدة " أي أنها لم تكن يوماً من الايام متحدة لا بل متحكمة في مصير الشعوب مند تأسيسها ، من هم هؤلاء الخمسة "الكبار"في مجلس الأمن حتى يستحقوا حق النقض ويقررو مصير البشرية حسب مصالحهم الاقتصادية الضيقة ؟ الديموقراطية أصبحت سلعة تباع وتشترى في الاسواق المحلية والعالمية، وأكبر مثال على ذالك التمويل المرعب والفلكي لحملاات الانتخاب المتكررة والعقيمة في الولايات المتحدة ، التمويل المريب من قبل الشركات العملاقة لكلا الطرفين الجمهوري والديموقراطي في الامبراطورية الأمريكية هوا أكبر مثال على عمق الخرافة التي تسمى بدموقراطيات الغربية
-
عندي يقين أنه لن يستمر معهمعندي يقين أنه لن يستمر معهم في هذه المهزلة..إن تاريخه والوعي الذي يتمتع به لا يسمح بذلك , أظن أنه وقع ضحيةالبروبوغاندا الضخمة التي تشنها بعض الفضائيات على سوريا وكونه حمصياً فربما تأثر عاطفياً بما يجري في حمص وهو للأمانة أمر جلل ولكن لا يكون الحل بخراب البلد؟
-
دمت بخيرد:أسعد طيب الله روحك . د: غليون وعلى مدى عشرات السنين كان يتحدث بمنطق يقترب مما قرأته في بحثك الرائع , ومع أنه يعيش في السوربون ويحاضر فيها إلا أنه فاجأنا أخيرا بأنه أقل تنويرا مما يدعي وأن الريال القطري بدل طريقة تفكيره أثناء تشكيل المجلس الوطني المزعوم فتغافل عما ادعاه عقودا من الزمن واختبأ تحت عباءته ابعد الخلق عن الديمقراطية( بعلمه ورضاه )كما اسميتهم جماعة قطع الرؤوس والاطراف هذا ما أدهشنا نحن السوريين المتأكدين مما ذكرته د: اسعد أن مجلس الامن هو ذراع الناتو وليس العكس وأن مجلس الامن مطية امريكيةعلى حد قول بوش الاب فهل من المعقول الا يدرك غليون هذه الحقيقة ؟؟ غليون أصبح بنظر السوريين كأبو نظير ( ربّي يسّر )...
-
الغريب ان المعارضة السوريةتتحدث فقط عن تحرير سوريا من الجيش السوري لم اسمع اي معارض سوري قال ان في نية القادة الجدد تحرير الجولان من الجيش الاسرائئلي!!
-
اقرأ للكاتب و المثقف جلّ مااقرأ للكاتب و المثقف جلّ ما يكتبه لكنه لم يخرج من اطار المثقف العربي اليساري او اليبرالي في التنظير الدائم و النقد لحال أمة تفتقر الحلول الجذرية الخلاقة. ذلك ما يسهل الامر للمتطرفين و السلفيين لملئ الفراغ من خلال تقديم حلول لونها ديني تريح الناس لفترة يغيب العقل العربي فيها.
-
رسالة الى الكاتب والمثقف غليون وارجو النشر<p>في ظل الدماء التي تسيل في سورية والقتل على الهوية ومدي ثورة تفبرك الاحداث لماكينات اعلام التطرف كيف لنا ان تستوعب ان غليون وضع يده بيد الاخوان المسلمين وقائد صفحة الثورة السورية فداء السيد الذي نشرت له مقالات منذ اشهر صحيفة الابزرفاتور الفرنسية والذي اعترف فيه بذهابه الى قطر وعقد صفقة وشكل صفحة الثورة السورية على الفيس بوك وشرح تفاصيل العملية بالكامل وهو ابن قيادي في تنظيم الاخوان ورئيس مكتب الاخوان في السويد وامام جامع وما اقوله موجود على النت لمن يريد ان يطلع كيف نستطيع كشباب سوري ونحن الارض نعيش الاحداث ونشاهد بأم العين ما يجري كيف لنا ان نؤمن بهكذا ثورة تدعمها ام الديمقراطيات في العالم دولة قطر وتمولها كيف لنا ان نؤمن بها واقربائنا قتلوا على الهوية في حمص واللاذقية والان السيد غليون الذي نحترمه كمثقف عربي وعلماني يضع يده بيد مجلس الاخوان ويقبل ان يكون واجهة له تمنيت لو سمعت منه او من اي معارض بيان ادانة واحد لعمليات القتل الممنهج التي يقوم بها المتطرفون الذين ينكرون وجودهم الم يقتل تضال جنود على الهوية الم يقتل عبدو التلاوي واطفاله بحمص وينكل بجثثهم وووو..... اخرها ابن ضابط متقاعد في الكسوة</p>
-
الديموقراطيةحتى انت ديمقراطي يا اسعد لا حول ولا قوة الا بالله
-
رائع، رائع، رائعد. أسعدرائع، رائع، رائع د. أسعد ترددت في قراءة المقال عندما لمحت في بدايته مصطلح "مثقف عربي" واستغربت كيف تستخدمه. عندما تنقلت بين السطور، كانت كل فكرة تنافس في أهميتها الفكرة التالية. ووجدت صعوبة في اختيار ما أود التعليق عليه. برأيي نجح الغرب في ايهام الشعوب الاخرى بأنه يتربع على عرش الحداثة وأن مجتمعاته تعيش في بحبوحة ورفاهية. ومن يريد ذلك عليه اتباع الانموذج الغربي، الديموقراطية (هنا يبرز دور الكثير من المنظمات) بغض النظر عن اختلاف بنى المجتمعات، وتجاوزاً لكل خصوصياتها. قام بعض العرب (الذين تٌطلق عليهم تسمية "مثقفون") بـ pseudo revolutions (ثورات زائفة) لأسباب مختلفة وطبعاً بدعم وتحريض من الغرب لفرض هيمنته على العالم أجمع، ويريدوننا أن نظن أننا الان نعيش عصر الانوار _ دون اجراء قطيعة معرفية مع "الدين" كما حدث في الغرب _ إنما العكس، لأن "الثورات" العربية هذه تولد من رحم التعصب الديني. يريدون لنا أن "نتخيّل" أننا نخطو بسرعة الى الرفاهية والحرية والحداثة..."تماما كما يعيش أهل العراق اليوم".
-
ألأعمال بخواتيمها 2بسم الله الرحمان الرحيم فثقافة ونهج الموت ليسا سبيل أمريكا فقط،إنما ثمة سبل موت أخرى ليست بالضرورة متوافقة معه،وهذا يعني أن كل معارض لأمريكا ليس بالضرورة أنه صاحب ثقافة حياة.فمن ميزات أتباع سبل الموت التناقض في ما بينهم"لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لّا يَعْقِلُونَ"(الحشر 14)والشاهد: تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى. فمن لا يملك ثقافة الحياة ولم يقف في موقع الحق،فهو صاحب ثقافة الموت وفي موقع الباطل أي تكن السبل،والأعمال بخواتيمها. أللهم اغث المظلومين المقهورين المستضعفين في البحرين وسائر بقاع الأرض وفرج عنهم برحمتك يامغيث المستغيثين ومعين الضعفاء يا أرحم الراحمين أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
-
ألأعمال بخواتيمها 1بسم الله الرحمان الرحيم أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم ثمة من يعادي إسرائيل نظريا وعمليا(بمعزل عن الأداء) ويقف مع النظام في سوريا،مقابل برهان غليون صاحب تراث طويل في الدفاع عن الديموقراطيّة والتبشير بها عدا الكتابات المرفقة بمواقف مبدئيّة(بحسب الكاتب) دون أي ممارسات عملية ضد إسرائيل وجرائمها،الذي يقف مع مواقفه المُشرّفة(بحسب الكاتب)في موقع ضد النظام في سوريا. لا يشفع الماضي الحسن المفترض لأي أحد في تجميل الحاضر السيء أو الخاتمة السيئة،كما لا يمنع الماضي السيء صاحبه من الإصلاح والإحسان،كما هو نهج الدكتور أسعد أبو خليل ي تجميل حاضر أو سلوك برهان غليون،مستندا على ماض يعتبره ويراه حسنا،وإلفاء وحرمان أحمد الجلبي(الشلبي)من حقه في الإصلاح والإحسان،مستنادا على ماض سيء مفترض في المقال السابق،علما أن الأخير ليس هو من استدعى الدبابات وباقي ضمن القوات الأمريكية إلى العراق كما يفعل برهان غليون. لم تحاربنا أمريكا بالدبابة فقط"،لذلك ثمة من يركبون على غير الدبابة أيضا،مثل الثورات والفوضى والتجييش والتحريض والتشويه والعصبية والإعلام وضرب الدين وبث الحقد والحض على الكراهية...وإلخ.فمن لم يقف في موقع وسبيل الحق فهو في موقع الباطل أي يكن شكله وسبيله"وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(الأنعام 153)،
-
مالعملمع مشاطرتي الراي لمعظم الافكار - اذا لم اقل جميعها - التي وردت في مقالكم إلا انني أرى أن الاجابة على سؤال " مالعمل " اللينيني هو اولوية ملحة هذه الايام
-
حتى نجدمن يلقى آذان صاغية لماحتى نجدمن يلقى آذان صاغية لما سردته عزيزي سوف تصبح البلدان العربية الفقيرة كبش فداءالدمقرطة الانتقائية لحماية مستعمرات امريكا بالتنظير مجلس التعاون الاستعماري يلقي علينا خطبا ويحثنا على الاصلاح وهم اساسا لا يملكون دستورا او حتى تمثيلا نسائيا في بلد كالسعودية والخطوة الخجولة الاخيرة من العاهل ما هي الا بنبونة
-
أسطورة الديمقراطيةإنه لمن المذهل كيف يمكن للإنسان أن ينسف في نصف ساعة، ما أفنى حياته محاولاً بناءه والتبرير في هذه الحالة يشبه ستر راقصة ببذلتها الخاصة نحن لا نتحدث عن شبان سذج، بل عن "مثقفين مخضرمين" صحيح، إنها كلمة بشعة أصبح اكتساب المعلومات وبراعة استخدامها مرادفاً لصف الكلمات والاستعلاء والقهوة الإيطالية والسخرية ومحدودية العقل عهد "المثقفون الجدد" يتسم بطابع أبعد من الغرابة . دفعتهم معارضتهم للمؤسسات الدينية المنظمة إلى شيء من الانعزال في مجتمعات لا يزال خمار الدين يجذبها، فتوجهوا نحو أجمل مظاهر العلمانية والديمقراطية، كما نراها في brochure، مما اضطرهم ووفقاً لمبدأ "أخاك مجبر"، على وضع اليد في جلاليب من هم أشد تطرفاً ممن يدّعون معاداتهم، بمباركة أسقف وحاخامات الديمقراطية . وقد أنتجت هذه التحالف العلمية مخلوقاً هجيناً مشوهاً ، يرجح أن تكون نهايته شبيهة بنهاية فيلم الخيال العلمي splice يا للـirony ..
-
غريبحال برهان غليون هو حال السيد وليد جنبلاط الذي رأينا عدة نسخ منه خلال سنوات حكمه الفردي (للحزب التقدمي الاشتراكي)فهناك نسخة سورية قديمة وهناك نسخة ايرانية وهناك نسخة امريكية ..بل هناك نسخة جنبلاطية سعودية ونسخة علاقات عامة ونسخة سعد الحريري ونسخة سمير جعجع !!!واذا كان سلوك جنبلاط مفهوما على أساس أنه ليس على “الزعيم التقدمي الاشتراكي من حرج” !! فان محاولة تفهم برهان غليون أكثر استعصاء لأن غليون ليس سياسيا ولا ابن سياسي بل هو يكتب المؤلفات والنظريات التي يجتهد فيها وينحتها بعقله الذي يستخدمه كازميل النحات .. والمفروض أن كتب ونظريات المفكر هي أولاده .. ولايستطيع التخلي عنها لأنها تصبح بعضا منه وبعضا من دمه .. ولايجوز على المفكر تبديل أولاده أو وأدهم أو التبرع بهم لأمير قطري ولا لأمير المؤمنين .. ولايستطيع المفكر أن يبدل دمه بمشتقات نفطية ولا ببئر نفط .. والكاتب الكبير وصاحب الرأي لاينقلب على كتابه الا في احدى حالات أربع: 1- أن لاتكون تلك المؤلفات له بل سرقها من مجهول ونسبها لنفسه كحال من يتبنى ولدا ينشأ لديه لكن لايحمل دمه ومورثاته ولايعنيه ان تنكر لقرار التبني يوما
-
كفيت و وفيت يا استاذي حمىكفيت و وفيت يا استاذي حمى الله بلدي سورية من كل شر و اعاد اليها الامن و الامان
-
دكتور اسعد مقالك رائع جدا عندكتور اسعد مقالك رائع جدا عن كل ما كتبت وانا معك بكل ما قلته ولكن ما العمل في سوريا؟الا ترى معي ان النظام هو من يدفع للتدخل الخارجي؟الا يكفيه 42 سنة من الحكم ؟لماذا لا يقبل بإنتخابات حرة ونزيهة؟ليبعد شبح الحرب عن البلد للصبر حدود ولقد صبر الشعب بما فيه الكفاية ،ثم انت في مقابلتك على الجزيرة قلت ان اميركا لا تريد ان تغير بشار الاسد اليس هذا تدخل سافر من قبلها؟ثم لم ينتخب من الشعب وانما ورث الحكم كما يعلم الجميع واميركا راضية عنه هي وجميع الدول الاوروبية ماذا يعني ذلك؟هل لانه يمرر للمقاومة العتاد وغيرها اصبح هو مقاوم؟الم يتحاور النظام مع اسرائيل سرا؟اذن لماذا علينا ان نهاجم المجلس اللاديموقراطي قبل ان نرى ما سوف يفعله ؟وأخيرا انا معك بأن المجلس انتخب نفسه والسبب كما اظن هو التصحر السياسي في سوريا فمعارضين الداخل اكثرهم شرفاء ولكنهم لا يجروؤن ان يفتحوا فمهم بما يريدون حقيقة وتبقى مطالبهم دون المستوى بإثتثناء شخص او اثنين يتكلمون بجرأة واخيرا لدي الكثير ولكن ليس الان وشكرا لك ولروعة كتاباتك