إلى الرئيس نجيب ميقاتي
نخاطبكم يا دولة الرئيس، وأنتم تحتضنون وطننا الحبيب لبنان، بمحبة أصيلة ورعاية موصوفة، عرفناها في سيرتكم الوطنية ومساركم الخلقي القويم.
باسم الاغتراب اللبناني، باسم أكثر من عشرة ملايين مغترب نقول لكم «مبروك للبنان» أن تكونوا رئيساً إنقاذياً لحكومة نعلّق عليها الآمال، للانتقال بلبنان من حالة القلق والتردد، إلى وضعية الاستقرار والأمان.
لقد كنتم يا دولة الرئيس في حياتكم السياسية مثال المواطن المسؤول، والقائد الحكيم الذي يعرف كيف يكون مقبولاً في وسطيته من جميع المكونات السياسية والدينية للبلد، كذلك أثبتّم أنكم مثال الرئيس الذي يعرف كيف يبني له علاقات دولية على قاعدة الاحترام، وكيف يُراكم ثقة المواطنين به على قاعدة الثقة والشفافية المطلقة، وهذا من علامات المروءة السياسية التي تتّصفون بها. إن من حق لبنان أن يحظى برئيس حكومة من قماشة الكبار، ومن حقّنا يا دولة الرئيس أن نعتزّ بهذه الثقة المحلية والدولية التي تحيط بشخصكم وتزيد من رصيدكم وطنياً وعربياً وعالمياً.
باسم ملايين اللبنانيين في الانتشار، نقدم لكم أخلص التهاني، عاقدين الأمل عليكم أن تكونوا عنوان لبنان الكرامة والعزة والأمان والسيادة والاستقرار.
***
المغتربون يا دولة الرئيس يتطلّعون إليكم مطالبين بحقّهم الدستوري والقانوني بالانتخاب والتمثيل في المجلس النيابي والحكومة. المغتربون هم قدرة اقتصادية هائلة، وهم أيضاً يتطلعون إلى دور لهم في وطنهم، مهما تطلّب الأمر من تضحيات، ومهما كثرت التحديات.
نحن يا دولة الرئيس ندرك الصعاب التي تواجهونها، ونعرف تماماً قدرتكم على تصحيح الوضع وإعادة لبنان إلى الضوء، رغم العتمة التي تسيطر على الوضع في الشرق الأوسط.
كلنا أمل أن ترتقوا بلبنان إلى مرتبة المجد وأن تعيدوه إلى مركز الصدارة والنجاح، بالتعاون مع القيادات والزعماء الغيورين على لبنان ومستقبله.
إننا ندرك مقدار الثقة التي ترتكزون عليها لبناء لبنان الجديد، ونعرف تماماً أنكم تغارون على صيغة لبنان ودوره وتنوّعه، ونحن نؤمن بأنكم حريصون على دور الاغتراب في العالم، وأن تكون للانتشار اللبناني كلمته في صناعة الدور والمصير. ونحن نسأل الربّ أن يقوّي خطاكم ويعطيكم القدرة على احتمال الصعاب وتجاوزها بنجاح كامل وجاد.

المهندس ألبير متى
(رئيس الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم)