إنشاء «التحالف الإسلامي» لمحاربة «الإرهاب»، بحسب التصنيف السعودي، الذي أُعلن عنه ليل أول من أمس عبر القناة السعودية الفضائية، هو مشبوه بتوقيته وبأعضائه وبأهدافه.
فتحالف أنشئ لمحاربة «الإرهاب» مستبعد منه العراق وسوريا الدولتان اللتان تتغلغل فيهما التنظيمات المتطرفة الإرهابية والتي يجتمع الكون كله أو يكاد لمحاربتها، ولم ينجح بعد. حتى إنّ جميع القوى العظمى أو المتضررة من هذا الإرهاب لم تستطع أن تجتمع على طاولة واحدة بعد. فأي إرهاب يريد هذا التحالف محاربته؟
تحالف مستبعدة منه سوريا والعراق وعُمان والجزائر، أي دول المعارضة العربية لإسرائيل، يطرح سؤالاً آخر: أيّ إرهاب يريد هذا التحالف محاربته؟
من إحدى نهفات هذا التحالف أن لبنان وفلسطين ضمنه. لبنان الذي يستجدي العالم كلّه لكي يحصل على الحد الأدنى من التسليح لحراسة حدوده فقط، لا سلاح للمواجهة والتصدي... لبنان الذي يمنّ عليه السعودي بصفقات تسليح ورقية لم ينل منها إلا قالب حلوى قطعه قائد الجيش جان قهوجي ورئيس الحكومة السابق المهاجر سعد الحريري كمبعوث للسعودية الى لبنان. أما فلسطين، فأي جيش لدى فلسطين؟ أي استخفاف بالعقول هذا... وأي إرهاب يريد هذا التحالف أن يحارب؟
واستكمالاً، فإنّ حزب الله هو منظمة إرهابية على ما يعرف بلائحة الإرهاب السعودي. فهل الخطة موضوعة لمواجهته، أم البدء لاستكمال أهداف حرب تموز بسحق الحزب بعد الضربات المتلاحقة للنظام السعودي والتي وجّهها له الحزب في سوريا ومناطق أخرى.
ما هو تعريف «الإرهاب» المفترض، هل هو «داعش» أم «القاعدة» أم حزب الله أم النظام السوري أم العراقي أم «الحوثي»...؟ كيف تمّ جمع بلاد إسلامية بهذا التحالف، حتى ضمّ دولاً لا نعرف إذا كانت تملك جيشاً أو لا؟
هل هذا التحالف هو لضرب الجهود الروسية التي تسعى الى تحالف جدي وحقيقي لمحاربة الإرهاب؟
أسئلة كثيرة، ولكن إذا كنا نريد أن نسأل: أين مقر هذا التحالف؟ أين نطاق عمله؟ كيف أسّس له؟ كيف سيلتقي المصري والتركي في هذا التحالف؟ والسؤال الأكبر هنا: هل هذا التحالف هو تمنيات سعودية، أم أنه حقيقة غير موجودة؟ وكيف بإمكان تحالف لمحاربة الإرهاب أن يولد عبر الهاتف. وكيف يمكن أن يعلن عن تأسيس تحالف من دون أن يُعقَد اجتماع لممثلين عن هذه الدول؟
أين الأطر التأسيسية والقانونية التي ترسم دور كل دولة، ومن الذي سيقود هذا التحالف، وهل سينشأ عنه جيش؟ وما هو هذا الجيش؟
هل صحيح أن إعلان محمد بن سلمان هو رد على اعتبار واشنطن لمحمد بن نايف بأنه نجح في محاربة الإرهاب في الداخل، وهل هذا التحالف يدخل في إطار الصراع الداخلي؟ في المحصلة، السعودي الذي يتخبط والفئة الهرمة منه معجبة بشاب ثلاثيني يقود حرباً بلا أفق في اليمن بجيش مرتزق من الكسبة من النفط. السعودي لم يدرك أنه منذ أكثر من 4 سنوات يتلقى الهزيمة تلو الأخرى... أما آن الأوان لكي يدرك أن هذا الزمان ليس زمانه؟!
* صحافي لبناني